بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فى المؤتمر السنوى لـ«مواطنة الوفد»

د. عبدالسند يمامة: المواطنة هى صمام الأمان ضد الدعاوى المتطرفة

بوابة الوفد الإلكترونية


الوفد قام على وحدة عنصرى الأمة.. والشعب المصرى نسيج واحد


نحن شعب واحد يمثل صمام الأمان ضد الإرهاب


ما يحدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا سببه غياب رابطة المواطنة


قال الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد خلال كلمته بالمؤتمر السنوى الذى تقيمه اللجنة النوعية للمواطنة: لدينا فى الحزب 30 لجنة نوعية مختلفة، ولجنة المواطنة من أنشط اللجان بسبب القائمين عليها، كما نص الدستور فى مادته الأولى على أن مصر نظامها جمهورى ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون.
وأشار إلى أن المواطنة لا تمنع التمييز الإيجابى لبعض الفئات التى تحتاج لدعم من المجتمع والدولة، مثل النساء وذوى الهمم والعاملين فى الخارج، وهذا موجود فى العالم كله، وهذا لا يمس مبدأ أن الكل متساوون فى الحقوق والواجبات، كما أن مبدأ المواطنة مظهر حضارى، فهو يمثل الاعتراف بالحقوق والحريات.
وأشار رئيس الوفد إلى أن فكرة الحقوق والحريات حديثة نسبيًا وتعود للإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى 15 ديسمبر سنة 1948 عندما أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن للأسف الشديد فى كثير من الدول ما زال هناك تمييز عنصرى، ونحن فى مصر ليست لدينا مشاكل فى المواطنة، فنحن شعب واحد يمثل صمام الأمان ضد الإرهاب، والمواطنة هى صمام الأمان ضد الدعاوى المتطرفة سواء كانت من أفكار سياسية أو دينية تدعى أنها تنتمى إلى الإسلام أو المسيحية أو غيرها.
وأكد «يمامة» أن ما يحدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، ما كان ليحدث لو كانت هناك فكرة المواطنة لديهم، وإذن لكانوا شعبا واحدا ولم يفتح باب للانقسام والاقتسام والتحطم، فالمواطنة هى صمام الأمان لنا جميعًا، كلنا إخوة، كلنا يجمعنا وطن واحد تحت فكرة المواطنة.
وأشار «يمامة» إلى أنه منذ توليه رئاسة حزب الوفد خصص صفحة فى الجريدة للكنيسة من أجل إعلاء المواطنة فى الحزب، فجميعنا فى وطن واحد والوطن للجميع والدين لله سبحانه وتعالى.
 وقال رئيس الوفد: عندما نحتفل بالمواطنة فإننا نحتفل بوحدتنا ونحن حريصون عليها، فالمواطنة صمام الأمان لنا جميعًا من الأفكار الإرهابية والدعاوى المخربة، وما شهدناه من خراب عقب ثورة 25 يناير ودخول عناصر سياسية للفرقة حتى الآن كان نتيجة غياب فكرة المواطنة، ولو أن فكرة المواطنة كانت حاضرة ما كنا تعرضنا لكثير من المشاكل والانفجارات، ونحن محتاجون دائمًا لأن نحتفى بالمواطنة.
وقال الكاتب الصحفى شريف عارف المستشار الإعلامى لحزب الوفد ومدير مركز الدراسات السياسية بالحزب إنه إذا ما ذكرت المواطنة ذكر حزب الوفد، وإذا ما ذكر حزب الوفد ذكرت المواطنة، وهذه هى الحقيقة التى آمن بها المصريون على مدى قرن كامل من الزمان قبل 100 عام من الآن.
وأضاف أنه بعد اغتيال بطرس باشا غالى عام 1910 على يد إبراهيم الوردانى، زادت الأزمة الطائفية، وظلت هذه الأزمة قائمة حتى المؤتمر القبطى عام 1915، وحينما كانت هناك بوادر لتشكيل الوفد المصرى ذهب القطب الوفدى الكبير والوطنى الكبير سينوت حنا إلى سعد زغلول وسأله سؤالًا واضحًا ومباشرًا: وماذا عن موقف الأقباط يا سيدى، فقال له: لهم ما لنا وعليهم ما علينا.


واختتم «عارف» كلمته قائلًا: الوفد المصرى سيظل مؤمنًا بالمواطنة وأنها ستظل عنوانا رئيسيا للوفد المصرى، وأذكركم أنه حينما تم تشكيل حكومة الشعب لأول مره عام 1924 كان من المتعارف أن يكون هناك وزير قبطى واحد فى الحكومة، وأصر سعد باشا زغلول على اختيار اثنين من الأقباط ضمن الوزراء فى الحكومة المصرية، وحينما نظر الملك فؤاد فى الأسماء قال لسعد باشا: «اثنين أقباط يا باشا؟» فرد سعد زغلول الرد المقنع المفحم: «يا مولاى رصاص الإنجليز لا يفرق بين المسلمين والأقباط».
وقال الشيخ إسماعيل عابدين أحد أئمة وزارة الأوقاف: إن المواطنة والعيش المشترك مفهوم يعكس أهمية التعايش بين مختلف الأفراد والأجناس فى مجتمع واحد حيث يتجاوز الاختلافات الفردية والثقافية والدينية، والعيش المشترك ليس فقط مطلبا إنسانيا بل هو أيضا ضرورة لضمان استقرار المجتمعات وتقدمها فى ظل التحديات التى تواجه عالمنا اليوم لذا يصبح العيش المشترك أكثر أهمية من أى وقت مضى.
وأشار الشيخ إسماعيل إلى أن الإسلام نظم علاقه المسلم مع جميع الملل والديانات أفرادًا ومجتمعات ووضع الضوابط الكاملة لتلك العلاقة سواء داخل بلاد المسلمين أو خارجها، وما يتوافق مع فطرة الإنسان واحتياجاته وضروريات حياته. وبلدنا مصر الحبيبة لا نجد فيها لا تمييزا ولا عنصرية وإنما نعيش جميعا فى وطن واحد يجمعنا على هذا الوطن وتجمعنا المحبة والألفة ونحن جميعا نسيج واحد على هذه الأرض وهذه حقيقه نعيشها الآن.
واختتم بقوله: التعايش هو فطرة إنسانية وضرورة حياتية لا غنى عنها مما يحقق الاستقرار والأمن المجتمعى والذى هو مصلحة دينية ودنيوية لابد من مراعاتها وصيانتها والمحافظة عليها، ومعالم هذا التعايش وسماته تتلخص فى مبادئ هى العدل والرحمة والعفو والتسامح وحريه التدين والمعاملة بالبر والإحسان.


وأكد القس جيروم مجدى بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد أن حزب الوفد من أكثر الأحزاب الوطنية فى مصر، وهذا ليس كلاما على حبر فقط أو كلاما فى ورق فقط ولكن هذه هى الحقيقة التى حدثت بالفعل منذ أن عانق الهلال الصليب فى ثورة 1919.
وأضاف أن مصر لا تبنى إلا بتكاتف جميع أبنائها على اختلاف معتقدهم وثقافتهم فى ظل راية المواطنة والانتماء الصادق، إننا اليوم ونحن نلتقى تحت مظلة حزب الوفد لا يسعنا إلا أن نتوقف بكل تقدير أمام تجربة زعيم الأمة سعد باشا زغلول الذى جسد أقواله وأفعاله فى أسمى معانى الوحدة الوطنية والتعايش المشترك ما بين نسيج الوطن مسيحيين ومسلمين.
وأشار القس جيروم إلى أن ثورة 19 خرج فيها الشعب بجميع أطيافه ليهتف الدين لله والوطن للجميع، ورأينا المسلمين يصلون داخل الكنائس، ورأينا المسيحيين يحرسون المساجد، وكانت زعامة سعد زغلول تعبيرًا صادقًا عن وطن لا يفرق أبناءه بل يجمعهم على حب مصر جميعًا، وكان بجواره دائمًا شريك الوطن مكرم عبيد الذى قال عنه إن سعد زغلول لم يكن زعيمًا للمسلمين فقط بل زعيمًا للمصريين جميعًا.


وأوضح أن التعايش المشترك هو أن نحيا فى وطن يسع الجميع، يكرم الإنسان لأجل إنسانيته، لا يحاكمه على معتقده بل يحميه بالقانون ويرعاه بالدستور، واليوم لا يزال حزب الوفد بقيادته ورجاله ونسائه محافظًا على هذا الإرث الوطنى، مدافعًا عن مبادئ الديمقراطية والمساواة وحرية الرأى والعقيدة، ساعيًا نحو بناء وطن قوى متماسك لا تهزه رياح الفرقة ولا تمزقه أصوات التعصب.
واختتم القس بمقولة الزعيم سعد زغلول إن الأمة التى لا يحكمها قانون واحد يسرى على الجميع فى الحقوق والواجبات لا يمكن أن تنجو من الفوضى والانقسام، ومقولة البابا شنودة الثالث «إن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه»، ثم قول قداسة البابا تواضروس الثانى «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».
وأكد المهندس عادل الجندى مسئول مسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة؛ أن الوفديين هم من خلقوا المواطنة فحزب الوفد بأعضائه وعلمائه هم الذين علمونا معنى المواطنة، وتعنى مجموعة من الأبناء يعيشون فى بيت واحد فى مناخ آمن وفى ظل مناخ اقتصادى يوفر لهم لقمة عيش وحياة كريمة ترعاها مؤسسات الدولة وتكون مسئولة عنها، هكذا نفهم المواطنة وهكذا تدرك الحكومة معنى المواطنة لأنها هى المسئولة عن إدراكها وفهمها وتفعيلها على أرض الواقع.


وأشار إلى أن مشروع العائلة المقدسة هو انعكاس وترجمة حقيقية لمعنى المواطنة فنحن أبناء وطن واحد كلنا، نحن مسلمون أقباط ومسيحيون أقباط نعيش على أرض قبطية هى أرض مصر، وإحياء أى جزء من تاريخ الأمة واجب وطنى، وليس أعظم من مسار العائلة المقدسة الذى مر به أعظم الأنبياء، وأعظم عائلة مرت على أرض مصر هى العائلة المقدسة فى أطول مسار روحانى فى العالم داخل دولة واحدة.
وأوضح «الجندي» أن العائلة المقدسة مرت فى ثلاثة مواقع، هى بيت لحم والأردن ومصر، وأقوى رحلات المغامرة التى مرت بها كانت فى أرض مصر، حيث مرت بـ 25 موقعا، قطعت خلالها 3500 كيلومتر على ظهر دابة، ولولا أن الله سبحانه وتعالى اختار هذه الأرض «مصر» لكى تكون ملجأ للعائلة المقدسة ما انتشرت المسيحية فى العالم كله، فحماية مصر للعائلة المقدسة بأمر ربانى هو أثر انتشار مسيحى فى العالم.
ونوه «الجندي» بأن مصر تمتلك إرثا إنسانيا عظيما، لذلك أولت الدولة اهتماما بالغا بمشروع العائلة المقدسة لكى تحيى أصولها وأمجادها وتاريخها، المشروع بدأ منذ 12 سنة، وقد وجدنا المسلمين يتسابقون قبل الأقباط جميعًا فى تنمية مواقع العائلة المقدسة وتكاتفوا مع إخوانهم الأقباط فى تنمية هذه المواقع.


وأشار صفوت لطفى مستشار رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة النوعية للمواطنة بالحزب إلى أنه منذ نشأة لجنة المواطنة فى عام 2013 وحتى الآن لم نشعر بأننا أغراب عن هذا البيت، فالوفد بيت الأمة لكل المصريين. وأوضح أن اللجنة بدأت بفكرة، ثم بدأنا فى تدشين لجان فى محافظات مصر من مرسى مطروح لأسوان للإسكندرية ولا توجد محافظة فى مصر إلا ولنا بصمة بها وكان هناك تعاون غير عادى من أعضاء الحزب بمختلف المحافظات.
وأوضح عماد إبراهيم مستشار رئيس حزب الوفد ونائب رئيس اللجنة النوعية للمواطنة بالحزب أن اللجنة منذ لحظاتها الأولى جسدت روح الوفد والمعنى الحقيقى للمواطنة والدفاع عن قيم المواطنة والتعددية والمساواة، ونجحت فى أن تكون منبرًا حيًا يجمع بين أبناء الوطن دون تفرقة وعبرت عن ضمير الأمة فى قضايا التعايش والسلام المجتمعى وترسيخ مبدأ الهلال الذى يحتضن الصليب، كما سعت منذ تأسيسها إلى ترسيخ ثقافة المواطنة كركيزة أساسية لبناء دولة مدنية حديثة تتسع للجميع وتقوم على الحقوق المتساوية والواجبات المشتركة.