احذر.. أنظمة غذائية تحقق خسارة سريعة للسمنة.. واسترجاع أسرع للوزن
الأنظمة الغذائية .. مع قدوم الصيف، تزداد الضغوط لتحقيق "الوزن المثالي"، ويجد كثيرون أنفسهم منجذبين إلى حلول سريعة تَعِد بفقدان الوزن دون عناء.
ومن بين أكثر هذه الأساليب انتشارًا ما يُعرف بـ"الأنظمة الغذائية الأحادية"، التي تقوم على تناول نوع واحد فقط من الطعام لفترة زمنية محددة.
ورغم أن نتائجها الأولية قد تبدو مغرية، إلا أن العلم يؤكد أنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، وتؤدي غالبًا إلى عودة الوزن المفقود، وربما أكثر.
وهم النتائج السريعة
يعتمد هذا النوع من الأنظمة على تقليل السعرات الحرارية بشكل حاد، ما يؤدي إلى فقدان سريع في الوزن، لكنه يكون في الغالب من السوائل والعضلات، وليس من الدهون المتراكمة.
ويبدأ الجسم فور حرمانه من الطاقة باستخدام احتياطيات الجليكوجين، ثم ينتقل إلى تفكيك العضلات للحصول على الطاقة، وتحفز هذه الآلية الطبيعية تحفّز خسارة وزن مؤقتة، لكنها غير صحية وقد تُضعف البنية الجسدية.
خطر "تأثير الارتداد"
بمجرد الانتهاء من النظام والعودة إلى النظام الغذائي المعتاد، يستعيد الجسم سريعًا ما فقده – وهي ظاهرة تُعرف بـ"تأثير الارتداد". وغالبًا ما يكتسب الشخص وزنًا إضافيًا بسبب تباطؤ الأيض ونقص الكتلة العضلية، ما يُصعّب من التحكم في الوزن لاحقًا.
ويُعرّض الاعتماد على نوع غذائي واحد الجسم لنقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن.
وتظهر المضاعفات الخطيرة لهذه الأنظمة على المدى الطويل، تشمل اضطرابات في الهضم والهرمونات والتمثيل الغذائي، وحتى خللًا في وظائف الجهاز العصبي.
كما ترتبط هذه الحميات بنشوء علاقة غير صحية مع الطعام، تتسم بالقيود والشعور بالذنب، ما يُمهّد الطريق نحو اضطرابات الأكل.
بين الشهرة والواقع
رغم افتقارها للدليل العلمي، تحظى الأنظمة الأحادية بشعبية متزايدة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعزز هذا الانتشار المشاهير والمؤثرون الذين يروّجون لها على أنها حلول سحرية، لكن هذا الترويج يتجاهل التأثيرات الجانبية الخطيرة، ويُساهم في نشر مفاهيم غذائية مغلوطة بين الجمهور.
الحل الحقيقي لخسارة الوزن .. توازن واستمرارية
ولا يكمن الطريق الأمثل لفقدان الوزن في اتباع أنظمة صارمة أو سريعة، بل في تبني أسلوب حياة صحي يقوم على تنوع الغذاء، والنشاط البدني المنتظم، والعادات الغذائية السليمة.
ويمكن للأنظمة الغذائية الأحادية قد تكون جذابة في مظهرها، لكنها غير مستدامة، وخطرها على الصحة يفوق فائدتها.