الجيش السوري يدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة السويداء
دفع الجيش السوري، اليوم الإثنين، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد والاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال الأيام الماضية بين مقاتلين دروز وعناصر من القبائل العربية في المنطقة.
وذكر مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من سوريا أن التعزيزات تضم آليات عسكرية وعناصر مدربة، وسط انتشار أمني كثيف في عدد من النقاط الحساسة بالمحافظة، التي شهدت موجة عنف خلفت عشرات القتلى والجرحى، بحسب مصادر طبية وميدانية.
وتأتي هذه التحركات ضمن جهود حكومية لفرض الأمن ومنع انزلاق المحافظة إلى دوامة من العنف الأهلي، خاصة مع تصاعد الدعوات من بعض الجهات المحلية لـ"الحماية الدولية" ورفض دخول وحدات أمنية تابعة للحكومة السورية.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم بدء التنسيق مع وزارة الداخلية السورية لنشر وحدات عسكرية متخصصة في المناطق المتأثرة بالاشتباكات، بهدف فتح ممرات آمنة للمدنيين و"فك الاشتباك بسرعة وحسم"، وفق بيان رسمي.
وتُعد محافظة السويداء ذات غالبية درزية، وقد حافظت على قدر نسبي من الاستقرار خلال سنوات الصراع السوري، لكن التوترات الأخيرة أثارت مخاوف من اتساع رقعة الاضطرابات الطائفية والعشائرية في جنوب البلاد.
في وقت سابق أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أبرزها القناة "14"، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجوماً استهدف دبابات تابعة للجيش السوري في منطقة قرية سميع بمحافظة السويداء، بزعم تحركها باتجاه منطقة مأهولة بالطائفة الدرزية.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر إعلامية محلية أن عناصر من وزارة الدفاع السورية سقطوا جرحى إثر تعرضهم لكمين مسلح أثناء دخولهم إلى مدينة السويداء، حيث تدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية محلية وعشائر بدوية.
من جهتها، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بياناً شديد اللهجة، أعلنت فيه رفضها القاطع لدخول قوى الأمن العام إلى المحافظة، مطالبة بـتوفير حماية دولية للسكان المدنيين في ظل ما وصفته بـ"تدهور أمني خطير".
ويأتي ذلك في ظل إعلان وزارة الدفاع السورية عن بدء نشر وحدات عسكرية متخصصة في مناطق التوتر داخل السويداء بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لتأمين ممرات آمنة للمدنيين واحتواء الاشتباكات المتصاعدة.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أنه نفذ هجومًا استهدف عددًا من الدبابات في منطقة قرية سميع بمحافظة السويداء جنوب سوريا.
وقال الجيش في بيان مقتضب: "تقرير أولي - قبل قليل، ضرب جيش الدفاع الإسرائيلي عدداً من الدبابات في جنوب سوريا، وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقاً".
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر أمني متصاعد تشهده محافظة السويداء، والتي تشهد منذ يومين اشتباكات دامية بين مجموعات محلية وعشائر بدوية، أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
كما يأتي الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع السورية بدء انتشار وحدات عسكرية في المحافظة للفصل بين المتقاتلين وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات إقليمية أوسع.
فيما أكد أنس خطاب وزير الداخلية السوري بأنه لا حل لما يحدث في السويداء إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وأضاف وزير الداخلية السوري بأن غياب مؤسسات الدولة وخصوصا العسكرية والأمنية سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة.