السفير الصيني بالقاهرة: انضمام مصر لـ"شنغهاي" يرسّخ التعاون العادل ويعزز مكانة الجنوب العالمي

أكد السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانغ، أن انضمام مصر إلى منظمة شنغهاي للتعاون عام 2022 يمثل خطوة استراتيجية تعكس التزام الدول الأعضاء بقيم التعاون الاقتصادي، والتعددية، والعدالة، والمكاسب المشتركة، في ظل التحديات الجيوسياسية العالمية.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الأحد، في ندوة بعنوان "إعلاء روح شنغهاي والدفع بتقدم العلاقات المصرية الصينية بخطى ثابتة"، حيث شدد على أن التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، والتنسيق الاستخباراتي وبناء القدرات، باتت محاور رئيسية لعمل المنظمة. كما أشار إلى الدور المتنامي للمنظمة في دعم الدول النامية والتصدي لمحاولات الهيمنة والتنمر الدولي.

وأوضح السفير ليتشيانغ أن مصر تُعد شريكًا مهمًا في الحوار داخل المنظمة، وأن التعاون في إطار "شنغهاي" يرتكز على الشمولية والمنفعة المتبادلة، مع التركيز على قضايا التنمية المستدامة، والابتكار، والاقتصاد الأخضر، وسلاسل الإمداد والإنتاج، بما يتوافق مع "رؤية مصر 2030".

وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الصينية مع الدول الأعضاء والمراقبة وشركاء الحوار بلغ 140 مليار دولار، مؤكدًا أن الأولويات المستقبلية للمنظمة تشمل تعزيز التعاون متعدد الأطراف، وإنشاء قواعد للابتكار والتنمية الزراعية والصناعية.

وأضاف أن انضمام مصر يعزز حضور المنظمة في إفريقيا، ويدفع نحو توسيع التعاون ليشمل مناطق جديدة مثل جنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، وغرب آسيا، والشرق الأوسط. لافتًا إلى أن نصف شركاء الحوار في المنظمة هم من الدول العربية.

وكشف السفير عن أن الصين ستنظم قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقبلة في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر، والتي ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة، بمشاركة 20 قائدًا و10 من كبار المسؤولين، معربًا عن تطلع بلاده إلى نتائج مثمرة تعزز روح الصداقة والتعاون بين الشعوب.

وأشار إلى أن الصين، بصفتها الدولة المؤسسة للمنظمة، تعتبر "شنغهاي" أولوية دبلوماسية خلال رئاستها لها في عامي 2024 و2025، وقد نظّمت حتى الآن 90 فعالية من أصل 101 فعالية مدرجة في إطار رئاستها.

وتغطي المنظمة، وفقًا للسفير، ثلاث قارات (آسيا، إفريقيا، وأوروبا) على مساحة 36 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 3.3 مليار نسمة، أي ما يعادل 42% من سكان العالم. كما يصل الناتج المحلي الإجمالي للمنظمة إلى 25 تريليون دولار، والتجارة الخارجية إلى نحو 80 تريليون دولار، وهو ما يعادل ربع التجارة العالمية.

وفي سياق متصل، أشار السفير إلى أهمية زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إلى مصر مؤخرًا، والتي تُعد الأولى من نوعها منذ 16 عامًا، وجاءت تلبية لدعوة من رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك عقب مشاركة لي تشيانغ في قمة "البريكس" بالبرازيل.

وأوضح أن الزيارة شهدت التوقيع على 10 اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة، أبرزها التنمية الخضراء. كما أثنى على المشروعات المشتركة البارزة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والقطار الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان، ومنطقة "تيدا" للتعاون الاقتصادي في السويس، باعتبارها نماذج ناجحة للشراكة المصرية الصينية.

يذكر أن منظمة  شانغهاي للتعاون ( SCO ) منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، وتتولي الرئاسة الحالية لها الصين  تأسست في 15 يونيو 2001 في شانغهاي، على يد قادة ستة دول آسيوية؛ هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، ووقع ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون في يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 سبتمبر 2003.