بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تلسكوب جيمس ويب يلتقط صورة مذهلة لسديم "مخلب القط"

تلسكوب جيمس ويب
تلسكوب جيمس ويب

احتفالًا بالذكرى الثالثة لإطلاقه في مدار الفضاء، شارك تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) واحدة من أروع صوره حتى الآن: صورة فائقة الوضوح والجمال لسديم "مخلب القط" – تلك السحابة الكونية الضخمة التي تتلألأ بالألوان وتخطف الأنفاس. وقد نشرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) الصورة احتفاءً بمسيرة التلسكوب العلمية التي غيّرت كثيرًا من مفاهيمنا عن الكون.

ما هو سديم مخلب القط؟

سديم مخلب القط، الذي يشتهر بمظهره الغريب والغامض، يقع ضمن كوكبة العقرب في السماء الجنوبية، يبعد عنا حوالي 4000 سنة ضوئية، أي ما يعادل 23.5 كوينتيليون ميل – رقم فلكي بكل معنى الكلمة، يُظهر مدى اتساع الكون وغموضه؛ ولأن سرعة الضوء محدودة، فإن الصورة التي التقطها "جيمس ويب" هي في الواقع مشهد من الماضي؛ صورة لما كان عليه هذا السديم قبل آلاف السنين، في الوقت الذي كانت فيه أهرامات الجيزة في مصر لا تزال حديثة العهد، وستونهينج لم يُكمل بناءه بعد.

سحر بصري وتفاصيل مذهلة

الصورة الجديدة تكشف عن سحابة هائلة من الغاز والغبار، حيث تتشكل النجوم الجديدة في منتصف الصورة تقريبًا، ويجذب الشكل الأزرق اللامع – المعروف باسم "دار الأوبرا" – الأنظار، ويُعتقد أن التوهج اللازوردي الذي يحيط به ناتج عن ضوء نجم ساطع قريب أو ربما مصدر طاقة لم يُحدد بعد، وهذه التفاصيل الدقيقة تؤكد قوة "جيمس ويب" في التقاط ظواهر كونية يعجز عن رصدها أي تلسكوب آخر.

الصورة الكاملة غير المقصوصة، والتي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية إلى جانب وكالة ناسا والوكالة الكندية، تظهر تدرجات لونية وتكوينات غازية تجعل السديم يبدو وكأنه لوحة زيتية مرسومة بعناية فائقة. يمكن لمحبي الفلك والمستكشفين الفضائيين الاستمتاع بمشاهدة الفيديو التفاعلي المصاحب، الذي يقدّم عرضًا بانوراميًا مذهلًا للسديم من كل زاوية.

ثلاث سنوات من الاكتشافات المتواصلة

منذ انطلاقه عام 2022، لم يكن تلسكوب جيمس ويب مجرد أداة للمشاهدة، بل منصة لتغيير المفاهيم، إذ التقط أول صورة مباشرة لكوكب خارج المجموعة الشمسية، وقدم لنا صورة حلقة أينشتاين النادرة، واستعرض مجرّة سومبريرو بكل تفاصيلها، كما صوّر كوكب أورانوس بطريقة جعلته يبدو وكأنه بوابة إلى بُعد آخر – مما أثار فضول العلماء والجمهور على حد سواء.

هذه الصورة ليست مجرد تكريم لتلسكوب أو ذكرى سنوية، بل رسالة واضحة إلى العالم بأن رحلة الاستكشاف لم تنتهِ بعد، وتلسكوب جيمس ويب مستمر في إبهارنا بما يحمله لنا من مشاهد كونية تضيء زوايا مظلمة في الفضاء، وتفتح أبوابًا جديدة أمام فهمنا للمجرات والنجوم وأصول الحياة.

وفي وقتٍ يتزايد فيه الاهتمام العام بالفضاء، تؤكد مثل هذه الاكتشافات أن الفضاء ليس بعيدًا كما نظن، بل هو أقرب إلى خيالنا وطموحاتنا مما نتخيل.