حُقن التخسيس.. تدمر الكلى

«هوس الرشاقة» حلم يراود الكثير من الأشخاص وبخاصة الفتيات الباحثات دائما عن القوام الممشوق، والمظهر الجذاب، وقد يلجأ الكثير إلى أدوية التخسيس أو الأعشاب مجهولة المصدر والمكونات، كحل سريع وسهل وبديل عن عمليات نحت القوام أو بالون المعدة وغيرها.
وتساعد كبسولات التخسيس على الشعور بالامتلاء والشبع، وتحفيز عملية حرق الدهون، وتعزيز عملية التمثيل الغذائى، كذلك فإن هناك بعض المركبات التى تدخل فى تركيب هذه الأدوية، والتى تضر بصحة الجسم، لذا منعتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وكشفت دراسة عالمية حديثة عن نتائج متباينة أثارت جدلًا واسعًا فى الأوساط الطبية، بعدما أشارت إلى أن هذه العقاقير قد تقلل من مخاطر الإصابة بعدد كبير من أنواع الأورام، لكنها فى الوقت ذاته ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بأورام الكلى.
وأشارت دراسة كبرى إلى أن هناك حُقنًا للتخسيس شهيرة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى، وهو نوع من السرطان الذى يُعرف بـ«السرطان الصامت» لقدرته على النمو دون ظهور أعراض واضحة فى مراحله المبكرة.
كما أشارت دراسات سابقة إلى صلة محتملة بين حقن التخسيس وسرطان الكلى. ففى يوليو الماضى، أظهرت دراسة شملت 1.6 مليون مريض بالسكرى من النوع الثانى أن مستخدمى هذه الحقن كانوا أكثر عرضة بنسبة 54% للإصابة بسرطان الكلى مقارنةً بالمرضى الذين يتناولون دواء الميتفورمين.
وأكدت منظمة الصحة العالمية ضرورة تجنب حقن مزيفة من أنواع من حقن خفض الوزن، فيما حذرت وزارة الصحة من الحصول على حقن التنحيف دون اللجوء إلى طبيب مختص، وقال دكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إنه يجب تجنب تناول هذه الحقن، إلا بعد التأكد من حصولها على موافقة السلطات الصحية العالمية والمحلية، مؤكداً أنها تناسب بعض الفئات وليس جميع المواطنين.
يقول الدكتور محمد حسنى جابر استشارى الكلى والمسالك البولية حلم الكثير ممن يبغون وزن مثالى ويعانون من عدم القدرة على اتباع نظام غذائى لتقليل الوزن أن يجدوا وسيلة سريعة لتحقيق غرضهم بدون بذل مجهود كبير ولذلك يلجأون للأدوية وتختلف هذه الأدوية فى طرق عملها أو استخدامها عن طريق الفم أو الحقن، وتشمل أنواع حقن التخسيس الشائعة على حقن موضعية تفتت الدهون الموضعية «ميزوثيرابى» وحقن تقلل امتصاص السكر وتحفز إفراز الأنسولين وحقن تقلل الشهية وتعزز الشبع وحقن تزيد معدل الحرق «ليبوتروبيك» ولا تخلو هذه الطريقة من المخاطر أو الأضرار المحتملة من اضطرابات هضمية «غثيان -قىء- إسهال» أو التهابات موضعية أو تخسيس موضعى أو إلحاق الضرر بالكبد أو بالكلى على المدى القريب أو البعيد.
ويضيف الدكتور محمد حسنى جابر تختلف الأضرار التى تلحقها هذه الحقن بالكلى حسب نوع الحقنة ومدة الاستخدام والحالة الصحية للمريض فالتأثيرات المبكرة «خلال أو 3-6 شهور» قد تظهر أعراض كالغثيان أو الجفاف أو القىء المتكرر وقد يحدث اضطراب بوظائف الكلى بسبب فقدان السوائل المتكرر أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات مرض السكرى وأحيانا يعانى بعض المرضى من نوبات فشل كلوى حاد مؤقت بعد أشهر قليلة من الاستخدام وهذه التأثيرات فى أكثرها مؤقتة وممكن علاجها أو تجنبها بتناول الكثير من السوائل ومراقبة وظائف الكلى كل 3-6 شهور.
ومع زيادة مدة الاستخدام 1-3 سنوات وتكرار هذه التأثيرات تحدث تغيرات فى أنسجة الكلى خاصة لو أن المريض كان يعانى من قصور بالكلى قبل الاستخدام أو مع استخدام أدوية أخرى لها تأثير سيئ على الكلى.
وفى دراسة حديثة تابعت عددا كبيرا من المرضى الذين يستخدمون أدوية التخسيس لمدة طويلة 5-10 سنوات وجد زيادة فى خطر الإصابة بسرطان الكلى لـ33 -54%.
وحذر الدكتور محمد حسنى جابر من أن الخطر الأكبر على الكلى خلال فترة الاستخدام خاصة إذا استخدمت الحقن لفترات طويلة دون إشراف طبى وبعد التوقف عن الاستخدام قد تستمر بعض التأثيرات أو تظهر لاحقا خاصة إذا حدثت تغيرات فى أنسجة الكلى أثناء الاستخدام وفى حالات نادرة قد يكتشف ورم أو قصور بالكلى بعد أشهر من التوقف لكن يصعب إثبات العلاقة المباشرة وإذا كان هناك تلف كلوى سابق فإن التوقف لا يضمن الشفاء الكامل.
وينصح الدكتور محمد حسنى جابر لضمان الاستخدام الأمن لهذه الوسيلة تجنب استخدامها دون إشراف طبى متخصص مع وضع فى الاعتبار التاريخ المرضى لكل حالة والحرص على شرب كميات كافية من السوائل والمتابعة الدورية لوظائف الكلى ومراقبة كمية ولون البول أوقف العلاج فورا وراجع الطبيب إذا لاحظت أعراض مثل تورم أو قلة خروج البول أو تغير لون البول أو التعب الشديد.
وأخيرا فإن اعتماد الطرق الطبيعية «النظام الغذائى المتوازن والنشاط البدنى» ما زال الأكثر أماناً والأقل ضرراً على الكلى وبقية أجهزة الجسم.