بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هدوء خذر فى "السويداء و سوريا"

بوابة الوفد الإلكترونية

ساد هدوء حذر اليوم مدينة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية مع اشتباكات محدودة على محور قريتى أم الزيتون وشهبا بعد انسحاب مقاتلى البدو، وسط مشاهد الدمار والنقص الفادح فى الخدمات الأساسية. وأفادت وكالة «رويترز» بأن الهدوء فى المدينة لا يخفى توترًا عميقًا، فى وقت لا تزال فيه آثار المعارك واضحة، رغم إعلان الحكومة السورية عن انسحاب  المقاتلين  من المنطقة.

ويعانى  السكان من أوضاع  إنسانية صعبة، مع غياب المياه والكهرباء وتعطل المستشفيات التى وصفت  بأنها «خارج الخدمة تمامًا».كما أكد إعلام سورى أن  الجثث والجرحى ما زالت  فى الشوارع، ووضع المستشفيات كارثي.

ونشرت قوات الحكومة السورية وحدات أمنية عند نقاط تفتيش على مداخل المدينة، ومنعت دخول مقاتلى الفصائل إلى داخل السويداء. وأعلنت وزارة الداخلية السورية عن أن الاشتباكات داخل المدينة توقفت بعد دخول القوات الأمنية وانتشارها.

وقال مصدر أمنى سورى لـ«رويترز» إن قوات الأمن الداخلى اتخذت مواقع قرب السويداء، وأقامت نقاط تفتيش فى كل من الجزءين الغربى والشرقى من المحافظة، حيث تجمع مقاتلو العشائر المنسحبون. وأضافت أن بعض المجموعات العشائرية عادت بالفعل إلى دمشق والمناطق الشمالية.

و أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية عن تجهيز 25 مركزاً للإيواء فى محافظة درعا جنوبى البلاد، لاستقبال العائلات النازحة من مدينة السويداء وريفها، فى ظل الأحداث الأمنية التى شهدتها المحافظة مؤخراً.

وأوضح الدفاع المدنى السورى فى بيان، أن هذه الخطوة تأتى ضمن استجابة غرفة العمليات المشكلة خصيصاً لمتابعة التطورات فى السويداء، مشيراً إلى أن عملية نقل النازحين جرت بناءً على رغبتهم، وبالتعاون مع منظمات إنسانية توفر الاحتياجات الأساسية فى مراكز الإيواء.

وكشف المرصد السورى لحقوق الإنسان عن أن حصيلة القتلى فى الجنوب السورى منذ الأحد الماضى تجاوزت ألف قتيل. وذكر المرصد أن الضحايا شملوا ٣٣٦ مقاتلًا درزيًا و٢٩٨ مدنيًا من الطائفة الدرزية، من بينهم ١٩٤ أُعدموا ميدانيًا على أيدى عناصر من وزارتى الدفاع والداخلية.

كما قُتل ٣٤٢ من عناصر قوات الأمن الحكومية، إضافة إلى ٢١ من البدو السنة، بينهم ٣ مدنيين أعدمهم مقاتلون دروز ميدانيًا، و١٥ آخرين من القوات الحكومية قتلوا فى غارات إسرائيلية.

وأرسلت منظمة الهلال الأحمر السورى ٣٢ شاحنة إلى السويداء، محملة بالغذاء والدواء والمياه والوقود، استجابة للوضع الإنسانى المتدهور. وأكدت وزارة الصحة أنها سترسل قافلة إغاثية إلى المحافظة. وذكرت وكالة الأنباء السورية رفض حكمت الهجرى دخول وفد حكومى رسمى رفقة قافلة المساعدات، وكان الهجرى قد جدد دعوته إسرائيل للتدخل لحل الأزمة بعد رفض العشائر وقف إطلاق النار .

وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين من أزمة إنسانية متفاقمة، مع انقطاع الكهرباء ونقص المياه، مشيرة إلى أن «العديد من المستشفيات تعانى فى التعامل مع أعداد كبيرة من المصابين جراء العنف المستمر».

وأعلن الرئيس السورى أحمد الشرع عن وقف إطلاق النار بالتزامن مع دخول قوات الأمن إلى المدينة، ضمن اتفاق رعته الولايات المتحدة، تضمن وقف الغارات الإسرائيلية مقابل التزام الحكومة بحماية الدروز. وأكدت مصادر دبلوماسية أن إسرائيل وافقت على وقف العمليات العسكرية بشرط ضمان سلامة الدروز.

وأكد وزير الخارجية الأمريكى، ماركو روبيو، أنه يجب على سلطة دمشق إنهاء كارثة الجنوب السورى، إذا أرادت الحفاظ على أى فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية خالية من تنظيم «الدولة الإسلامية» والسيطرة الإيرانية، وذلك عبر استخدام قواتها الأمنية، لمنع تنظيم الدولة، وأى جهاديين عنيفين آخرين، من دخول المنطقة وارتكاب المجازر.

وطالب وزير الخارجية، عبر منصة «إكس» بمحاسبة وتقديم أى شخص مذنب بارتكاب فظائع إلى العدالة، بمن فيهم من هم فى صفوفها، وبوقف عمليات اغتصاب وقتل الأبرياء، التى حدثت ولا تزال تحدثث.

وشدد المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا، توم باراك،  على أن سوريا تمر بـ«مرحلة حرجة»، داعيًا إلى «السلام والحوار، الآن وليس لاحقًا». وكتب فى منشور على منصة «إكس» أن قرار  ترامب برفع العقوبات عن سوريا كان «خطوة أولى نحو مستقبل مختلف»، وأشار إلى أن المجتمع الدولى «متحد بتفاؤل حذر خلف الحكومة السورية الجديدة».

وحذر «باراك» من أن «العنف الوحشى بين الفصائل يقوض سلطة الحكومة ويدخل البلاد فى فوضى»، مضيفًا أن على الجميع «إلقاء السلاح ووقف الانتقام القبلى فورًا». وقال إن «سوريا عند مفترق مصيرى ويجب إنقاذها الآن».