بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية غرقت ببحيرة في أوروبا

مستوطنة
مستوطنة

 مستوطنة بشرية.. في أعماق مياه بحيرة أوهريد، الواقعة بين ألبانيا ومقدونيا الشمالية، اكتشف فريق من علماء الآثار من سويسرا وألبانيا أدلة على ما يُعتقد أنها أقدم مستوطنة بشرية بنيت على ضفاف بحيرة أوروبية.

 ويعود الاكتشاف إلى ما بين 6000 و8000 عام، ويشير إلى وجود مجتمع متقدم مارس الزراعة وتربية الحيوانات إلى جانب الصيد وجمع الثمار.

 ويمكن للموقع الذي يُجرى التنقيب فيه بالقرب من قرية "لين" الألبانية، أن يغيّر الكثير من مفاهيمنا حول بدايات الاستقرار البشري في أوروبا.

 وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يعمل الفريق لساعات طويلة يوميًا على عمق ثلاثة أمتار تحت الماء إذ يستخرجون ركائز خشبية كانت تُستخدم كأساسات لمنازل ما قبل التاريخ، إلى جانب أدوات نحاسية وعظام حيوانات وأوانٍ فخارية مزخرفة.

المواد العضوية تروي تفاصيل الحياة اليومية

 وقال البروفيسور ألبرت هافنر من جامعة برن السويسرية، إن وجود المستوطنة تحت الماء ساهم في حفظ المواد العضوية بشكل استثنائي، ما يُتيح فهمًا دقيقًا لعادات السكان القدماء. 

 ومن خلال تحليل بقايا الطعام والمحاصيل والعظام، تمكن العلماء من رسم ملامح الحياة اليومية لذلك المجتمع، وتحديد مصادر غذائية، والتي كانت تعتمد على الزراعة بشكل رئيسي إلى جانب الصيد.

أقدم بحيرة في أوروبا تروي الأسرار:

 تشير الدراسات إلى أن بحيرة أوهريد نفسها تُعدّ الأقدم في أوروبا، إذ يتجاوز عمرها مليون عام. 

 واستطاع الباحثون تحديد عمر المستوطنة باستخدام التأريخ بالكربون المشع وتحليل حلقات نمو الأشجار، حيث جُمعت أكثر من ألف عينة خشبية من الموقع الذي يُقدّر أنه كان يؤوي مئات الأشخاص، ويمتد على مساحة تقارب ستة هكتارات.

 رغم مضي ست سنوات على بدء عمليات التنقيب، لم يتم استكشاف سوى 1% فقط من مساحة الموقع. وهذا ما يجعل الخبراء يرجّحون أن العمل الكامل لاستكشاف هذه المستوطنة قد يمتد لعقود قادمة.

إرث هندسي وثقافي متقدم لعصر ما قبل التاريخ

 بحسب عالم الآثار الألباني أدريان أناستاسي، فإن ما يثير الدهشة هو براعة السكان القدامى في بناء مساكنهم باستخدام أساليب هندسية متقدمة نسبيًا.

 ويؤكد أن هذا المجتمع كان يتمتع بذكاء تنظيمي واقتصادي ساهم لاحقًا في نشر الزراعة والثروة الحيوانية إلى مناطق أوسع من القارة الأوروبية.

 ويختتم أناستاسي بقوله إن طريقة عيش السكان، ونظامهم الغذائي، وأساليبهم في الصيد والبناء، تكشف عن مستوى مدهش من التنظيم والتكيف مع بيئة البحيرة. 

 ولا يروي هذا الاكتشاف فقط فصلاً من تاريخ أوروبا المبكر، بل يفتح الباب لفهم أوسع لكيفية تشكّل المجتمعات الإنسانية في العصور السحيقة.