بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كارثة طبيعية تضرب كوريا الجنوبية: قتلى ومفقودون ودمار واسع بعد أمطار غزيرة وانهيارات أرضية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

في مشهد مأساوي، لقي ما لا يقل عن 18 شخصًا مصرعهم في كوريا الجنوبية بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي تسببت في انهيارات أرضية مدمرة وفيضانات جارفة، اجتاحت المنازل وجرفت البشر والمركبات والحيوانات على حد سواء، وفقًا لما أعلنته الحكومة صباح الاثنين.

ولا تزال عمليات البحث جارية عن 9 مفقودين، فيما تتوقع السلطات ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار أعمال الإنقاذ وفتح الطرق المغلقة وإزالة الركام.

وقد شهدت مناطق جنوب وغرب البلاد هطول أمطار قياسية بلغت نحو 78 سنتيمترًا منذ الأربعاء، ما أدى إلى انهيارات في التربة وغمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

قرى منكوبة وسكان بلا مأوى

كانت بلدة سانشيونغ الواقعة في الجنوب الأكثر تضررًا، حيث سُجلت فيها 10 وفيات وفُقد أربعة أشخاص آخرين. فقط يوم السبت، هطلت كمية أمطار تقارب 30 سنتيمترًا، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة لجميع السكان البالغ عددهم 33 ألف شخص بضرورة الاستعداد لحالات طوارئ.

صور مرعبة من المنطقة أظهرت سيارات مقلوبة وسط أنقاض المنازل، وحقول فراولة مدمرة بالكامل، بينما جلس كبار السن في القرى مذهولين أمام الأضرار التي لحقت بحدائقهم ومنازلهم. السكان اشتكوا من انقطاع الكهرباء والمياه، فيما تسابق فرق الطوارئ الزمن لتأمين المساعدات.

وفي منطقة غابييونغ، شمال شرق سيول، ابتلعت الانهيارات الأرضية مخيمًا عائليًا بالكامل، وأسفرت عن مقتل أب، فيما نجا ابنه، ولا يزال البحث جاريًا عن الأم وابنتها البالغة 11 عامًا. استخدم رجال الإنقاذ الحبال والمعدات لتخليص العالقين وسط السيول الطينية العنيفة.

أضرار زراعية وخسائر ضخمة في الثروة الحيوانية

وزارة الزراعة أعلنت أن أكثر من 40 ألف هكتار من الأراضي الزراعية تضررت، وهي مساحة تعادل حوالي 40 ألف ملعب كرة قدم. كما نفق ما يقرب من 1.5 مليون رأس من الماشية، أغلبها من الدواجن.

وفي مواجهة هذه الكارثة، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ بإعلان المناطق المتضررة "مناطق كوارث خاصة"، ما يسمح للحكومة بتوفير إعفاءات ضريبية ودعم مالي عاجل.

بدء جهود الإغاثة والعودة التدريجية للسكان

مع انحسار الأمطار وظهور الشمس صباح الاثنين، بدأ آلاف السكان الذين تم إجلاؤهم العودة إلى منازلهم المتضررة. تم نشر جنود لمساعدتهم في إزالة الأثاث المدمر، بينما تعمل الجرافات والمعدات الثقيلة على تنظيف الطرق من الحطام والطين.

ورغم خفض مستوى التحذير من الأمطار، حذر خبراء الأرصاد من مزيد من الهطولات في المناطق الوسطى والشمالية، إلى جانب موجة حر متوقعة في الجنوب، حيث بدأت السلطات في رش مواد مطهرة في القرى المتضررة لمنع انتشار الأمراض.