بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبير أثري: الإضاءة الداخلية تُحول الأهرامات إلى لوحات فنية

الدكتور عبدالرحيم
الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري

 أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري، أن استخدام تقنيات الإضاءة الصديقة للبيئة، وعلى رأسها "الليد"، يُمثل نقلة نوعية في عرض المواقع الأثرية، خصوصًا داخل الأهرامات، لما تتمتع به هذه الإضاءة من مزايا مثل سهولة الصيانة، المتانة، وعدم احتوائها على غازات ضارة أو مواد كيميائية، ما يجعلها آمنة وصديقة للبيئة ولا تُسبب أي ضرر لمكونات الأثر.

الإضاءة الطبيعية في الأماكن الأثرية:

 وأوضح “ريحان”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “هذا الصباح”، عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن الإضاءة الداخلية تُسهم بشكل كبير في إبراز تفاصيل وجماليات الأهرامات من الداخل، بما في ذلك الممرات، المصاعد، حجرات الدفن، وغيرها من العناصر المعمارية، وهو ما ظهر بوضوح في الصور التي نشرها المجلس الأعلى للآثار أخيرًا وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُبرز الأثر كأنه لوحة فنية متكاملة.

 وشدد الخبير الأثري على ضرورة إعادة تنظيم دخول الزوار والسائحين إلى الهرم الأكبر من خلال المدخل الجديد مباشرة، بدلًا من المرور أولًا على الهرمين الأصغر والأوسط، لتجنب الإرهاق الجسدي الذي قد يمنع الزائر من دخول الهرم الأكبر، خصوصًا أن تذكرة الدخول إليه منفصلة وتبلغ 1500 جنيه، إضافة إلى التذكرة العامة البالغة 700 جنيه.

 وأشار إلى أن فكرة استخدام الإضاءة لإبراز المعالم السياحية ليست جديدة، لكنها علم وفن متطور، لافتًا إلى أن الإضاءة الداخلية تحديدًا تنقل الزائر إلى أجواء غامرة ومبهرَة، تعزز من تفاعله مع الأثر وتُضاعف من تأثيره البصري والعاطفي.

 وأضاف ريحان، أن السنوات الأخيرة شهدت إدخال أحدث التقنيات في العمل الأثري، شملت أساليب العرض المتحفي المتطورة في متاحف الفن الإسلامي وشرم الشيخ والمتحف المصري الكبير، إلى جانب استخدام برامج تدريبية لرصد التعديات على الآثار عبر الهواتف الذكية، وتقنيات الاستشعار عن بُعد باستخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات المزوّدة بالرادارات، ما ساعد على اكتشاف مواقع أثرية مهمة مثل مبنى مجلس الشيوخ بالفرما، وبعض المواقع في صان الحجر بمحافظة الشرقية.

 وأشار إلى أن "المسح الجيوفيزيقي" بات يُستخدم لمراقبة حالة المعالم الأثرية على مدار الوقت، وأن الطائرات من دون طيار تُستخدم أيضًا في التصوير والمسح ثلاثي الأبعاد، مؤكدًا على أهمية تقنيات الواقع الافتراضي التي تتيح للزائر استكشاف المواقع الأثرية من خلال نظارات تفاعلية قبل زيارتها فعليًا، موضحًا أن المتحف المصري الكبير يضم هذه التكنولوجيا بالفعل، وهو مفتوح حاليًا للزيارات التجريبية في انتظار الافتتاح الرسمي.

 وتابع: “الإضاءة تُعد علمًا قائمًا بذاته، يسهم في تحويل المواقع الأثرية إلى أعمال فنية حقيقية تعكس عبقرية الحضارة المصرية القديمة، وتُسهم في تعزيز التجربة السياحية والثقافية للزوار من مختلف أنحاء العالم”.