"اللهم أجرني من حر جهنم".. دعاء نَبوي يُخفف لهيب الصيف ويغفر الذنوب

تشهد مصر هذه الأيام ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، ما يدفع كثيرين للبحث عن السُّنن النبوية والأدعية الواردة عن رسول الله -ﷺ- في مثل هذه الأجواء، طلبًا للراحة الروحية والنفسية، وتخفيفًا من عناء الطقس القاسي.
ومن بين هذه الأدعية، دعاء نبوي ورد في الحديث الشريف يدعو فيه المسلم ربه أن يُجيره من حر نار جهنم، وهو: "اللهم أجرني من حر جهنم".
هذا الدعاء، رغم بساطته في الكلمات، يحمل في طياته معانٍ عميقة تتعلق بالنجاة من العذاب، ويغفر الذنوب، ويعتق صاحبه من النار.
يقول النبي ﷺ في الحديث الذي رواه أبو هريرة: "لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم. فيقول الله عز وجل لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته".
دعاء في البرد والحر
ويُروى في الحديث ذاته أن هذا الدعاء لا يقتصر على أيام الحر، بل كذلك في شدة البرد، إذ يقول المسلم: "اللهم أجرني من زمهرير جهنم"، فيُقال لجهنم: "إن عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته".
وقد سُئل النبي -ﷺ- عن "زمهرير جهنم"، فقال: "بيتٌ يُلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض"، ما يدل على أن عذاب النار لا يقتصر على الحرارة بل يشمل أشد أنواع البرودة كذلك.
النبي -ﷺ- في الحر الشديد
وروى مسلم عن الصحابي خبّاب بن الأرَتّ قوله:
"شكونا إلى رسول الله ﷺ حرّ الرمضاء في جباهنا وأكفنا، فلم يُشْكِنا"، أي لم يزل شكوانا، وفي حديث متفق عليه، قال رسول الله -ﷺ-: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسَين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير".
وفي ذلك دعوة من النبي ﷺ إلى أن يتذكر المؤمن جحيم الآخرة في حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وأن يجعل من ذلك فرصة للدعاء والتقرب إلى الله.
دعاء قبل النوم لمن يعاني من الأرق بسبب الحر
ويعاني الكثيرون من صعوبة النوم خلال موجات الحر، وهنا توصي السُّنة النبوية باللجوء إلى أذكار المساء ودعاء قبل النوم، والتي لها فضل عظيم في تهدئة النفس وطرد الأرق والشياطين.
من بين هذه الأدعية: "باسمك اللهم أموت وأحيا"، و"اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك"، و"اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك..."، إلى آخر الدعاء المعروف عن النبي -ﷺ-.
فهذه الأدعية لا تمنح الراحة النفسية فقط، بل تجعل النائم في معية الله، وتحفظه من الشرور، ومن قالها ثم مات، يُبعث على عمل صالح ويُرجى له دخول الجنة.
فضل الصوم في الحر الشديد
وفي ظل شدة الحر، يتضاعف أجر الصوم، كما ورد في عدة أحاديث نبوية، يقول -ﷺ-:
"من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا" (رواه البخاري).
وقال لعائشة رضي الله عنها في عمرتها:
"إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك"، أي بقدر ما تعانين من المشقة تنالين الأجر.
وروى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري قصة عجيبة عن فضل الصيام في اليوم شديد الحر، حيث سمع مناديًا ينادي من السماء يقول:
"إن من عطّش نفسه لله في يوم حار، كان حقًا على الله أن يرويه يوم القيامة"، فكان أبو موسى يتحرى أشد الأيام حرًّا ليصوم فيها.