بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"العربية لحقوق الإنسان": مراكز الإغاثة بغزة تُشكل خرقًا فاضحًا للقانون الإنساني الدولي

المجاعة في غزة
المجاعة في غزة

 أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان التخاذل الدولي المخزي عن نجدة سكان قطاع غزة الذين لا يزالون يتعرضون لجريمة الإبادة الجماعية جوعًا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل إغلاق المعابر ومنع تدفق الإغاثة الإنسانية لليوم الـ140 على التوالي.

 وأوضحت المنظمة أن مراكز الإغاثة ذات الأقفاص الحديدية التي أقامتها "مؤسسة غزة الإنسانية" تنتهك ما استقرت عليه معايير العمل الإنساني الدولي كافة، وتشكل بذاتها خرقًا فاضحًا لأحكام القانون الإنساني الدولي، ومصائد لقتل نحو ألف فسلطيني وإصابة 6 آلاف آخرين منذ بدأت في 27 مايو الماضي.

 

المنظمة العربية لحقوق الإنسان: العالم يدرك جيدًا مقتل المئات من الأطفال بغزة نتيجة سوء التغذية

وأكدت المنظمة أن العالم يدرك جيدًا مقتل المئات من الأطفال نتيجة سوء التغذية، ومقتل المئات من الأطفال بعد الشهور الأولى لمولدهم، ويعرف العالم جيدًا أن سكان القطاع باتوا يعيشون على أقل من وجبة واحدة يوميًا إن استطاعوا، ولهذا فالعالم بتخاذله أو بعجزه يعد شريكًا للاحتلال في جريمته التي طالت 60 ألف مدني فلسطيني، بينهم 21 ألف طفل و17 ألف امرأة و12 ألفًا من الكهول، وشريك في سقوط 140 ألف مصاب وتهديد حياة نحو 20 ألفًا من أصحاب الأمراض المزمنة الذين يفتقدون لأبسط مقومات الرعاية الطبية، بنيما تتراكم الآلاف من شاحنات الإغاثة المنقذة للحياة على مقربة كيلومترات من الضحايا.

 وتقدر المنظمة أن كل دقيقة يتراخى فيها العالم عن التحرك لوقف هذه الإبادة تسجل ضحايا جدد تتلوث أيدي العالم بدمائهم، حيث يبلغ المتوسط اليومي للضحايا ما لا يقل عن 80 قتيلاً و200 جريح، ثلثهم على الأقل من منتظري تلقي المساعدات، والربع تقريبًا من الأطفال، بما في ذلك الردع.

 وأفادت المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن قواعد النظام الدولي الحالي تبقى على المحك طالما تأخر العالم عن الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني غير القاابلة للتصرف، لكن هذا المحك جرى تجاوزه عبر الإبادة الجماعية في غزة على النحو الذي يجب معه إعلان نهاية هذا النظام الدولي وسيادة شريعة الغاب.

 جدير بالذكر، حذر مركز الميزان لحقوق الإنسان، أمس، من نتائج الكارثة الإنسانية الناجمة عن تعمد إسرائيل استخدام التجويع كسلاح تجاه سكان قطاع غزة، مؤكدًا أنها سياسة ممنهجة تصاعدت بشكل خطير في الأسابيع الأخيرة، حيث بات النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء يشكل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لحياة كل المدنيين من دون استثناء.

 وأضاف المركز، في بيان له، أنه تسجل حالات وفاة يومية فعلية نتيجة الجوع وسوء التغذية ونقص الماء والرعاية الصحية، وتزايدت حالات الإغماء بين الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الشباب، وأصبحوا يسقطون على الأرض في الطرقات وأماكن النزوح. وتدل هذه التطورات المخيفة على مؤشرات خطيرة لحدوث موجات موت جماعي، إذا ما استمرت إسرائيل في هذه السياسة، وتواصل صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الإبادة.

وتابع: وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي، مانعة إدخال الإمدادات الإنسانية التي يحتاجها السكان المدنيون للبقاء على قيد الحياة، وتسجل مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والمجاعة، نتيجة عجز معظم الأسر عن الحصول على الغذاء وتلبية احتياجاتها الأساسية. وفي الوقت نفسه تستهدف المجوعين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات التي أنشأتها، وأصبح الحصول على الطعام بمثابة مخاطرة يومية قد تودي بحياة من يحاول النجاة من الجوع.

 وتسبب هذا الحصار المشدد بفقدان مختلف السلع والمواد الغذائية من الأسواق، كالسكر وزيت الطهي والأرز واللحوم بمختلف أنواعها، وارتفعت بشكل حاد أسعار الدقيق، وهو أحد أهم مصادر الغذاء اليومية لكل الأسر، إذ ارتفع سعر كيلو الدقيق الواحد إلى حوالي 70 دولاراً، وسط صعوبة إيجاده، وما تبقى من سلع فليس باستطاعة أغلب السكان شراءه. وتسبب ذلك في تفشي الجوع وانتشاره بشكل واسع، وظهرت على كل السكان أعراض سوء التغذية، بالأخص بين الأطفال والمرضى وكبار السن.

 وتستمر إسرائيل في منع دخول الإمدادات الطبية إلى قطاع غزة بالتوازي مع منع إمدادات الغذاء، ما عمق من أزمة الجوع، وأثر على علاج حالات سوء التغذية بالمحاليل الطبية والفيتامينات، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أعداداً غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين، وحذرت من أن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع، وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود. في حين يقع أكثر من (600,000) طفل في قطاع غزة في دائرة الخطر الشديد، وبلغ عشرات الآلاف منهم لأشد مراحل سوء التغذية، وتصعب متابعتهم طبياً بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال، في ظل عجز المستشفيات عن تقديم مساعدة فعلية نتيجة منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. وأعلنت أن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية قد بلغ (69) طفلاً، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء (620) مريضاً.

 وبحسب تصريح لجولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في كافة مناطق عمليات الأونروا، أن الأونروا قامت بفحص أكثر من 242 ألف طفل في عيادات الوكالة ومراكزها الطبية في جميع أنحاء القطاع، وتم تأكيد أن واحد من كل عشرة أطفال تم فحصهم يعاني من سوء التغذية.

 وتعتمد الأسر بشكل عام في قطاع غزة على وجبة واحدة تفتقر إلى القيمة الغذائية في اليوم الواحد، وفي بعض الحالات يمضي السكان أيامًا كاملة دون تناول الطعام، وقد يلجأ السكان إلى أساليب للتأقلم كالصوم أو تقليل حجم الوجبات وتقنين الخبز للأطفال، والاقتراض والتسول والبحث عن الطعام من القمامة. كما يخاطرون بحياتهم في محاولة لتأمين الغذاء من مواقع التوزيع العسكرية أو قوافل المساعدات الإنسانية الذي قد يعرض حياتهم للخطر أو الرجوع دون الحصول على الطعام.[2] حيث استقبل مجمع ناصر الطبي 32 شهيدًا منذ فجر اليوم وعشرات الإصابات نتيجة مجزرة الاحتلال باستهدافهم في مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية جنوب قطاع غزة.

 وبحسب تقييم أجراه برنامج الأغذية العالمي أخيرًا، فإن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تقريبًا لا يأكلون لأيام، مما يعرض المزيد من الناس لخطر المجاعة، خصوصًا بعد عمليات النزوح المتكررة، التي اضطرت أكثر من 700 ألف شخص إلى الانتقال منذ 18 مارس، حيث إن ما يقدر بنحو 85% من غزة تعتبر الآن منطقة عسكرية غير آمنة.

 ويواجه جميع سكان قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) (المعيار العالمي لقياس انعدام الأمن الغذائي)، من المتوقع أن يواجه جميع السكان أزمة أو انعدام أمن غذائي حاد أسوأ، ويشمل ذلك 470,000 شخص (22% من السكان) في حالة كارثة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، وأكثر من مليون شخص في حالة طوارئ.