"ما ولدتهوش.. بس قلبي اتولد معاه".. زوجة أب تبكي ابنها طه ضحية الغدر بعد الامتحان

في زاوية من غرفة العناية المركزة، سيدة ترتجف من الحزن، تمسك بيد شاب يصارع الموت، وتهمس له باسم الأمومة التي منحتها له الأيام لا الدم.
هذا الشاب هو طه نشأت، طالب الثانوية العامة، الذي خرج من امتحان حلمه ولم يعد إلى بيته، بل إلى المستشفى، بطعنة غدر سرقت منه الأمل، ومن عائلته الحياة.
المشهد الأول: أم لا تعرف الفرق بين "ربيته" و"ولدته"
بصوت مبحوح، تكسر الدموع حروف كلماتها، تقول زوجة والده:
"أنا ما ولدتوش، لكن قلبي اتولد أول ما شلته على إيدي.. كان صغير وبيخاف ينام لوحده.. كبر في حضني، وكل حلمه كان ينجح ويفرحنا.. كان بيقولي: أنا هعالجك لما أبقى دكتور، وهجيبلك الدوا اللي مش بنعرف نشتريه."
تتوقف لبرهة وتضيف:
"كان بيقولي ماما.. من قلبه مش من لسانه."
المشهد الثاني: "كلمة لا" كانت نهاية الحلم
في آخر أيام امتحاناته، طلب أحد زملاء طه أن يغش، فرفض.
"قال له بهدوء: مش هغش.. ومينفعش أغش."
لكن الرفض كان بداية المأساة.
خرج الطالب المعتدي من اللجنة، واستعان باثنين آخرين، وانتظروا طه خارج المدرسة، وما إن خرج حتى انهالوا عليه ضربًا وطعنًا، فسقط غارقًا في دمه، قبل أن يعرف نتيجته، أو يفرح بنهاية تعبه.
المشهد الثالث: أب لا يعرف كيف يمد يده إلى حلم ابنه
في ممر المستشفى، جلس الأب لا يتحدث كثيرًا، لكنه فجأة يقول والدمعة تخنقه:
"ابني ماطلبش مني حاجة طول عمره.. كان بيقولي: أنا هعوضك يا بابا.. دلوقتي نايم وسط الأجهزة، وأنا مش قادر أعمل له حاجة غير إني أستناه يفتح عينه ويمد لي إيده."
المشهد الرابع: أخته تحلم أن تحتفل.. لا أن تودّع
تقول شقيقته :
"كنا بنخطط نحتفل بنجاحه.. نشتري له البالطو الأبيض، ونعلّق صورته على باب البيت.. دلوقتي صورته على الموبايلات والناس بتقول: ادعوا لطه."
المشهد الخامس: "خالو.. لما أكبر هتشرف بيا"
أما خاله، فيتحسس صورته القديمة، ويقول:
"كان بيقولي دايمًا: أنا هكبر وأشرفك.. كنت بضحك معاه وأقوله: يا عم شوف نتيجتك الأول.. دلوقتي ببكي، وكل لحظة بتمر بحس إني مش قادر أستوعب اللي حصل."
---
النهاية المؤقتة.. والمجهول
طه نشأت، الفتى الذي عاش للعلم، وسهر من أجل الحلم، يرقد في العناية المركزة، لا يفيق إلا للحظات يسأل فيها أمه التي ربت:
"هو أنا هموت يا ماما؟"
ترد زوجة الأب، وهي تبكي في صمت:
"لأ يا حبيبي، هتقوم.. وترجع تكمل حلمك.. إحنا لسه مستنيينك تلبس البالطو الأبيض."
---
صرخة من قلب محروق
تناشد الأسرة وزارة الصحة سرعة التدخل لإنقاذ طه، وتطالب العدالة بملاحقة من حولوا فرحة نهاية الامتحانات إلى مأتم.
تختم زوجة الأب بكلمات تهز القلب:
"مكنتش أتخيل في يوم إن حضني هيبقى فراش وداع.. كنت بستناه في الفرح، مش في العناية.. ده ابني، وابني لازم يرجع."