بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

باستثمارات 34 مليون دولار.. إبسون تدشن مصنعًا جديدًا لإعادة تدوير المعادن

إبسون
إبسون

أعلنت شركة إبسون أتميكس، التابعة لمجموعة سيكو إبسون اليابانية، عن الانتهاء من أعمال بناء مصنع جديد لإعادة تدوير المعادن، ضمن خطة طموحة لتعزيز الاعتماد على الموارد المستدامة وتقليل البصمة الكربونية، وقد بدأت أعمال الإنشاء في أكتوبر 2023، ووصل حجم الاستثمارات في المباني والمعدات إلى نحو 5.5 مليار ين ياباني، حوالي 34 مليون دولار.

المصنع، الذي يقع في موقع "كيتا-إنتر رقم 2"، يهدف إلى إعادة تدوير المعادن المستخدمة في عمليات الإنتاج داخل مجموعة إبسون، إضافة إلى المخلفات المعدنية الناتجة عن المجتمع المحلي، وتحويلها إلى مواد خام يمكن استخدامها مرة أخرى في تصنيع مساحيق المعادن، وهي المنتج الرئيسي لشركة أتميكس.

يأتي افتتاح هذا المصنع الجديد في إطار رؤية إبسون البيئية لعام 2050، والتي تضع هدفًا واضحًا بالوصول إلى الحياد الكربوني الكامل والتوقف عن استخدام الموارد الجوفية المستنفدة، وتؤكد الشركة أن التوسع الصناعي وما يرافقه من استهلاك متزايد للموارد والتخلص من النفايات يمثّل تحديًا كبيرًا يتطلب حلولًا تعتمد على الابتكار والتدوير.

وتسعى إبسون من خلال هذا المشروع إلى استبدال المواد الخام البكر، مثل الحديد المنتج عبر الأفران العالية، بمواد معاد تدويرها ذات جودة عالية. وتُعد هذه الخطوة محورية في تقليل الانبعاثات الناتجة عن سلسلة الإمداد وتحقيق توازن بين التوسّع الصناعي والحفاظ على البيئة.

 الاستفادة من المخلفات الصناعية والرقمية

شركة أتميكس متخصصة في إنتاج مساحيق المعادن التي تُستخدم في تطبيقات صناعية متنوعة.

 ومنذ عام 2020، بدأت الشركة بإعادة استخدام رقائق السيليكون الناتجة عن عمليات أشباه الموصلات داخل مجموعة إبسون كمادة خام بديلة، ومع تصاعد المخاوف العالمية من نضوب الموارد الطبيعية وارتفاع تكاليف المواد الأولية، أصبح من الضروري تطوير منشآت قادرة على توفير إمدادات مستقرة من المواد الخام المُعاد تدويرها.

وسيقوم المصنع الجديد بإعادة تدوير مساحيق المعادن غير المطابقة للمواصفات والقصاصات والقوالب المستعملة وبقايا المعادن الناتجة عن عمليات مجموعة إبسون. ويتم تنقية هذه المواد داخليًا باستخدام تقنيات خاصة طورتها أتميكس لتُصبح مواد أولية عالية الجودة قابلة للاستخدام في عمليات التصنيع المستقبلية.

ستُستخدم المواد الخام المعاد تدويرها في خطوط إنتاج مساحيق المعادن بمصنع كيتا-إنتر والمقر الرئيسي لشركة أتميكس. وتُستخدم هذه المساحيق بشكل خاص في مكونات تكنولوجيا القولبة بالحقن المعدني، وهي تقنية متقدمة تسمح بإنتاج قطع دقيقة وصغيرة الحجم تُستخدم في مجموعة واسعة من الصناعات، من الإلكترونيات الدقيقة إلى مكونات السيارات والأجهزة الطبية.

ومن المتوقع أن تسهم عملية إعادة التدوير الجديدة في دعم تطوير الجيل القادم من الأجهزة الإلكترونية الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة، إلى جانب تعزيز استقرار سلاسل الإمداد في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالمواد الخام.

تشكل الخطوة التي اتخذتها إبسون أتميكس جزءًا من تحول أوسع نحو نموذج صناعي أكثر استدامة، يعتمد على تقنيات مبتكرة لإدارة الموارد وتقليل النفايات والانبعاثات، ويأتي المشروع في وقت تتجه فيه الكثير من الشركات العالمية إلى البحث عن حلول لتقليل تأثيرها البيئي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وبحسب بيان الشركة، فإن هذه المنشأة الجديدة لا تقتصر فوائدها على الجانب البيئي فحسب، بل تساهم أيضًا في تأمين إمدادات مستقرة ومستدامة من المواد الخام الحيوية، مما يعزز مرونة الشركة في مواجهة تقلبات السوق العالمي ويعطيها ميزة تنافسية في سوق يتزايد فيه الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة.

مع الانتهاء من أعمال البناء، تبدأ إبسون أتميكس مرحلة جديدة من الإنتاج القائم على إعادة التدوير، ما يعزز مكانتها كمزود عالمي لمساحيق المعادن المستدامة. ويُتوقع أن يكون للمصنع الجديد دور محوري في تحقيق أهداف الشركة البيئية على المدى الطويل، وأن يقدم نموذجًا يُحتذى به في صناعة تعتمد بشكل متزايد على الكفاءة البيئية واستدامة الموارد.