الجاليات العربية في روما تتصدر مشهد التوعية: "سفراء ضد الإدمان" في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

في مناسبة إنسانية رفيعة المستوى، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يوافق 26 يونيو من كل عام، نظّمت كنيسة شنتولوجي بالتعاون مع جمعية الفن والثقافة من أجل السلام، يومًا مفتوحًا في العاصمة الإيطالية روما تحت شعار "العالم الخالي من المخدرات"، بهدف التوعية بمخاطر الإدمان وآثاره المدمّرة على الفرد والمجتمع.
مشاركة عربية فاعلة وتمثيل مصري مشرّف
الفعالية شهدت حضورًا لافتًا من رموز الجاليات العربية، وعلى رأسهم نخبة من النشطاء المصريين الذين تمت دعوتهم كضيوف شرف، تقديرًا لدورهم المجتمعي والإنساني، إلى جانب تكريم الفرق المشاركة في بطولة موندياليدو 2025، والتي مثّلت فيها فرق مصر والمغرب الجاليات العربية في هذا الحدث الرياضي العالمي.
كما شهد الحدث مشاركة من المجتمع الإيطالي وعدد من منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى أطباء ومتخصصين في الطب النفسي وعلاج الإدمان، حيث قُدّمت محاضرات توعوية تناولت الوقاية وأهمية الرياضة والثقافة في مكافحة تعاطي المخدرات.
"سفراء العالم الخالي من المخدرات"
وفي لفتة تكريمية مؤثرة، منحت ماريا إلينا، رئيسة جمعية الفن والثقافة من أجل السلام، لقب "سفير العالم الخالي من المخدرات" لعدد من نشطاء الجاليات، في احتفال خاص أُقيم بقاعة المؤتمرات في كنيسة شنتولوجي، بحضور رسمي وشعبي واسع.
وقالت ماريا في كلمتها: "اختيارنا لهؤلاء السفراء جاء بناءً على متابعتنا لأنشطتهم المجتمعية المتميزة، ودورهم في بناء جسور التعايش والتوعية، مما يعكس رسالة أمل حقيقية في مواجهة الإدمان".
عبّرت الناشطة المصرية زينب محمد عن امتنانها العميق بعد تكريمها ضمن سفراء "العالم الخالي من المخدرات"، مؤكدة أن هذا التقدير يعكس أهمية العمل المجتمعي، قائلة: "سعادتي لا توصف بهذا اللقب، وسأواصل جهودي في خدمة الشباب وتوعيتهم بخطر الإدمان، لأن الوقاية تبدأ من الكلمة والتواصل الإنساني".
من جانبه، ثمّن إكرامي هاشم، ممثل الاتحاد العام للمصريين في الخارج، مبادرة التكريم، مشيدًا بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني في إيطاليا والجاليات العربية، وأضاف: “نحتاج إلى المزيد من المبادرات التي توحّد الجهود من أجل التوعية المجتمعية ومكافحة السلوكيات السلبية”.
وأشار الناشط الشاب محمد يسري إلى أن الرياضة والثقافة تلعبان دورًا محوريًا في حماية الشباب، قائلاً: "الوعي يبدأ من الملاعب والمراكز الثقافية، وسنواصل نقل هذه الرسالة لأوساط الشباب في الجاليات".
كما أكّد حسن بطل، رئيس الجمعية الثقافية للاندماج، أن هذا التكريم يمثل دافعًا لمزيد من العمل، وقال: "هذا التكريم ليس لي فقط، بل هو لكل شاب مغترب يسعى لصناعة مستقبل أنظف وأفضل، وسأظل داعمًا لكل مبادرة تخدم مجتمعنا".
أما الشاعر المصري عاصم مجاهد، فرأى أن الكلمة قد تكون وسيلة قوية للتغيير، مضيفًا: "سأستمر في استخدام الشعر والفن لنشر الوعي والمحبة، لأن الكلمة قد تكون أقوى من أي دواء".
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور خالد بن عمران، ممثل الجالية الليبية، على أهمية البعد النفسي والصحي في التوعية، قائلاً: "وجودنا هنا هو رسالة بأن المجتمعات الواعية قادرة على مقاومة الإدمان من جذوره، من خلال الدعم النفسي والتثقيف المستمر".
خلفية عن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم في عام 1987، بهدف تعزيز التعاون الدولي لمحاربة إساءة استخدام المواد المخدرة والاتجار غير المشروع بها.
وتشير تقارير الأمم المتحدة لعام 2024 إلى أرقام صادمة:-
296 مليون شخص يتعاطون المخدرات عالميًا.
39 مليون يعانون من اضطرابات مرتبطة بالتعاطي.
أكثر من 500 ألف وفاة سنويًا بسبب المخدرات.
سوق المخدرات غير المشروع يتجاوز 500 مليار دولار سنويًا.
الفعالية مثّلت رسالة تضامن مجتمعي قوية، أكدت أهمية الدور الذي يلعبه النشطاء العرب والمصريون في روما في بناء وعي جماعي ضد أخطر التحديات الصحية والاجتماعية في العصر الحديث.




