ما شروط الدعاء المستجاب في قيام الليل؟

الدعاء المستجاب من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وجعل الله له أوقاتًا مباركة تزداد فيها فرصة الاستجابة، ويأتي في مقدمتها وقت قيام الليل، خاصة في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يتجلى فيه رب العالمين لعباده، فيقول:
"هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر".
وورد في قوله تعالى:
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]، تأكيدًا على عظمة هذا الوقت وخصوصيته.
شروط وآداب الدعاء المستجاب:
يُستحب للمسلم أن يدعو الله بما يشاء، بشرط ألا يتضمن الدعاء إثمًا أو قطيعة رحم، وهو ما كان يحرص عليه النبي محمد ﷺ، حيث كان يدعو الله ويتضرع إليه بإخلاص وخشوع، ويعلم صحابته ذلك؛ فعن أحد الصحابة أنه قال للنبي:
"يا رسول الله، لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، وإنما أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار"، فقال له النبي ﷺ:
"حولها ندندن"، أي أن مضمون دعاء النبي ومعاذ يدور حول نفس المعنى.
من الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء:
الثلث الأخير من الليل (وقت السحر)
ليلة القدر
يوم عرفة
عند نزول المطر
بين الأذان والإقامة
عند المرض وزيارة المريض
أثناء السفر
كما أن الدعاء بظهر الغيب – أي أن يدعو الإنسان لغيره دون أن يعلم – له فضل عظيم، حيث جاء في الحديث الشريف:
"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل: آمين، ولك بمثل".
وهذا ما كان يفعله بعض السلف الصالح، حيث إذا أراد أحدهم أن يدعو لنفسه، بدأ بالدعاء لأخيه المسلم بنفس الدعاء، رجاء أن يناله هو كذلك.
من أراد أن يستجاب له الدعاء، فليحرص على:
إخلاص النية
تحري الأوقات الفاضلة
البعد عن الإثم وقطيعة الرحم
حضور القلب والخشوع أثناء الدعاء
الدعاء للغير بظهر الغيب
ولنتذكر قول الله تعالى على لسان نبيه نوح:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...} [نوح: 28].
فما أجمل أن نرفع أيدينا لله في جوف الليل، نسأله لا لأنفسنا فقط، بل لكل من نحب، وكل من له حق علينا.