استياء اهالى كفر سعد بعد تشويه تمثال الأسد بمدخل المدينه ومطالبات بمحاسبة المسؤل
"نكبة جمالية" في كفر سعد.. تشويه مدخل المدينة يثير غضب الأهالي


في واقعة صادمة أثارت موجة من الغضب والاستياء، استيقظ أهالي مدينة كفر سعد بمحافظة دمياط على ما وصفوه بـ "نكبة جمالية" و"مجزرة تصميمية" حلت بمدخل مدينتهم، الذي لطالما كان رمزًا حضاريًا وواجهة مشرّفة لسنوات طويلة.
فوجئ سكان المدينة بتغيير جذري ومشوه للمعالم الفنية للمدخل، حيث تم طمس التصميم الأصلي لتمثال لاسد يقف شامخا بمدخل المدينه بألوان فاقعة وخطوط عشوائية، في مشهد اعتبره الأهالي "عبثًا بصريًا" يفتقر إلى أدنى درجات الحس الفني والذوق العام. وقد تم هذا التغيير، بحسب شهادات الأهالي، بشكل مفاجئ ودون الرجوع إلى أي جهة فنية متخصصة أو طرح الأمر للحوار المجتمعي.
وانتشرت حالة من السخط العارم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر أبناء كفر سعد عن صدمتهم ورفضهم القاطع لما حدث. وتساءل المواطنون في منشورات غاضبة: "من المسؤول عن هذا التشويه؟ ومن سمح بهذا العبث الذي يلوث أول ما تقع عليه أعين الزائرين لمدينتنا؟"، مطالبين بضرورة محاسبة المتسببين في هذه "الجريمة" في حق الهوية البصرية للمدينة.
ووصف الأهالي ما جرى بأنه "إعدام لذاكرة المكان" وتاريخه، مؤكدين أن المدخل كان جزءًا لا يتجزأ من فخرهم بانتمائهم للمدينة، وأن العبث به بهذه الطريقة يمثل إهانة لكل أبناء كفر سعد.
وفي ظل هذا الألم والغضب، لم يفقد الأهالي الأمل في استعادة جمال مدخلهم. حيث وجهوا نداءً عاجلاً ومفتوحًا إلى أحد أبرز الفنانين التشكيليين من أبناء مصر، المهندس أحمد مجاهد، الأستاذ في فن التصميم وخريج كلية الفنون الجميلة، والذي يمتد عطاؤه الفني لأكثر من أربعين عامًا داخل مصر وخارجها.
وجاء في نص النداء الذي تداوله الأهالي: "أستاذنا الكبير.. مدخل بلدنا يستغيث.. نثق في ذوقك وموهبتك، أنقذ وجه كفر سعد مما حدث له." ويعكس هذا النداء ثقة المجتمع المحلي في أن الفن الراقي هو السبيل الوحيد لإصلاح ما تم إفساده ووقف هذا العبث.
ويؤكد أحد الكتاب المهتمين بالشأن العام على أن ما حدث في مدخل كفر سعد ليس مجرد خطأ عابر، بل هو جرس إنذار خطير حول كيفية إدارة وتطوير الفراغات العامة في مدننا وقرانا،مشيرا إن غياب الرؤية الفنية واحترام الهوية الثقافية للمجتمع المحلي يؤدي حتمًا إلى مثل هذه الكوارث الجماليه ويضم العديد من اهالي دمياط صوتهم إلى صوت أهالي كفر سعد، مؤكدًين أن "الفن لا يُهان"، وأن الحفاظ على الذوق العام والهوية البصرية لمجتمعاتنا مسؤولية تضامنية يجب ألا يُستهان بها.