خط أحمر
ليس فى حاجة لأعداء
لا تعرف ماذا أصاب الرئيس الأمريكى خلال السنوات الأربع التى ابتعد فيها عن البيت الأبيض، بحيث يبدو فى رئاسته الحالية على صورة لا علاقة لها بما كان هو نفسه عليه فى الفترة الرئاسية المنقضية.. لا علاقة تمامًا.. وكأن ترمب هناك لا صلة له بترامب هنا!
تستطيع أن ترى هذا فى الكثير من سياساته وسلوكياته منذ عاد إلى البيت الأبيض، وتستطيع أن ترى هذا أكثر فى لقاءاته مع ضيوف الولايات المتحدة الرسميين، وقد كانت القمة الأفريقية الأمريكية الأخيرة نموذجًا صارخًا فى الموضوع.
كانت القمة تضم رؤساء خمس دول أفريقية تقع فى غرب القارة السمراء، وكان رئيس غينيا بيساو من بين الرؤساء الخمسة، وقد فوجئ فى أثناء القمة مع ترامب أنه يطلب منه أن يذكر اسمه وأيضًا اسم بلاده!.. ولا بد أن الرئيس الأفريقى قد وقع فى حرج لا حدود له، لأن معنى هذا الطلب الغريب من سيد البيت الأبيض، أنه لا يعرف شيئًا عن غينيا بيساو ولا عن رئيسها، مع إن رئيسها ضيف رسمى مشارك فى قمة يحضرها الرئيس الأمريكى شخصيًا!
ليس هذا وفقط، ولكن الرئيس الموريتانى الذى كان واحدًا من الضيوف الخمسة فوجئ هو الآخر عند إلقاء كلمته بترامب يقاطعه، ويطلب منه أن يكتفى بما ذكره، لأن الوقت ضيق ولا مجال لكلام كثير!.. وهذا كذلك لا بد أنه تسبب فى حرج كبير للرئيس الموريتانى!
وكان الرئيس الليبيرى واحدًا من الخمسة، وكان بدوره على موعد مع حرج أكبر عندما فوجئ بأن ترامب يسأله عن المكان الذى تعلم فيه الإنجليزية لأن إنجليزيته ممتازة!.. وهذا يدل على أن مكتب ترامب لم يضع أمامه قبل القمة معلومات كافية عن ضيوفه، ولو كان هذا قد حدث لكان ترامب قد عرف أن اللغة الإنجليزية هى اللغة الرسمية فى ليبريا، وأن هذه المعلومة كافية وحدها لشرح أسباب قوة اللغة الإنجليزية لدى الرئيس الليبيرى!
ولكن هذا كله كوم، بينما حديث رئيس ليبريا بعد عودته لبلاده عن هاجس نوبل لدى الرئيس الأمريكى حديث لا تكاد تصدقه!
فرئيس ليبريا يروى فى ڤيديو بثه بعد عودته من الزيارة، أن ترامب طلب منه توصية كتابية إلى لجنة جائزة نوبل لمنح الجائزة إلى الرئيس الأمريكى!.. إننا أمام جنون لدى ترامب بجائزة نوبل للسلام، ومن الواضح أن الموضوع يضغط على أعصابه كل يوم، وأنه متمسك بالحصول على الجائزة بأى طريقة، وأنه يتصور أن ترشيح إسرائيل وباكستان والكونغو له يضمن حصوله عليها!.. إن العالم مع رجل مثل ترامب ليس فى حاجة إلى أعداء.