بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ليلة سقوط «حسم»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

منير أديب: «حسم» خرجت من رحم الإخوان.. وأعلنت عن عودة عملياتها الإرهابية قبل أسبوعين!

طارق العكارى: «حسم» تحاول العودة.. وتحركاتها تزامنت مع اجتماع أمنى ثلاثى مصرى - ليبى - سودانى

اللواء أيمن عبدالمحسن: يقظة الأجهزة الأمنية أحبطت خطة استعادة نشاط «حسم»

 

 

نجحت وزارة الداخلية فى توجيه ضربة قاسمة لحركة حسم الإرهابية، حيث تمكنت من ضبط عدد من العناصر الإرهابية المنتمين لحركة «حسم»، وذلك فى إطار جهودها المستمرة لتفكيك البنية التنظيمية للجماعة وضبط خلاياها النائمة، فى أعقاب رصد تحركات مشبوهة مرتبطة بإعادة نشاط الحركة.

أكد منير أديب، الخبير فى شئون حركات الإسلام السياسي، أن حركة «حسم» خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، وظهرت منذ 12 عامًا، أى بعد ثورة يونيو 2013، فخرجت من رحم الإخوان، مؤكدًا أن  الإخوانى محمد كمال تولى مسئولية تأسيس الجناح المسلح للجماعة المعروف باسم «اللجنة النوعية»، والتى تطور عنها لاحقًا تنظيم «حسم»، بعد أن وضعت الجماعة على قوائم الإرهاب.

ومحمد كمال هو من اتخذ قرار إنشاء هذه الميليشيا «حسم»، ومن ثم دعم هذه المجموعة الإرهابية من خلال أفراد الإخوان الموجودين بالمكاتب الإدارية فى كل محافظات مصر. وبدأت الحركة نشاطها فى العام 2016، وكانت آخر عملية لها هى عملية تفجير إحدى المركبات أمام معهد الأورام بقصر العيني، وبعدها بدت الحركة ضعيفة لا تستطيع تنفيذ العمليات، ولذلك أوقفت العمليات، وأدركت أن أجهزة الأمن نجحت فى الكشف عن كل الخلايا.

وتابع: «هذه الحركة كانت تحاول إعادة نشاطها من جديد من خلال إعلان ذلك عبر تسجيل مرئى منذ أسبوعين تقريبًا».

وشدد على أن هناك عددًا من الجماعات التى كانت موجودة على الأراضى المصرية بعد ثورة 30 يونيو، ومن بين هذه الجماعات حركة «أجناد مصر» و«أنصار الشرعية» وميليشيات أخرى ظهرت على الأراضى المصرية، وأجهزة الأمن المصرية نجحت فى تفكيك هذه المجموعات والقضاء على خطرها بشكل كامل، ولم نعد نسمع عن هذه المجموعات.

وأشار إلى أن القبض على عدد من قيادات تلك الحماعة الإرهابية  يعبر عن قوة أجهزة الأمن المصرية، مؤكدًا أن كل المجموعات المتطرفة التى نشأت بعد 2013 كانت لها علاقة بالإخوان، إما أنها خرجت من رحم الإخوان أو تم تقديم الدعم لهذه الجماعات ودعموها بصورة كبيرة، مشيرا إلى  أن الإخوان وفرت ملاذًا آمنًا لهذه التنظيمات المتطرفة ووفرت غطاءً لوجودها ودعمًا إعلاميًا لها، قائلًا: «معظم المنصات التابعة للإخوان ربما خارج الحدود المصرية كانت تدافع عن هذه المجموعات المتطرفة».

وأوضح «أديب» أن التنظيم نشأ على فكر العنف، وقد صرّح بذلك حسن البنا فى مؤتمر الإخوان الخامس عام 1938 حين قال: «سنستخدم القوة حين لا يجدى غيرها»، ومنذ ذلك الحين، الإخوان يملكون جناحًا عسكريًا، وهو ما يُعرف بالنظام الخاص، مضيفًا: «التنظيم لديه مشكلات متجذرة مع الدولة المصرية وأنظمتها السياسية، ويريد إسقاط الدولة للعودة إلى ما قبل 2013، كما أنهم يحملون كراهية تجاه الشعب المصري، ويسعون للانتقام منه».

هل المحرك الرئيسى الآن أيديولوجى أم مالي؟ ومن يدعمهم؟.. يؤكد منير أديب، أن المحرك أيديولوجى ومالى أيضًا، حيث إن التنظيم ما زال يحتفظ بقياداته فى الخارج، رغم مطالبات الدولة المصرية بتسليمهم، موضحًا أن هناك دولًا تدافع عن وجود الإخوان وتوفر لهم ملاذًا آمنًا، وبعض هذه الدول كبرى، وتستخدم الإخوان كورقة ضغط على الدولة المصرية، خاصة بعد النجاحات الأمنية الداخلية والدور المحورى لمصر فى قضايا إقليمية كالقضية الفلسطينية.

وشدد على أن بعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، تستخدم هذه التنظيمات الإرهابية كورقة ضغط، وهذا ما يفسر محاولات إعادة إحياء «حسم» رغم فشلها سابقًا.

وأكد العميد دكتور طارق العكارى، متخصص فى الشأن الاستراتيجى والاقتصادي، أن حركة حسم هى حركة «سواعد مصر»، بدأت عملياتها من خلال عملية اغتيال رئيس مباحث مركز طامية بالفيوم عام 2016، وتوالت بعدها محاولة اغتيال مفتى الجمهورية السابق على جمعة.

استمرت عمليات «حسم» فى مصر حتى 5/8/2018، وتم حظر الحركة فى بريطانيا عام 2017، وفى أمريكا عام 2018.

وأكد أنه لا بد من ربط وجود فيديو «حسم» من أسابيع وإعادة ظهورها بهذا الشكل الإعلامي، أولًا بالاجتماع الأمنى منذ عشرة أيام بين مصر وليبيا والسودان، والذى كان عبارة عن تنسيق أمنى الغرض منه وضع آليات مشتركة لحماية الحدود، موضحًا أن هذا الاجتماع كان له دور فى التنسيق المعلوماتى والاستخبارى ومناقشة احتماليات حدوث فراغ أمنى حال فشل الحوار الليبى - الليبى.

وأشار إلى ضرورة ربط فيديو «حسم» الترويجى لعودة عملياتهم فى مصر أيضًا بضربة المخابرات الأردنية فى أبريل الماضى للخلية الإرهابية الإخوانية.

وأوضح أن الغرض من هذه التنظيمات الإرهابية هو تخفيف الأحكام عن قيادات الإخوان وإشاعة الفوضى، مؤكدًا أن معظم التنظيمات المسلحة فى المنطقة كانت ترتبط أيديولوجيًا أو تنظيميًا بجماعة الإخوان، وأن الداخلية قامت بمجهود كبير جدًا لتفكيك هذه التنظيمات والحركات المسلحة الإرهابية.

وشدد على أن تعامل وزارة الداخلية الآن مع التنظيمات المسلحة أصبح أكثر حرفية وخبرة واتصالًا بالتكنولوجيا والأدوات المرئية، موضحًا أن الأجهزة الأمنية فى يقظة تامة ولديها قدرات كبيرة، وهى التى عززت وأعطت ثقة للأجهزة الأمنية للاستفادة من رصد ومتابعة عناصر «حسم» داخل مصر، وتحقيق أكبر استفادة وضبط أكبر عدد من عناصر التنظيم والحركة.

وأوضح أنه سيكون هناك تكثيف للجهود الدبلوماسية وضغوط من مصر على تركيا لتسليم عناصر «حسم»، ولوضع آلية للتعامل مع مثل هذه العناصر الإرهابية، مشددًا على أن كل الدول تصنف هذه الحركات كحركات إرهابية باستثناء تركيا.

ونوه بأن اتخاذ حركة حسم منطقة «بولاق الدكرور» مركزًا للسكن ولإعداد عملياتها، هو نمط متكرر لدى التنظيمات والحركات المسلحة، حيث يسكنون فى المناطق المزدحمة بالسكان، وذلك لعدة أسباب: منها صعوبة وصول الآليات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية نتيجة لضيق الشوارع، والتداخل مع المواطنين لتجنب التعرف عليهم، وتحجيم تدخل القوات الشرطية بشكل كبير حفاظًا على حياة المدنيين، فضلًا عن كثرة الشقق والوحدات السكنية والكثافة السكانية العالية.

وأكد اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن، خبير عسكرى واستراتيجي، أنه بعد نجاح الجهود المصرية فى القضاء على الجماعات الإرهابية وتنظيماتها، فإن حركة حسم عملت خلال الفترة السابقة على استعادة قدراتها بشكل خفي، وهددت بتنفيذ عمليات، فى ظل استمرار جهود وزارة الداخلية للحفاظ على حالة الاستقرار الأمنى.

وأضاف أن الدولة المصرية قضت على العديد من التنظيمات الإرهابية التى خرجت من رحم الإخوان، والتى كانت تنفذ عمليات إرهابية خلال السنوات الماضية، مشددًا على أن بيان وزارة الداخلية اليوم بضبط عناصر حركة «حسم» ليس بالعمل الهين، حيث إن العناصر الذين تم ضبطهم اليوم معروفون بمسمياتهم، موضحًا أن المدعو يحيى سيد إبراهيم موسى هو أحد أبرز مؤسسى حركة «حسم»، ومشرف على هيكلها المسلح والعسكري، ومحكوم عليه فى العديد من القضايا.

وأوضح أن الجماعات الإرهابية، وفى مقدمتها حركة «حسم»، دأبت على تغيير أساليبها فى تنفيذ العمليات، متجهة نحو تنفيذ عمليات نوعية بأشكال مختلفة فى كل مرة، ما يعكس سعيها الدائم للتحايل على الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن «حسم» تلقت خلال السنوات الماضية ضربات أمنية موجعة أدت إلى تفكيك العديد من خلاياها ومخازن الأسلحة التابعة لها، ما أدى إلى دخولها فى حالة من الخمول، قبل أن تحاول مؤخرًا إعادة إحياء نشاطها.

وأوضح أن يقظة الأجهزة الأمنية وإجراءات الرصد الاستباقى حالت دون نجاح تلك المحاولات، وهو ما يتجلى بوضوح فى البيان الصادر مؤخرًا عن وزارة الداخلية.

وشدد على أن الاستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب ترتكز على عدة محاور متكاملة، أبرزها امتلاك المعلومات الدقيقة عن العناصر المتطرفة، بالإضافة إلى التصدى للفكر المتطرف عبر نشر الخطاب الدينى المستنير، وتفعيل أدوات القوة الناعمة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، إلى جانب استخدام القوة الصلبة ضد العناصر المسلحة فى الوقت المناسب.

وحول ما ورد فى البيان بشأن تلقى العناصر الإرهابية تدريبات بالخارج، أشار اللواء عبد المحسن إلى أن الدولة المصرية نجحت، منذ عام 2013، فى تجفيف منابع الدعم الخارجى للعناصر الإرهابية، مستخدمة فى ذلك آليات حديثة وتقنيات علمية متطورة، موضحًا أن بعض التنظيمات حاولت لاحقًا اللجوء إلى التدريب بالخارج كبديل، مستفيدة من وجودها فى بعض الدول الإقليمية، فى إطار مساعٍ لإعادة تصدير الفوضى إلى الداخل المصري، لكن تلك المحاولات لم تنجح فى ظل كفاءة الأجهزة المعنية ويقظتها المستمرة.

وأكد الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي، أنه يُرجّح أن التصوير الأخير لـ«حسم» تم خارج مصر، ربما فى سوريا أو ليبيا أو تركيا، موضحًا أن جماعة الإخوان تمتلك فى تركيا مؤسسة تُدعى «ميدان» تتبع الكماليين.