بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دماء في هانوفر.. مقتل الطالبة الجزائرية رحمة عياط يفتح ملف العنصرية من جديد

الطالبة الجزائرية
الطالبة الجزائرية الراحلة رحمة عياط

في لحظة خُنقت فيها الكلمات، وساد فيها الصمت بين الجاليات، امتدت يد الغدر لتخطف حلمًا بريئًا جاء يبحث عن العلم والحياة

رحمة عياط، ابنة الجزائر، لم تكن سوى شابة طموحة اختارت طريق التمريض في بلاد الغربة، علّها تعود يومًا بشهادة ترفع بها رأسها ورأس وطنها لكنها عادت جثةً باردة، ضحية لواقع قاسٍ لا يرحم، وجريمة كشفت عن وجه آخر من وجوه العنصرية والكراهية المتخفية خلف ستار المدنية.

هى ليست مجرد جريمة قتل بل صفعة على وجه الإنسانية، وصرخة مدوية في وجه كل صامت أمام تصاعد الكراهية ضد المختلف.

 

وأثارت تلك الجريمة، صدمة واسعة بين أبناء الجالية الجزائرية والعربية في ألمانيا، بعدما تم العثور عليها مقتولة داخل شقتها في مدينة هانوفر، إثر تعرضها لعدة طعنات على يد رجل ألماني.

 

وفي بيان رسمي صدر يوم الجمعة الماضي، أعلنت السفارة الجزائرية في برلين توقيف المشتبه به الرئيسي في الجريمة، مؤكدة أن القنصلية العامة بفرانكفورت تتابع القضية عن كثب مع الجهات المختصة في مدينة هانوفر، للكشف عن جميع الملابسات، وأعربت السفارة عن عميق حزنها، متقدمة بتعازيها القلبية لعائلة الفقيدة، وداعية الجالية الجزائرية للتحلي بالحكمة والثقة في الجهات الرسمية.

 

وتنحدر الضحية، البالغة من العمر 26 عامًا، من مدينة وهران، وكانت تقيم بألمانيا من أجل متابعة تدريبها المهني في مجال التمريض.

 

ووفق وسائل إعلام جزائرية، فإن الجاني ألماني يبلغ من العمر 31 عامًا، وقد تم توقيفه على الفور، بينما لم تُكشف حتى الآن الدوافع الرسمية للجريمة.

 

لكن تصريحات لاحقة أضفت بُعدًا أكثر خطورة على الحادث، حيث أكد حسين خضر، نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أن الجريمة تحمل طابعًا عنصريًا واضحًا.

 

وفي مداخلة عبر برنامج "مساء DMC"، أشار خضر إلى أن الضحية كانت مندمجة في المجتمع الألماني بشكل جيد، لكن الجاني، رغم عدم امتلاكه سجلًا جنائيًا، كان معروفًا بعدائه المتكرر تجاهها بسبب ارتدائها الحجاب.

 

وأضاف أن هذا النوع من الجرائم يطال خصوصًا الجاليات العربية والمسلمة، مؤكدًا ضرورة التحرك الجاد لمواجهة تصاعد خطابات الكراهية والتمييز في بعض الأوساط.