بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ما ورد عن لفظ الحسد في القرآن الكريم

الحسد هو شعور سلبي
الحسد هو شعور سلبي

الحسد هو شعور سلبي عميق يتمنى فيه الإنسان زوال نعمة غيره، ولو لم يستفد هو منها شيئًا، وهو من الصفات المذمومة التي حذر منها الدين الإسلامي، لما لها من أثر سلبي على الفرد والمجتمع.

عرف العلماء الحسد بأنه "كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه"، كما بيّن الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" أن الحسد لا يقتصر على مجرد الشعور بالضيق، بل يتضمن تمنّي زوال نعمة الغير.

 لفظ الحسد

وقد ورد لفظ الحسد في القرآن الكريم في عدة آيات، منها:

في سورة البقرة يقول الله تعالى:
﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 109).
هذه الآية تشير إلى حسد بعض أهل الكتاب للمسلمين بعد إيمانهم، ودعوة الله لهم بالصبر والعفو حتى يأتي أمره.

وفي سورة النساء يقول الله تعالى:
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 54).
هنا يذكر الله أن الحسد قد يكون تجاه النعم والفضل الإلهي الذي أُعطي لبعض الناس، كآل إبراهيم عليه السلام.

في سورة الفلق، والتي تُعد من أهم سور الحماية، قال تعالى:
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ (الفلق: 5).
تأتي هذه الآية ضمن دعاء الحماية من شر الحاسد، مما يدل على مدى خطورة الحسد وتأثيره السلبي.

وأيضًا في سورة الفتح، يقول الله تعالى:
﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الفتح: 15).
توضح هذه الآية تحريف الأعداء للحقيقة بدعوى الحسد تجاه المسلمين، رغم جهلهم بالحقيقة.

في الختام، يُظهر القرآن الكريم أن الحسد من الصفات المحرمة التي ينبغي للمسلم أن يجتنبها، وأن يدعو الله الحماية منها، كما يجب أن يكون الإنسان راضيًا بقضاء الله ويمدح الله على النعم التي أنعم بها عليه، فلا يسمح للحسد أن يسيطر على قلبه.