بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ميمى جمال: اشتقت للمسرح

بوابة الوفد الإلكترونية

انبهرت بأداء يحيى الفخرانى بالملك لير

الفنان يشعر بنجوميته عندما يصفق له الجمهور

اعتزالى شائعة سخيفة ومازال لدى الكثير لأقدمه

 

النجمة ميمى جمال واحدة من نجمات زمن الفن الجميل، مازالت قادرة على العطاء، فى كل عمل تقدمه مازالت تمتعنا، ورغم انشغالها بتصوير أعمالها إلا أنها حرصت على حضور عرض مسرحية الملك لير، من بطولة الفنان القدير يحيى الفخرانى، فى واحدة من الأمسيات المسرحية التى أعادت لها ذكريات الزمن الجميل وسحر الخشبة الذى لا يغيب عن وجدانها.

وقد التقتها «الوفد» على هامش العرض، حيث أعربت عن سعادتها البالغة بمستوى المسرحية، مؤكدة أنها شاهدت الرواية ثلاث مرات من بطولة يحى الفخرانى، ومع ذلك لا تزال تبهرها كما لو كانت المرة الأولى.

وقالت ميمى جمال: «رغم أن النص هو نفسه، فإن أداء الفنان يحيى الفخرانى يدهشنى فى كل مرة. هناك دائمًا اختلاف فى التناول، فى الإحساس، فى التفاصيل الدقيقة التى يُعيد تقديمها بشكلٍ مختلف، وكأننا أمام عرض جديد كليًا».

وأكدت أن موهبة يحيى الفخرانى لا تزال متوهجة، مشيرة إلى أنه يتمتع بطاقة مسرحية لافتة، وحضور استثنائى على خشبة المسرح، رغم تجاوزه سن الثمانين.

وأضافت: «حين أشاهد الفخرانى يجرى على المسرح بهذه الحيوية، أشعر أننا أمام نموذج نادر للفنان الحقيقى، الذى يتغذى على حب الجمهور. التصفيق المتواصل هو الوقود الذى يجعله ينسى التعب والسنين، ويمنحه القوة ليستمر».

وفى سياق متصل، شددت الفنانة على محبتها العميقة للمسرح، مؤكدة أنه لا يزال يشكل جزءًا أصيلًا من تكوينها الفنى والإنسانى.

وقالت: «قدمت العديد من المسرحيات فى مسيرتى، بعضها لا يزال محفورًا فى ذاكرة الجمهور، ولكننى لم أعد قادرة على الوقوف على خشبة المسرح كما كنت من قبل. المجهود البدنى الكبير الذى يتطلبه العرض المسرحى اليومى جعلنى أتوقف، لكن الحب للمسرح لم ولن ينتهى».

وأضافت، «المسرح هو بيتى الأول، وكنت من المحظوظات اللواتى وقفن على خشبته فى زمن الكبار. اشتغلت مع فؤاد المهندس، حسن مصطفى، عبد المنعم مدبولى، جورج سيدهم، سهير البابلى... وهذه الأسماء ليست مجرد زملاء، بل كانوا مدارس حقيقية.»

ومن أشهر أعمالها المسرحية: «جوز ولوز»، «نمرة 2 يكسب»، «جوزين وفرد»، «العيال كبرت»، «حواء الساعة 12»، وغيرها، وجميعها لا تزال تُعرض حتى اليوم ويضحك عليها الجمهور وكأنها كُتبت بالأمس.

وتابعت: «كنت محظوظة أن أعمل إلى جانب زوجى الراحل، الفنان الكبير حسن مصطفى، الذى أعتبره أحد أعمدة المسرح المصرى. جمعتنا أعمال كثيرة، وكان المسرح بيتنا الأول، ومكانًا نحبه ونحترمه ونعطيه من قلوبنا».

وحول وضع المسرح المصرى فى الوقت الراهن، أعربت ميمى جمال عن تفاؤلها بإقبال الشباب على العروض المسرحية، معتبرة أن هناك حالة من «الصحوة المسرحية» بدأت تظهر من جديد، لكنها تحتاج إلى دعم حقيقى من الدولة ومن الإعلام والجمهور.

وقالت: «المسرح ليس ترفًا، بل ضرورة. إنه مرآة للواقع، ويملك قدرة لا تُضاهى على نقل القضايا الاجتماعية بشكل مباشر وحى. المسرح يُعلّم الجمهور كيف يرى ويسمع ويفكر».

وتحدثت عن مشاركاتها الدرامية الأخيرة، مشيرة إلى أن موسم رمضان المنقضى كان حافلًا بأعمال متميزة، وقد سعدت بمشاركتها فى مسلسل كامل العدد، الذى حقق صدى واسعًا.

وأضافت: «كنت سعيدة بردود الأفعال حول دورى فى العمل، وقد شاركت أيضًا فى أكثر من مسلسل، وكل عمل له طابعه ومكانته. لا أقبل أى دور يُعرض عليّ، بل أبحث دائمًا عن ما يُناسب تاريخى ويضيف لى، لا يستهلكنى».

وحول الدراما الحديثة، أشارت ميمى جمال إلى أن هناك تطورًا واضحًا فى التقنيات، والإخراج، وطبيعة الموضوعات، لكنها فى الوقت نفسه حذّرت من الإفراط فى الاعتماد على «الترند» و»السوشيال ميديا» فى توجيه ذوق الجمهور.

وقالت: «أشعر أحيانًا بأن بعض الأعمال تُنتج فقط من أجل اللحاق بالترند، وليس لأن فيها رؤية فنية حقيقية. الفن لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بمدى تأثيره وصدقه، وكم من عمل بسيط وُلد من القلب وظل خالدًا».

كما تحدثت عن تجربتها الطويلة فى الفن، والتى بدأت منذ كانت طفلة، مشيرة إلى أن العمل الفنى بالنسبة لها ليس مهنة فقط، بل «عمر كامل من الأحلام والتحديات والذكريات».

وأضافت: «بدأت وأنا صغيرة جدًا، وعشت مراحل عديدة من تطور الفن فى مصر، وعملت مع كبار النجوم والمخرجين. كل مرحلة لها طعمها، ولها تحدياتها، ولكن الأجمل أن الجمهور لا يزال يذكرنى ويُقدّر ما قدمته».

وعن مصطلح «الاعتزال»، قالت الفنانة ميمى جمال إن الفنان الحقيقى لا يعتزل داخليًا أبدًا، لأن الفن يعيش بداخله طوال العمر.

وتابعت: «صحيح أننى لا أعمل بنفس الكثافة كما فى الماضى، لكنى لا أعتبر نفسى معتزلة. أنا فقط أصبحت أكثر انتقائية. الفن يجرى فى دمى، وطالما هناك دور يستحق التقديم، سأكون حاضرة».

وعن مشوارها الفنى الطويل، تحدثت ميمى جمال بفخر وامتنان، مشيرة إلى أن رحلتها مع الفن لم تكن سهلة، لكنها كانت صادقة، ومليئة بالتجارب التى صقلتها وعلّمتها الكثير.

قالت: «أنا بدأت التمثيل منذ طفولتى، وكنت أظهر فى أفلام الأبيض والأسود بأدوار صغيرة، لكنى كنت أشعر بالسعادة فقط لوجودى فى موقع التصوير. الفن كان حلمًا يراودنى منذ البداية، وكنت مصرة على تحقيقه رغم التحديات.»

وأشارت إلى أن بدايتها الحقيقية جاءت من خلال السينما، حيث قدمت عشرات الأدوار فى أفلام تعتبر الآن من كلاسيكيات السينما المصرية، منها: «العيال كبرت»، «إشاعة حب»، «لصوص لكن ظرفاء»، «الجريمة الضاحكة»، «سفاح النساء»، وغيرها.

وأضافت: «كنت أؤدى أدوارًا متنوعة، ما بين الكوميديا والدراما، بين الأم، والصديقة، والجارة، والموظفة، والخادمة، ولم أكن أنتقى أدوارى بناءً على حجمها، بل على مدى تأثيرها. المهم عندى أن أترك بصمة، حتى ولو فى مشهد واحد».

وتابعت: «الناس تتحدث كثيرًا عن أعمالى الكوميدية، لكننى قدمت أيضًا أدوارًا تراجيدية مهمة فى الدراما، خاصة فى المسلسلات الاجتماعية. وكنت دائمًا أحرص على تقديم شخصيات قريبة من الناس، تعكس نبض المجتمع، وتطرح قضاياه».

وعن علاقتها بجمهورها، شددت على أنها تعتبر حب الناس هو «الجائزة الكبرى» التى نالتها من الفن، مؤكدة أنها تلمس هذا الحب فى الشارع، وفى تعليقات الجمهور، وحتى من الأجيال الجديدة التى لم تعاصر بداياتها.

وقالت: «أشعر بسعادة كبيرة حين أرى شابات صغيرات يقلن لي: كنا بنشوفك مع ماما فى الأفلام، أو بنحبك من أيام العيال كبرت. هذا أكبر تكريم للفنان، أن تظل أعماله حاضرة فى قلوب الناس، جيلًا بعد جيل».

واختتمت الفنانة القديرة حديثها بالتأكيد على أن الفن الحقيقى لا يموت، بل يبقى شاهدًا على الأجيال، ومرآة لتاريخ الأمة.

وقالت: «رسالتى أن نحترم الفن، ونُخلص له، ونحميه من التسرع والسطحية. الفن مش بس شهرة ولا ضوء، الفن حياة ورسالة ومسئولية. وأنا سعيدة أننى عشت عمرى كله أؤمن بهذا، وسأظل كذلك حتى آخر نفس».

واختتمت حديثها برسالة إلى الجمهور قالت فيها:»أشكر كل من لا يزال يؤمن بقيمة الفن الجاد. أنتم سبب استمرارنا، وسبب بقاء المسرح والدراما والسينما حيّة. حافظوا على ذوقكم، وادعموا الفنانين الذين يُخلصون لرسالتهم. وكونوا دائمًا حاضرين فى مقاعد المسرح، لأن الفن بدون جمهور لا حياة له».