"خطة إعمار غزة بين الدعم العربي والتعاون الدولي": ألمانيا تعلن مشاركتها من القاهرة

بدأت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، ريم العبلي رادوفان، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى القاهرة، تركز خلالها على مناقشة آفاق تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي أقرتها القمة العربية مؤخرًا.

ووفقًا لبيان صادر عن السفارة الألمانية في القاهرة، تأتي الزيارة في إطار بحث سبل دعم ألمانيا لخطة الإعمار العربية، حيث تؤكد برلين التزامها بالمشاركة في هذه الجهود الإنسانية والإنمائية الكبرى، التي من المتوقع أن تمتد لعقد كامل وتتطلب تضافرًا دوليًا واسع النطاق.

وأكدت الوزيرة الألمانية أن إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم إلا في إطار سياسي شامل يُمهّد لحل الدولتين، ويضمن سلامًا دائمًا في المنطقة، مشيرة إلى أن "الخطة العربية تطرح مسارًا واقعيًا لإعادة الإعمار، وتمنح سكان غزة بارقة أمل نحو مستقبل أفضل".

وأضافت رادوفان: "من المهم أن تبدأ المناقشات الجادة منذ الآن حول سبل إنجاح هذه المهمة الجسيمة، رغم أن الوضع الميداني ما زال كارثيًا". وشددت على ضرورة توافر شروط أساسية لتحقيق الإعمار، منها: وقف دائم لإطلاق النار، وتحسين الأوضاع الإنسانية، وغياب أي تهديد أمني من جانب حماس، إلى جانب رفض التهجير القسري أو تقليص الأراضي في غزة أو الضفة الغربية.

في السياق ذاته، استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، نظيرتها الألمانية بمقر الحكومة في مدينة العلمين الجديدة، حيث ناقشا سُبل تعزيز التعاون المشترك، خاصة في المجالات التنموية والتمويل المبتكر.

ويأتي هذا اللقاء استكمالًا للمباحثات التي انطلقت خلال مؤتمر تمويل التنمية الرابع (Ff4D) الذي عُقد مؤخرًا في مدينة إشبيلية الإسبانية، حيث تناول الجانبان أهمية تفعيل شراكات دولية قوية لتمويل التنمية في الدول النامية والاقتصادات الناشئة، بما يضمن تحقيق نمو مستدام وشامل.

ومن جهته شدد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية على أهمية وأولوية الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار بشكل فوري تمهيدا إلى الوصول لاتفاق دائم يضمن السلام والاستقرار في قطاع غزة، وبما يسمح بتنفيذ مشروعات التعافي المبكر وبتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إعادة إعمار القطاع عقب التدمير الشامل الذي لحق به نتيجة العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها من قبل قادة الدول العربية في مطلع مارس الماضي.

جاء ذلك خلال استقبال السفير حسام زكي اليوم ريم رادوفان، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث ناقش الجانبان آخر التطورات الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي وتداعياته على السكان المدنيين.

وتطرق اللقاء إلى مؤتمر حل الدولتين المقرر عقده نهاية شهر يوليو الجاري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أوضح السفير حسام زكي أهمية المؤتمر، ورمزية توقيت انعقاده، معربا عن الارتياح لعقد المؤتمر في هذا التوقيت الدقيق رغم الظروف العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية منذ أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن الامانة العامة تنخرط بشكل فعال وإيجابي في أعمال المؤتمر حيث تتولي تسيير إحدى مجموعات العمل ومحاوره الهامة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.