كيفية الوضوء دون خلع الحجاب للفتيات والسيدات.. دار الإفتاء توضح

أحكام الطهارة والوضوء هامة للغاية باعتبارها من الشروط الأساسية لصحة الصلاة، ولا تصح الصلاة بدون وضوء صحيح، ومن بين المسائل الفقهية التي تطرح باستمرار، خاصة من قِبل النساء، مسألة "حكم المسح على الحجاب أثناء الوضوء"، وهل هو جائز شرعًا أم لا؟ وهو تساؤل يتكرر كثيرًا ويحتاج إلى توضيح دقيق مبني على المذاهب الفقهية المعتبرة.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الطريقة الصحيحة للمسح على الرأس أثناء الوضوء بالنسبة للفتيات والسيدات المحجبات، مؤكدة أن الأمر فيه تيسير كبير، وله أصل في القرآن والسنة.
تفسير الآية وأقوال الفقهاء
قالت الخولي إن الله تعالى أمر في كتابه الكريم بقوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6]، مشيرة إلى أن الباء في اللغة العربية تحمل معاني متعددة، منها "الإلصاق" و"التبعيض"، وكل منهما أدى إلى فهم مختلف عند علماء الفقه.
وبيّنت أن الإلصاق معناه إلصاق اليد بالرأس مباشرة عند المسح، وهو ما أخذ به الحنفية، الذين يرون أن القدر الواجب مسحه هو ربع الرأس.
أما التبعيض، فهو ما اعتمد عليه الشافعية، حيث قالوا إن القدر الواجب هو مسح أي جزء من الرأس، ولو شعرة واحدة أو أقل.
المسح على العمامة في السنة النبوية
وأشارت إلى أن السنة النبوية الشريفة جاءت بتيسير واضح في هذه المسألة، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يمسح ناصيته وعلى العمامة، مما يدل على جواز المسح على جزء من الرأس مع العمامة، ويؤكد أن التيسير في الطهارة مقصد شرعي.
كيف تتوضأ المحجبة دون خلع الحجاب؟
فيما يتعلق بالنساء والفتيات المحجبات، أكدت الخولي أن الواجب عليهن هو مسح جزء من منبت الشعر، وليس أطراف الشعر المنسدلة، لأن المسح على الأطراف لا يتحقق به ركن المسح المطلوب.
وقالت: "يجب إدخال أطراف الأصابع تحت الحجاب عند منبت الشعر ولو بمقدار يسير، بحيث يتم مس جزء من الجلد أو الشعر في تلك المنطقة"، مشيرة إلى أن هذا يكفي لتحقيق المسح الواجب وفق مذهب الشافعية.
وشددت على أن المسح على الرأس ركن أساسي في الوضوء، ولا يصح الوضوء بدونه، مضيفة: "حتى لو كانت المرأة خارج المنزل أو في ظرف معين، فعليها بذل الجهد لمسح جزء يسير من منبت الشعر قدر الإمكان، لأن هذا هو ما نص عليه الشرع، وهو ما يحقق الطهارة المطلوبة للصلاة".
تؤكد دار الإفتاء المصرية من خلال تصريحات أمينتها، أن المسح على الرأس في الوضوء له أصل شرعي ثابت، وفيه فسحة وتيسير، مع ضرورة الالتزام بتحقيق الركن الواجب على قدر الاستطاعة، لا سيما من قبل النساء المحجبات، دون الحاجة لخلع الحجاب كاملًا، مما يراعي الاحتشام والظروف الواقعية.