بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الأولى مكرر على مستوى الجمهورية في التعليم الفني الزراعي

هاجر طارق.. ابنة "مسطرد" تحدّت الأحزان وتربّعت على عرش التعليم الزراعي

هاجر طارق
هاجر طارق

 وسط الزغاريد والدموع التي امتزجت بالفرح، تحوّل منزل الطالبة هاجر طارق أحمد محمود، في منطقة المطرية بمحافظة القاهرة، إلى عرس شعبي حقيقي، بعد أن زفّت وزارة التربية والتعليم نبأ تفوقها، كإحدى أوائل الجمهورية في التعليم الزراعي - تخصص التصنيع الغذائي، بعد أن حصلت على 483 درجة من أصل 540 بنسبة 89.44%، محققة المركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية.

 

 قصة هاجر لم تكن مجرد نجاح دراسي، بل كانت ملحمة إنسانية مؤثرة، كتبت فصولها بدموع أم، وصبر أسرة، وإصرار فتاة لم تنكسر بعد فقدان الأب، بل قررت أن تحمل اسمه وتفخر به وهي تصعد سلم المجد خطوة بخطوة.

 

 قالت هاجر بصوت خافت تغالبه الدموع: "أمي هي سر كل حاجة، بطلة حياتي الحقيقية، بعد وفاة والدي شالت كل الأعباء لوحدها، وكانت سندي ودعمي في كل وقت، كانت بتصحي معايا قبل الفجر، تحضرلي الفطار، وتشجعني، وتدعيللي في كل سجدة".

 

 وأضافت: "قررت أدخل التعليم الفني الزراعي رغم أني كنت جايبة مجموع كبير في الإعدادية، لأن كنت خايفة من الثانوية العامة، خصوصًا بعد تجربة أختي الكبيرة، لكن كنت مصممة أثبت إن التعليم الفني مش درجة تانية، وإن التفوق ممكن في أي مكان".

 

 وتحلم هاجر الآن بدخول كلية الزراعة بجامعة عين شمس، ومواصلة طريقها العلمي حتى تصل إلى حلمها الأكبر: "نفسي أبقى معيدة، وأثبت إن خريج التعليم الفني ممكن يوصل، ويمكن في يوم أبقى أول عميدة كلية من خلفية فنية، ليه لأ؟".

 

 في زاوية الغرفة، جلست والدة هاجر تحتضن النتيجة وتبكي: "دي فرحة عُمر، ضحيت بكل حاجة علشان ولادي، وربنا عوضني بيهم، أبوها الله يرحمه كان هيطير من الفرح لو شافها النهاردة" .

 

 أما شقيقها أحمد، فكان لا يتوقف عن استقبال التهاني والقبلات من الجيران، وقال: “هاجر كانت بتذاكر بالساعات، وكنت بحاول أساعدها بأي طريقة، ولو حتى بكلمة، قائلًا: هي فخر العيلة كلها”.

 

 زميلاتها في المدرسة، حضرن إلى البيت فور سماع الخبر، يحملن الورد ويهتفن باسمها، وقالت زميلتها آية: "كنا دايمًا بنقول دي هتطلع من أوائل الجمهورية، لأنها كانت قدوة لينا في الاجتهاد والمساعدة".

 

 وفي مشهد لا يُنسى، امتلأت جدران المنزل بالزينة، وترددت الأغاني في الشوارع، ووزعت الحلوى على الجيران، وتحول الحي الشعبي في مسطرد إلى لوحة من الفرح، تحت عنوان: هاجر رفعت رأسنا كلنا.