أستاذ مخ وأعصاب: السكتة الدماغية مرض يهدد الحياة ويغير مصير الأسر
قال الدكتور أحمد البسيوني، أستاذ المخ والأعصاب ومدير وحدة السكتة الدماغية بكلية طب عين شمس، إن السكتة الدماغية من أكثر الأمراض خطورة وانتشارًا حول العالم، مشيرًا إلى أن عدد المصابين بها في مصر يصل إلى 25 ألف حالة سنويًا، وهو رقم يعكس حجم التحدي الصحي والمجتمعي الذي تسببه.
وأضاف “البسيوني”، خلال لقائه عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن السكتة الدماغية تنقسم إلى نوعين رئيسيين: الأول ناجم عن جلطات تُوقف تدفق الدم إلى المخ، والثاني نتيجة نزيف يحدث بانفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ.
السكتة الدماغية ليست مجرد شلل
وأوضح أن المرض ليس جديدًا، لكنَّ زيادة الوعي الصحي مؤخرًا أسهمت في تسليط الضوء على خطورته وأهمية الوقاية، مشددًا أن السكتة الدماغية لا تقتصر على الشلل، بل قد تتسبب في إعاقات ذهنية، أو فقدان القدرة على النطق أو الفهم، أو حتى الإبصار، مما يجعلها السبب الأول للإعاقة عالميًا، والثالث في مسببات الوفاة.
وأشار إلى أن السكتة الدماغية تشكل عبئًا ماديًا ونفسيًا على الأسر، فقد يفقد أحد الوالدين قدرته على العمل، ويتغير مسار حياة العائلة بأكملها، لافتًا إلى أن تكاليف العلاج والتأهيل باهظة، قائلًا إن واحدًا من كل 4 أشخاص عالميًا معرض للإصابة بالسكتة الدماغية، محذرًا من أن الوقاية تبدأ بحماية صحة القلب والأوعية الدموية.
وبيّن أن تصلب الشرايين هو السبب الأبرز وراء أغلب السكتات الدماغية والجلطات القلبية، موجهًّا نصيحة السيطرة على ضغط الدم، مستوى السكر والدهون، الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة بانتظام.
التوتر والاكتئاب… دور غير مباشر
ونوه بأن الحالة النفسية تؤثر بشكل غير مباشر عبر رفع مستوى هرمون الكورتيزول، مما يزيد من خطر ارتفاع الضغط والسكري، وبالتالي يرفع احتمال الإصابة بالسكتة.
3 مراحل للتعامل مع السكتة
حدّد البسيوني 3 مراحل رئيسية في مواجهة السكتة الدماغية وهي الوقاية الأولية بالتحكم في عوامل الخطر، والعلاج الفوري لتقليل التلف الدماغي، والوقاية الثانوية لمنع التكرار عبر متابعة صارمة بعد السكتة.
“الدقائق الذهبية” تنقذ حياة المريض
اختتم د. البسيوني تصريحه بالتأكيد على أهمية التدخل السريع قائلًا: “في السكتة الدماغية نحن في سباق مع الزمن، كل دقيقة تأخير تعني فقدان خلايا دماغية لا يمكن تعويضها، الحقنة المذيبة للجلطة فعّالة حتى 4.5 ساعات من بدء الأعراض، وفي بعض الحالات يمكن التدخل حتى 24 ساعة، لكن الوصول الفوري إلى المريض يصنع الفارق".