بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ازدواجية الاتحاد الفلسطيني.. لماذا دعم وسام أبوعلي ولم يدافع عن أسد الحملاوي؟

وسام أبو علي و أسد
وسام أبو علي و أسد الحملاوي

سارع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اليوم الجمعة في الدفاع عن لاعبه الدولي وسام أبو علي، مهاجم الأهلي بعد ازمته الأخيرة مع ناديه، واستبعاده من معسكر تونس التحضيري للموسم الجديد بعد تمرد اللاعب بسبب رغبته في الرحيل.

ظهر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بموقف داعم صريح تجاه وسام أبو علي، في وقت تجاهل فيه أزمة مماثلة تعرض لها للاعبه الدولي أسد الحملاوي مع ناديه البولندي شلاسك فروتسواف، في شهر يونيو الماضي، دون إصدار أي تعليق أو بيان، ما  يطرح تساؤلات قديمة عن مدى تكافؤ الدعم المؤسسي للاعبين الفلسطينيين المحترفين في الأزمات التي يواجهوها.

موقف مزدوج

أصدر الاتحاد الفلسطيني بيانًا رسميًا أعلن فيه "تضامنه الكامل مع وسام أبو علي"، معتبرًا أن اللاعب يتعرّض لـ"ضغوط غير مهنية تؤثر على مستقبله الرياضي"، على خلفية أزمته مع النادي الأهلي ، التي تضمنت عقوبات انضباطية واستبعاده من المعسكر الخارجي، إضافة إلى خلافات مالية بشأن عروض احتراف خارجية.

بيان الاتحاد الفلسطيني الداعم لوسام أبوعلي 
بيان الاتحاد الفلسطيني الداعم لوسام أبوعلي 

في المقابل، لم يصدر عن الاتحاد الفلسطيني أي بيان رسمي أو تفاعل إعلامي بخصوص الأزمة التي طالت لاعبه أسد الحملاوي مع ناديه البولندي، والتي تطورت خلال الأسابيع الماضية بشكل مثير للجدل.

ما الذي حدث؟

في 29 يونيو 2025، أعلن نادي شلاسك فروتسواف أن الحملاوي "غادر معسكر الفريق الإعدادي دون إذن"، واصفًا التصرف بأنه "انتهاك للعقد وسلوك غير احترافي"، وأتهم النادي اللاعب ووكيله بمحاولة الضغط لتمرير صفقة انتقال لم تلبي الشرط الجزائي الموقع حتى يونيو 2027.

ورد وكلاء اللاعب عبر منصة Transfery البولندية، مؤكدين أن الحملاوي عانى من "أعراض صحية ونفسية مفاجئة" مثل نوبة قلق حادة، صداع شديد، وآلام في المعدة، دفعته لمغادرة المعسكر بشكل طارئ، وليس بسبب خلافات مالية مباشرة.

وأنتهت الأزمة بالاتفاق على انتقاله إلى نادي Universitatea Craiova الروماني مقابل نحو 950 ألف يورو، مع تغريمه 200 ألف يورو، بحسب ما نشرته منصة TransferFeed البولندية.

وسام أبو علي والأهلي

فيما بدأت أزمة وسام أبو علي مع الأهلي برفضه الانضمام إلى معسكر الفريق في تونس، قبل أن يعلن الأهلي استبعاده رسميا، وتخلفه عن الفحوصات الطبية، مع انتشار أنباء عن عروض رسمية تلقاها اللاعب من كولومبوس كرو الأمريكي والوصل الإماراتي برواتب تتراوح بين 3 إلى 4 ملايين دولار سنويًا، مقابل راتب حالي يبلغ 800 ألف دولار فقط.

رد  الأهلي جاء برفض العروض المالية، وقرر توقيع غرامات على اللاعب بلغت حتى 10% من عقده، وأعلن رسميًا استبعاده من المعسكر، مؤكدًا استمراره حتى نهاية عقده في 2029، وغلق باب التفاوض.

وهنا جاء تدخل الاتحاد الفلسطيني بشكل عاجل، مُعلنًا دعمه للاعب، ورافضًا ما وصفه بـ"المعاملة غير المهنية"، رغم أن أبعاد الأزمة لم تكن أقل التباسًا من حالة الحملاوي.

هذا التناقض في المواقف يفتح الباب أمام تساؤلات حول المعايير التي يعتمدها الاتحاد الفلسطيني في إعلان تضامنه مع محترفيه وما سبب تجاهل لاعب مثل الحملاوي رغم تمثيله المنتخب الوطني أسوة بوسام أبو علي؟

حيث أن كلا اللاعبين من أعمدة المنتخب الأول، وكلاهما واجه خلافات مهنية في أندية أجنبية، لكن الفارق في التغطية والتفاعل الرسمي يبدو جليًا.

عدم وجود معايير واضحة أو “كتالوج” واضح في إجراءات للتعامل مع مشكلات اللاعبين الفلسطينيين في الخارج يضع الاتحاد أمام اتهامات بالانتقائية في بياناته، فغياب التعاطي مع أزمة الحملاوي قد يفسر لدى البعض باعتباره تنصّلًا غير مبرر من المسؤولية، أو لأهداف غير واضحة أو دعم جاء بطلب شخصي من اللاعب، ما يضع الاتحاد في مرمى نيران الانتقادات بتعامله بإزدواجية في ملفات لاعبيه الوطنيين بالمنتخب مع أنديتهم.