هل يجوز سجود الشكر وسجود التلاوة على غير وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطهارة شرط لصحة سجود الشكر وسجدة التلاوة عند جمهور الفقهاء، لكن في حالات الضرورة أو العذر، يجوز تقليد القول الذي يجيز السجود دون طهارة.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، ردًا على سؤال مفاده: ما إذا كان يشترط الوضوء لسجدة التلاوة أو سجدة الشكر، سواء عند قراءة القرآن أو سماعه، أو في حال ورود خبر مفرح يدفع الإنسان إلى السجود مباشرة دون أن يكون متوضئًا، قائلًا: “جمهور الفقهاء على أن الطهارة شرط لصحة سجود الشكر وسجود التلاوة أيضًا، وبعض الفقهاء يرى أنها ليست شرطًا، لكننا نسير على ما عليه جمهور الفقهاء ولا نأخذ بهذا القول الآخر إلا عند الحاجة أو العذر، لأن الخروج من الخلاف مستحب”.
وتابع: “نتحدث عن أسئلة حقيقية واقعية، زي مثلًا: كنت في النادي، وجالي خبر مفرح جدًا، ومافيش حواليا مكان أغير فيه لبسي، أو مافيش مكان أتوضأ فيه، أو مثلًا في الطريق، مافيش استراحة، ولا وسيلة للوضوء، ممكن كمان أكون في لحظة مش مركز في أي حاجة، وفجأة سجدت شكرًا لله من شدة الفرح”.
وفي مثل هذه الحالات، أجاز الشيخ أحمد وسام السجود دون وضوء، استنادًا إلى أقوال معتبرة في الفقه الإسلامي، قائلًا: “مافيش مشكلة في الحالة دي إن أنا أقلد من أجاز، وده قول مروي عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومروي عن الإمام الشعبي من التابعين، ومروي عن الإمام الونشريسي من المالكية، فمفيش مانع إني ألجأ إلى هذا القول وإن كان يخالف جمهور الفقهاء، عند الحاجة إليه، لكن مايبقاش ده هو الأصل والديمومة”.
والسجود في الإسلام من أعظم العبادات التي تُظهر خضوع العبد وتذلله لله سبحانه وتعالى. ومن أنواع السجود التي حث عليها الشرع الإسلامي: سجود الشكر وسجود التلاوة، وكلاهما يحملان فضلاً عظيماً ودلالات روحانية تعزز ارتباط المسلم بخالقه. يهدف هذا الموضوع إلى استعراض فضل هذين النوعين من السجود، أحكامهما، وأثرهما في حياة المسلم.
سجود الشكر
سجود الشكر هو سجدة يؤديها المسلم تعبيرًا عن امتنانه لله عز وجل عند حدوث نعمة ظاهرة أو دفع بلاء. وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يسجد شكرًا لله عند تلقيه أخبارًا سارة أو نعمة جديدة.
فضله
شكر النعم يزيد منها: السجود لله شكرًا هو وسيلة لإظهار الامتنان، وقد قال الله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7]. فالسجود يعبر عن الشكر العملي الذي يطلب به المسلم المزيد من النعم.
اتباع سنة النبي: روي عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسرُّه أو يُبشَّر به خرَّ ساجدًا شاكرًا لله (رواه أبو داود). فالسجود يجعل المسلم متبعًا لسنة النبي.
تقوية الصلة بالله: يعزز سجود الشكر شعور المسلم بالقرب من الله، حيث يتذكر أن كل خير يصيبه هو من فضل الله وكرمه.
دفع البلاء: يُعتقد أن شكر الله على النعم قد يكون سببًا في دفع البلاء وحفظ النعمة من الزوال.
كيفيته
يسجد المسلم سجدة واحدة دون الحاجة إلى وضوء في أحد الآراء الفقهية، لأنه ليس صلاة، بل فعل شكر.
يقول أثناء السجود: "سبحان ربي الأعلى"، ويدعو بما يشاء من دعاء الشكر، مثل: "الحمد لله على نعمته".
يُفضل أن يكون السجود في اتجاه القبلة، لكن لا يشترط ذلك في بعض الحالات العاجلة.
سجود التلاوة
سجود التلاوة هو سجدة يؤديها المسلم عند قراءة أو سماع آية من آيات السجدة في القرآن الكريم. وهو سنة مؤكدة للقارئ والسامع على حد سواء، ويوجد في القرآن 15 موضعًا للسجود، كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء.
فضله
التعظيم لكلام الله: السجود عند تلاوة آيات السجدة يُظهر تعظيم المسلم لكلام الله وتذلله له، مما يرفع درجته عند الله.
اتباع هدي النبي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسجد عند قراءة آيات السجدة، وكان يقول: "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته" (رواه الترمذي).
مغفرة الذنوب: السجود لله يقرب العبد من ربه، وقد يكون سببًا في مغفرة الذنوب، كما أن السجود عمومًا من أحب الأعمال إلى الله.
حماية من الشيطان: روي أن الشيطان يبكي عند سجود العبد لله في تلاوة القرآن، لأنه يرى العبد في حالة طاعة عظيمة (رواه مسلم).
كيفيته
يشترط الوضوء والطهارة لسجود التلاوة إذا كان المسلم خارج الصلاة، أما إذا كان في الصلاة فلا حاجة لذلك.
يسجد المسلم سجدة واحدة، ويقول فيها: "سبحان ربي الأعلى"، ويستحب أن يدعو بدعاء السجود مثل: "اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت".
إذا كان في الصلاة، يسجد مباشرة بعد قراءة الآية ثم يكمل صلاته.
للسامع: يسجد إذا سمع الآية مباشرة، ويُفضل أن يكون متابعًا للقراءة بنية السجود.