بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"شواطئ بلا أمواج".. انحسار مفاجئ لمياه البحر في الغردقة وسط تحذيرات بيئية

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت شواطئ مدينة الغردقة، صباح اليوم الأحد، زيادة ملحوظة في عملية انحسار مياه البحر، حيث تراجعت المياه لعشرات الأمتار، كاشفة عن مساحات واسعة من الرمال والصخور والشعاب المرجانية التي كانت مغمورة بالمياه.

 

وبدأت عملية الانحسار في الظهور بوضوح على شواطئ الغردقة منذ عدة أيام، حيث تشهد المدينة إقبالًا كثيفًا من المصطافين من شتى محافظات مصر مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. 

 

وأثار المشهد دهشة الزوار والمصطافين، الذين تفاجأوا بمنظر الشاطئ وقد تمدد إلى الداخل لمسافات كبيرة، في مشهد نادر يتكرر سنويًا، وقد لا يعلم الكثيرون سببه.

 

ظاهرة طبيعية ولا تدعو للقلق

بحسب مصدر بإدارة البيئة بمحافظة البحرالأحمر، أكد أن ما يحدث يُعرف علميًا بظاهرة "الجَزر"، وهي جزء من دورة المد والجزر اليومية التي ترتبط بحركة القمر وتأثير جاذبيته على سطح الماء، وتحدث هذه الظاهرة بشكل أكثر وضوحًا في منتصف ونهاية كل شهر هجري، حيث تنخفض مستويات المياه في فترات معينة من اليوم ثم تعود تدريجيًا للارتفاع.

 

وأضاف، أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بأي زلازل أو نشاطات جيولوجية، مؤكدًا أنها "طبيعية تمامًا، ولا تشكّل أي خطر على السباحين أو الشواطئ، طالما يتم التعامل معها بوعي".

 

فرصة سياحية وبيئية نادرة

ومع انكشاف قاع البحر، أصبح بإمكان الزائرين مشاهدة الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية عن قرب، وبعض الكائنات البحرية التي ظهرت على الرمال بفعل الانحسار المؤقت، واستغل هواة التصوير والمغامرات هذه الفرصة لتوثيق مناظر نادرة لم تُشاهد من قبل على الشواطئ السياحية.

 

وقال أحد المرشدين السياحيين بالغردقة: "هذه الظاهرة تحدث بشكل سنوي، لكنها تجذب انتباه من يشاهدها لأول مرة، وقد تكون فرصة لتعزيز السياحة البيئية لو تم استثمارها بالشكل الصحيح".

 

تحذيرات بيئية لسلامة المصطافين

في المقابل، حذّرت جمعيات حماية البيئة من لمس أو المشي فوق الشعاب المرجانية الظاهرة، مشيرةً إلى أن هذه الكائنات الحية حساسة جدًا، وقد تتعرض للتلف بسبب التلامس البشري أو التعرض للشمس المباشرة لفترات طويلة دون غمر بالماء.

 

وناشد المتخصصون الجهات المعنية بوضع لافتات إرشادية، وتكثيف التوعية البيئية خلال فترات الانحسار، لتجنب السلوكيات التي قد تؤثر سلبًا على النظام البيئي البحري بالغردقة، والذي يُعد من أغنى وأجمل النظم تنظيمًا في العالم.