بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

آثار الحروب النفسية على العالم:


في ظل التقدم التكنولوجي والتطور في وسائل الإعلام والاتصال، لم تعد الحروب تقتصر على السلاح والدمار المادي، بل ظهرت أنماط جديدة من الصراع، من أبرزها الحروب النفسية، وتُعد الحروب النفسية أحد أخطر أساليب الصراع غير التقليدية، حيث تستهدف العقل والوجدان، وتهدف إلى زعزعة إستقرار الأفراد، والمجتمعات من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة، وهذا ربما يعنى أن الحرب لا تقتل الجسد فقط، بل تترك روحًا تائهة تبحث عن سلام لا يأتي.
مفهوم الحروب النفسية:
الحرب النفسية هي استخدام أساليب متعمدة للتأثير على تفكير، وسلوك العدو أو الجمهور المستهدف، من خلال الدعاية، والتضليل، والإشاعات، والخوف، والضغط النفسي.
آثار الحروب النفسية على الأفراد:
الحروب النفسية تترك آثارًا عميقة ومستمرة على الأفراد، قد تتجاوز في قسوتها الإصابات الجسدية، إذ يعاني كثيرون من اضطرابات نفسية مثل القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة للتعرض المستمر للخوف، والتهديد، وفقدان الأمان، ومن عاش الحرب يعرف أن أقسى المعارك تكون بعد توقف إطلاق النار.
آثار الحروب النفسية على المجتمعات:
الحروب النفسية تترك آثارًا عميقة وخفية على المجتمعات، لا تقل خطورة عن الدمار المادي، إذ تهدف هذه الحروب إلى زعزعة الاستقرار الداخلي من خلال بث الخوف، ونشر الشائعات، وترويج المعلومات المضللة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد، كما تسهم في تفشي القلق، والاكتئاب، والشعور بالعجز لدى الأفراد، وقد تؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي، وازدياد الانقسامات الطائفية أو العرقية، ومع استمرار هذه الضغوط النفسية، تصبح المجتمعات أكثر عرضة للتلاعب، والتطرف، والعنف مما يعيق مسيرة التنمية والإستقرار على المدى البعيد، لذلك فإن مواجهة آثار الحروب النفسية تتطلب تعزيز الوعي المجتمعي، ودعم الصحة النفسية، وبناء إعلام واعٍ وقادر على التصدي للدعاية المضللة. 
سبل المواجهة:
التثقيف الإعلامي يجب تعليم الأفراد كيفية التمييز بين الحقيقة والدعاية، تعزيز الثقة المجتمعية من خلال الشفافية والمشاركة الشعبية، دعم الصحة النفسية، وتوفير الدعم النفسي للمتضررين من آثار الحرب النفسية، التشريعات سن قوانين تجرّم نشر الإشاعات والمعلومات الكاذبة.
ومن هذا المنطلق، لا تعيش بعد الحروب مشوهًا من الداخل، وبما أن الحروب النفسية من أخطر التهديدات المعاصرة، حيث تعمل بصمت، وتترك آثارًا عميقة على النفس والمجتمع، ولا يمكن التصدي لها إلا من خلال وعي جماعي، وإعلام مسؤول، وتكاتف داخلي يعزز مناعة الشعوب أمام الهجمات النفسية المنظمة، وختامًا الطفل الذي نجا من الحرب، يحتاج حضنًا لاجتياز ما بعدها.