دعاء الهم والحزن.. يرفع عنك الضيق والاكتئاب

في زحمة الحياة اليومية، وما تحمله من مشقات وأحزان، قد يُصاب الإنسان بالهمّ أو الحزن، مما ينعكس على نفسيته وسلوكياته وحتى صحته.
ولأن الإيمان بالله تعالى يمنح الإنسان الطمأنينة، فقد أرشدنا الإسلام إلى أدعية مأثورة عن النبي ﷺ يُستحب ترديدها عند الشعور بالضيق، كونها تحمل في طياتها شفاءً للقلوب وطمأنينةً للنفوس.
دعاء الهم والحزن من السنة النبوية
أوصى النبي ﷺ باللجوء إلى الله في كل حال، خاصة في أوقات الشدة. ومن الأدعية التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، ما رواه الإمام الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه:"كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر قال: يا حيّ يا قيوم برحمتك أستغيث"
[أخرجه الترمذي، وصححه الألباني]
كما ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قوله:"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال."
وهذا الدعاء من جوامع الكلم، جمع فيه النبي ﷺ بين طلب النجاة من الهموم النفسية والمعنوية، والمشاكل المادية والاجتماعية.
دعاء جامع لإزالة الهم والحزن
علمنا رسول الله ﷺ دعاءً عظيمًا يُقال عند الهم والحزن، لما فيه من تسليم كامل لله واعتماد عليه:"اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي."
[رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني]
ويُعد هذا الدعاء من أعظم ما يقال لطرد الحزن، لما فيه من تأكيد التوكل على الله والثقة في عدله ورحمته.
أدعية مأثورة عند الكرب والضيق
من أقوال النبي ﷺ في لحظات الشدة، ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ كان يقول عند الكرب:"لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم."
[رواه البخاري ومسلم]
ومن الأدعية التي تُظهر مناجاة صادقة وتذللًا إلى الله:"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي..."
[من دعاء النبي ﷺ في الطائف]
دعاء من أصابه الحزن من شخص أو موقف
حين يصيب الإنسان حزن من موقف أو من شخص، يمكنه أن يردد الأدعية التالية:
"اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت."
"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم."
ومن الأدعية العميقة في استحضار أسماء الله الحسنى والتوسل بها:"يا ودود، يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني."
دعاء الحزن الشديد وفقد السيطرة على النفس
لمن يشعر بالحزن العميق، والذي ربما يتحول إلى حالة من القلق أو الاكتئاب، يُستحب أن يكثر من هذا الدعاء:"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء."
[رواه البخاري ومسلم]
سر تأثير الدعاء في التخلص من الهم
الدعاء في حد ذاته طاقة روحية عظيمة؛ لأنه اتصال مباشر بين العبد وربه، وهو يحمل معاني الاستسلام لله والتسليم لأمره، مما يخفف وطأة الحزن، ويعيد للإنسان اتزانه النفسي.
وقد بيّن النبي ﷺ في الحديث الصحيح:"الدعاء هو العبادة."
[رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني]
في مواجهة الضغوط النفسية، وتقلّب الأيام، وتوالي المصائب؛ لا ملجأ أصدق من الدعاء. فبالدعاء تُفتح أبواب الرحمة، ويُطمأن القلب، وتزول الهموم.
عليك أن تردّد هذه الأدعية بيقين، لا كألفاظ تقال، بل كدعاء صادق يخرج من القلب إلى السماء، والله لا يرد عبدًا لجأ إليه.