بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وعود المسئولين.. كلام فى الهوا

الدقهلية تموت عطشًا

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

أهالى القرى المعزولة يشترون «المياه الملوثة» للشرب

 

لم تعد مشكلة مياه الشرب الأزلية فى قرى محافظة الدقهلية فى حاجة إلى مسكنات وحلول وقتية وتصريحات وردية تغلفها حالة من الفشل الذريع فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية التى تملك وحدها قرار المنح أو المنع، لتظل أزمة المياه فى القرى المحرومة طاحنة بل قاتلة خاصة خلال الصيف مع حرارة الجو المرتفعة والميزانية المحدودة التى أرهقت جيوب البسطاء وهم يلاحقون مقطورات المياه ويقومون بشراء عدة مترات من المياه فى مشهد مأساوى يتكرر يوميا وتكلفة المتر الواحد 100 جنيه!! والمفارقة الغريبة هى أن عدادات المياه التى اختفت حركتها لا تزال تحتسب مبالغ شهرية ليدفع الأهالى فواتير لمياه لم تصل إليهم!!

فى قرية طلمبات مركز بنى عبيد التى يصل عدد سكانها لحوالى 3 آلاف نسمة من يصدق أن مشكلة مياه الشرب قاربت على الثلاث سنوات دون أية بادرة لحلها، الأهالى أكدوا أن الأزمة صيفا بل وحتى شتاء.. فالمياه لا تصل إليهم حتى فى أشد شهور البرد شهر «طوبة» على سبيل المثال، وأضاف الأهالى أن أزمتهم مع المياه عميقة لأن قريتهم تقع فى نهاية مركز بنى عبيد حيث تفصلها عن محافظة الشرقية «بحر حادوس» فقط، ويقول الأهالى إنهم «شبعوا» وعودا وأحلاما وردية فى توصيل المياه لقريتهم لكن تبين أنها مجرد مسكنات لا تغنى ولا تسمن من عطش!!

يقول علاء فؤاد أحد أبناء قرية طلمبات بنى عبيد، إن أزمتنا مع انعدام مياه الشرب النقية تجاوزت الآن ثلاث سنوات ولا تزال تحلق فى الآفاق وتصل ذروتها صيفا وكأن ذنبنا بأن قريتنا تقع فى نهاية مركز بنى عبيد، فهل البلاد التى تقع فى نهايات المراكز حرام أن تصل المياه إليهم؟؟ مؤكدا أن مشكلتنا الكبيرة مع مياه الشرب وصلت إلى كافة المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية ومع ذلك لم نصل إلى أية حلول فى ظل ارتفاع درجة الحرارة فى فصل الصيف.

ويضيف عادل الديدامونى أحد أبناء القرية، أن الأهالى فى طلمبات بنى عبيد يعانون أشد المعاناة فى سبيل الحصول على المياه النقية، حيث إن الوسيلة الوحيدة هى شراء المياه من المقطورات وهى عادة مياه غير صالحة للشرب لكن ليس أمامهم أى حلول علما بأن متر المياه من المقطورات يتم بيعه بمائة جنيه، فهل يعقل بأن نتكبد نفقات أخرى ومن مياه الشرب بهذه المبالغ؟

وأكد «الديداموني» أن المأساة أكبر من أى وصف لكنها وصلت إلى شركة المياه بالدقهلية والتى لم تتحرك لحل ولو جزء منها، وطالب بسرعة طرح خط المياه الوارد من رافع قرية «طراد» بـ«المحمودية» بعد الموافقة على إقامته حيث يحل جزءا كبيرا من المشكلة المزمنة بالقرية.

وأشار أحمد رشاد المتولى إلى أن القرية تتغذى من محطة مياه الشرب بـ«ميت فارس» وجزء تغذية من محطة بساط كريم الدين بشربين لكن لم يصل إليها نقطة مياه منذ ما يقارب ثلاثة أعوام من المحطتين، لافتا أن حوالى 40 منزلا فى بداية القرية فقط هم من تصل إليهم المياه بينما حوالى 3000 منزل فى بقية القرية بدون نقطة مياه!! وأضاف بأن كافة الحلول التى وضعتها شركة مياه الشرب هى حلول مؤقتة والنتيجة هى حرمان القرية من مياه الشرب النقية طوال هذه السنوات، فهل هى معضلة حتى نحصل على حقنا من مياه الشرب النقية؟؟ وطالب أيضا بسرعة طرح خط المياه الوارد من رافع قرية طراد بالمحمودية بعد الموافقة على إقامته من وزارة الإسكان مؤخرا حيث يحل جزءا كبيرا من المشكلة المزمنة التى يعانى منها الأهالى بالقرية.

ويقترح مجدى سرايا المحامى وأحد أبناء القرية بضرورة توصيل خط مياه مغلق من محطة مياه الشرب بميت فارس كأحد الحلول الجذرية للمشكلة المزمنة التى يعانى منها الأهالى، حيث أن المياه التى يتم انتاجها من المحطة لاتصل إلى نهايات الخطوط، لافتا بأن الأهالى يعانون أشد المعاناة فى رحلة البحث عن مياه الشرب يوميا دون وضع أية حلول على الطبيعة مما زاد من المعاناة، ولنا أن نتخيل بأن الأهالى يشترون المتر الواحد من المياه ومن المقطورات غير الصالحة للشرب بمائة جنيه وبالتالى هم يحتاجون إلى ميزانية مستقلة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الجميع فى ظل ارتفاع الأسعار خاصة فى السلع الأساسية ما يعتبر عبئا كبيرا من الصحب أن يتحمله الأهالى.

وفى قرية «الربيعة» بمركز دكرنس والقرى التابعة للوحدة المحلية بالربيعة والبالغ عددها 68 عزبة وتابع وصلت أزمة المياه المتكررة بها صيفا إلى سيناريو متكرر، حيث يعانى الأهالى من عدم وصول المياه منذ أكثر من 40 يوما وذلك بسبب تهالك خط المياه الذى يغذى المنطقة من محطة ميت فارس بسبب كثرة الكسور به واحتياجه إلى الصيانة منذ فترة كبيرة، وكالعادة يلجأ الأهالى أيضا إلى شراء المياه من المقطورات غير الصالحة للشرب فى الوقت الذى يدفع الأهالى فواتير للمياه التى لم تصل منازلهم!!

يقول جمال عبدربه محمد أحد أبناء القرية غن أهالى «الربيعة» يعيشون فى معاناة يومية بسبب نقص مياه الشرب، لافتا بأن اللجوء إلى مقطورات المياه هو الحل الوحيد المؤلم الذى نضطر إليه ورغم علم الجميع بأن المياه ملوثة إلا أنه لا يوجد أى حل أمامهم سوى شرائها من تجار المقطورات

وأشار شعبان عبدالهادى، إلى أن مياه الشرب بقرية «الربيعة» وتوابعها مشكلة أزلية وقد استغاث الأهالى بمسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى لتغذية القرية من أحد الروافع القريبة حتى يتم حل المشكلة لكن لم تجد هذه الحلول أى استجابة من المسئولين، مضيفا أن خط المياه متهالك منذ فترة كبيرة ويوجد رافع بـ«المحمودية» ورافع بقرية «رشدي» ومع هذا لا تصل مياه الشرب على الإطلاق، مطالبا بحلول عملية للتعامل مع الأزمة الطاحنة التى يعانى منها الأهالى كل صيف منذ سنوات بعيدة.

وقال عبدالله عبدالقادر أحد أبناء القرية إن أزمة المياه فى قرية «الربيعة» و«العزب» التابعة لها فاقت كل التصورات، فالأهالى يوميا يعانون أشد المعاناة خلال التوجه لشراء المياه من المقطورات التى تبيع المياه حيث يصل سعر المتر إلى 100 جنيه، بالإضافة إلى أن المياه غير صالحة للشرب على الاطلاق، لذا نطالب النظر إلينا بعين الرحمة والمسئولية رفقًا بكبار السن والأطفال الذين ليس لهم ذنب وخاصة بأننا نعيش الآن فى ظل ارتفاع درجات الحرارة ما يمثل معاناة إضافية للأهالى، مضيفا أنه من غير المعقول ألا تجد هذه المشكلة الأزلية أية حلول واقعية لها بحجة أن البلاد تقع فى نهايات الخطوط وكأنه كتب على من يعش فى نهايات الخطوط عدم وصول المياه إليهم!!

من جهة أخرى لاتزال 20 قرية وعزبة تابعة لمركز «تمى الأمديد» بمحافظة الدقهلية يعيشون فى مأساة حقيقية امتدت من شهرين ولا تزال مستمرة حتى الآن بسبب انقطاع مياه الشرب عن هذه المناطق المأهولة بالسكان وسط حالة من الصمت والتجاهل من رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالدقهلية الذى وصلت إليه استغاثات المواطنين لكنه لم يهتم بها وكانت النتيجة المؤسفة تصاعد الأزمة واضطرار المواطنين إلى شراء المياه من مقطورات مياه غير صالحة مياه الشرب ما يهدد بانتشار الأمراض الخطيرة بين المواطنين. واتفق الأهالى بأن سبب انقطاع المياه أو ندرتها عن بلادهم هى بعد المسافة بينهم وبين محطة المياه التى تغذى قراهم حيث تصل المسافة إلى 20 كيلو مترا وطالبوا بمد القرى بخطوط مياه ذات أقطار كبيرة تتغذى من محطة مياه قريبة جدا لإنهاء هذه المعاناة التى تشهدها القرى منذ قرابة شهرين وحتى الآن.

وقد وضع أهالى قرى وتوابع الوحدة المحلية بـ«صدقا» و«السمارة» بمركز «تمى الأمديد» العديد من الحلول للأزمة الطاحنة التى يعيشونها والتى اشتدت مع فصل الصيف وارتفاع الحرارة وأعلنوا عن استعدادهم للتعاون مع شركة المياه من أجل إنهاء معاناتهم ومع ذلك لم تجد هذه الاقتراحات صدى من مسئولى شركة مياه الشرب بالدقهلية لتظل المشكلة معلقة حتى إشعار أخر !!وأكدوا بأن هذه القرى لم ينزل أحد من المسئولين من شركة المياه بالدقهلية على الطبيعة لبحث مشاكل هذه القرى مع أزمة مياه الشرب وبحث الحلول المناسبة لها على الرغم من المعاناة التى يتعرضون لها.

يقول شعبان عبدالرحمن بأن مشكلة 20 قرية وتابعا بمركز «تمى الأمديد» مع انقطاع مياه الشرب بدأت منذ أكثر من شهرين ولا تزال مستمرة حتى الآن فإذا استطاع الناس تحملها فى الأجواء الباردة فماذا يفعلون فى فصل الصيف وخاصة الأطفال وكبار السن؟ وأشار إلى أن الحل الوحيد للأهالى حاليا هو الاعتماد على شراء المياه من المقطورات التى تبيع المياه، حيث يخرج الأهالى بشكل جماعى لشرائها وهم يحملون الجراكن ويعودون بها إلى منازلهم فى مشهد مؤسف لا يجب أن يظهر على الإطلاق، ويطالب «عبدالرحمن» بتدخل اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية المعروف بقراراته الجريئة وحل مشكلة اختفاء المياه بقرى «تمى الأمديد» خاصة فى فصل الصيف الذى يشهد هذا العام ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة.

ويضيف إبراهيم البنا بأن المياه لا تصل إلينا ليلا ولا حتى نهارا رغم الشكاوى المتكررة من انقطاعها لمدير منطقة تمى الأمديد وأيضا رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، لكن لا أحد استمع إلى هذه الشكاوى، فلم تنزل أى لجنة لمعاينة أصل المشكلة ولم ينزل أيضا أى مسئول لبحث الأزمة على الطبيعة وكانت النتيجة أزمة طاحنة دخلت على شهرين دون أية بوادر لحلها حتى الآن، وقال إنه يجب الآن تنفيذ حلول واقعية لهذه الأزمة المستمرة التى تعصف بالأهالى عن طريق تشكيل لجنة من شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية وذلك لمعاينة خطوط المياه التى تصل إلى كافة القرى التى تعانى من أزمة مياه الشرب، وبحث كيفية مد مواسير ذات أقطار مناسبة بحيث تتغذى القرى المحرومة من مياه الشرب من احدى المحطات القريبة فلا يعقل أن تستمر الأزمة طوال هذه الفترة بلا حل.

وطالب نشأت السيد بضرورة التدخل لإنهاء أزمة مياه الشرب بالقرى المحرومة، حيث بلغت المعاناة ذروتها فى فصل الصيف، ويعانى الجميع منها خاصة الأطفال وكبار السن بصورة لم يسبق لها مثيل فى الوقت الذى تجاهلت شركة المياه حل الأزمة وكأن الأمر لايعنيها !!، وأشار إلى أن الأهالى يتسابقون يوميا فى مشهد مأساوى من أجل شراء المياه من المقطورات رغم علمهم بأن هذه المياه غير صالحة للشرب لكن ليس لديهم أية حلول أخرى، مطالبا بأن مشكلة اختفاء مياه الشرب تعتبر «أم المشاكل» ويجب التدخل سريعا وعودتها إلى المناطق المحرومة

وأشار السيد شعبان إلى أن هذه القرى والعزب التابعة لها تعتمد فى مياه الشرب على مرفق ميت فارس بمركز بنى عبيد بالدقهلية، لافتا بأن المسافة بين المرفق وهذه البلاد والتوابع تقترب من 20 كيلو مترا ما يصعب وصول المياه لهذه المناطق نتيجة طول المسافة وضعف الضغط وزيادة الكتلة السكنية، حيث نعانى من انقطاع المياه حاليا بشكل مستمر ونضطر إلى شراء المياه من المقطورات التى تبيعها لها فى مشهد مأساوى يتكرر يوميا، حيث يقوم الصغار والكبار بالتوجه لهذه المقطورات وهم يحملون الجراكن لشراء احتياجات عائلاتهم من المياه.

وقالت دينا السيد أحمد، إن البديل الوحيد والمناسب لحل مشاكل القرى والتوابع ببلاد الوحدة المحلية بـ«صدقا» و«السمارة» هو توصيل خط مياه بقطر مناسب من محطة القواسم التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، حيث أن المسافة بين أقرب نقطة توصيل أقل من 200 متر وهذا هو البديل لحل مشاكل مياه الشرب لهذه البلاد ذات الكثافة السكانية العالية، وبينت بأن المعاناة من اختفاء مياه الشرب بلغت ذروتها هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة، وطالبت محافظ الدقهلية بالتدخل لإنهاء هذه المعاناة التى نعيشها وهى معاناة لا تحتمل التأجيل.