معنى قيام الليل في سورة المزمل.. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي، الفرق بين معنيي قيام الليل في صدر سورة المزمل وفي خاتمتها، وذلك ردًا على سؤال ورد إلى الدار نصه:"ما الفرق بين معنى قيام الليل الوارد في صدر سورة المزمل ومعناه في آخر السورة؟"

جاء في صدر السورة قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ • قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا • نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1 - 3]
وفي الآية [20] من نفس السورة قوله عز وجل:
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾.

فرض ثم تخفيف

أكدت دار الإفتاء أن قيام الليل في صدر سورة المزمل جاء على سبيل الفرض، سواء كان فرضًا خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط، أو له ولأمته. أما قيام الليل في خاتمة السورة فكان تطوعًا وتخفيفًا من الله تعالى عن النبي الكريم وأمته، بعد أن التزموا بهذا القيام طيلة عام تقريبًا.

فضل قيام الليل في القرآن

القرآن الكريم تحدث كثيرًا عن فضل الليل وأهميته، بل وأقسم به في عدة مواضع، منها قوله تعالى في سورة الليل:
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ • وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ • وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ • إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ﴾ [الليل: 1 - 4].

كما أشار إلى فضل قيام الليل في آيات أخرى مثل:
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ [ق: 40].

متى يبدأ وقت قيام الليل؟

يبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر. وصلاة النافلة في هذا الوقت تُعد من قيام الليل، وأفضل الأوقات هو الثلث الأخير من الليل، كما ورد في السنة النبوية، إلا أن المسلم يُؤجر إن قام في أي وقت من الليل.

عدد الركعات في قيام الليل

أشارت دار الإفتاء إلى أن عدد ركعات قيام الليل غير محدد بعدد معين، فهو مفتوح، لكن من السنة الاقتصار على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، كما ورد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.

قيام الليل في السنة النبوية

ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". [رواه مسلم]
كما ورد عنه أنه قال:
"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟". [رواه البخاري ومسلم]

الدعاء في وقت السحر

من أهم أوقات استجابة الدعاء وقت السحر، حيث ورد في القرآن الكريم مدح الله للمستغفرين في هذا الوقت، فقال تعالى:
﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 17]

آيتان تعدلان قيام الليل

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل النوم، قائلاً:"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه". [رواه البخاري ومسلم]
وهما قوله تعالى:﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ...﴾ إلى نهاية السورة.

هاتان الآيتان تكفيان عن قيام الليل في أجرهما، ويحفظان من الشيطان كما ورد في الأحاديث.

أوقات استجابة الدعاء

من الأوقات التي ورد في فضلها حديثًا ودعاءً:

• ليلة القدر
• وقت السحر (آخر الليل)
• بين الأذان والإقامة
• الساعة الأخيرة من يوم الجمعة
• أثناء السجود
• عند شرب ماء زمزم

وهذه الأوقات يُستحب فيها الإكثار من الدعاء، خاصة بأسماء الله الحسنى، كما قال الله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]