بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أﺣﻤﺪ ﻏﺰى: ﻃﻤﻮﺣﻰ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺸﺎر.. وأﺳﻌﻰ ﻟﺘﻘﺪيم ﻓﻦ ﻳﻌﻴﺶ

بوابة الوفد الإلكترونية

«قهوة المحطة» كانت تجربة استثنائية وذكرياتها محفورة فى وجدانى

ترشيح أحمد السقا لى فى «تيتو 2» مسئولية أعتز بها 

العمل مع كريم عبدالعزيز فى المشروع إكس منحنى طاقة 

إنسانية شخصية جلال الدين جذبنى لمملكة الحرير

 

بملامح هادئة وموهبة تضج بالحياة، يواصل الفنان أحمد غزى حفر اسمه فى ذاكرة الدراما والسينما بأدوار تحمل ما هو أبعد من مجرد تمثيل،
ما بين «جلال الدين» الغامض فى مملكة الحرير، و«مورو» الغارق فى أسرار التاريخ بـ المشروع X، و«مؤمن الصاوي» الإنسان فى قهوة المحطة، يثبت غزى أنه لا يختار أدواره، بل يتقمصها حتى تُصبح جزءًا منه، رحلة فنية بدأها بالشغف، وتواصلت بالاجتهاد، يقودها طموح لا يهدأ، وإيمان بأن الفن الحقيقى هو ما يلامس الروح ويثير الأسئلة، فى حواره لـ«الوفد»، يفتح أحمد غزى قلبه، ويتحدث بوضوح عن الأدوار التى شكّلته، والتجارب التى صقلته، والأحلام التى لا تزال تنتظره على ضفاف المستقبل.
• حدثنا عن ردود الفعل عن  مسلسل «مملكة الحرير»؟
- سعدت كثيرًا بردود الفعل التى حققتها حلقات المسلسل حتى الآن وفخور أنه أعجب الجمهور.
أُقدّم فى المسلسل شخصية «جلال الدين»، وهى شخصية فريدة ومركّبة تحمل أبعادًا درامية وإنسانية عميقة جلال الدين هو «قاطع طريق»، لكن خلف هذه الصفة تختبئ حقيقة مختلفة تمامًا، فهو فى الأصل ينتمى إلى سلالة ملكية، إلا أن الظروف التى وُلد فيها كانت استثنائية وغامضة، ما جعله منبوذًا من قبل أسرته والمجتمع على حد سواء، الشخصية تعيش ما يشبه اللعنة منذ لحظة ميلادها، ويتخللها الكثير من الصراعات النفسية، ما يمنحها ثراءً دراميًا شديدًا ويجعل من تجسيدها تحديًا حقيقيًا بالنسبة لى كممثل.
• كيف تتطور الشخصية خلال الأحداث؟
يمر «جلال الدين» بتحولات جذرية مع تطور الأحداث، إذ يبدأ حياته فى عزلة تامة، بعيدًا عن الجميع، لكنه ما يلبث أن يدخل فى مرحلة التمرد، ويتحرك بعد ذلك نحو المواجهة، تلك الرحلة تنقله من الظل إلى قلب الحدث، حيث يعود إلى المشهد بقوة، فى ظهور مفاجئ يقلب موازين القوى داخل المملكة، عودته لا تكون عادية، بل تتحول إلى تهديد حقيقى للنظام القائم، ما يخلق حالة من التوتر والتصعيد تجعل من الشخصية محورًا رئيسيًا فى مجريات المسلسل.
• وما الذى جذبك لتقديم شخصية «جلال الدين»؟
- أنا دائمًا ما أبحث عن الأدوار التى تمثل تحديًا حقيقيًا، والتى تحمل فى طياتها تفاصيل إنسانية غنية ومعقدة، شخصية «جلال الدين» جمعت بين القوة والغموض والضعف الإنساني، وهى توليفة نادرة ومثيرة لأى ممثل، خاصة أن الشخصية تعيش صراعًا داخليًا عميقًا بين رغبته فى الانتقام من أسرته التى تخلّت عنه، وبين توقه للعودة إلى جذوره الملكية التى حُرم منها.
هذا التناقض منحنى فرصة لتقديم أداء متعدد الطبقات، بعيدًا تمامًا عن الصورة النمطية لشخصية «قاطع الطريق»، الدور يحمل بُعدًا نفسيًا ثريًا، ويتطلب الكثير من التحليل والاستعداد والتركيز، وهو ما جعله بحق نقلة نوعية فى مسيرتي، وعلامة فارقة على مستوى التمثيل الدرامى.
• ننتقل إلى فيلم «المشروع X».. كيف تقيّم تجربتك فيه؟
- أعتبر مشاركتى فى فيلم «المشروع X» واحدة من أهم المحطات الفنية فى حياتى حتى الآن. الفيلم يحمل فكرة مختلفة تمامًا، ويُنفَّذ بطريقة غير تقليدية، ويطرح سؤالًا جوهريًا لطالما حيّر الجميع، كيف استطاع المصرى القديم بناء الهرم الأكبر بهذه العظمة دون الاعتماد على أى تكنولوجيا حديثة؟
عندما اطلعت على تفاصيل المشروع لأول مرة، شعرت بالدهشة والانبهار، وسألت نفسي، مثل كثيرين: «إزاى المصرى القديم بنى حاجة كده؟!»، هذا الانبهار هو ما جعلنى أُقبل على العمل بحماس شديد، لأن الفيلم لا يكتفى بتقديم ترفيه بصري، بل يطرح أيضًا قضية حضارية وتاريخية شديدة الأهمية، تستحق أن تُروى بطريقة معاصرة وجذابة.
• من رشحك للمشاركة فى فيلم «المشروع X»؟
- تلقيت اتصالًا من شركة الإنتاج أبلغونى خلاله بترشيحى لتجسيد شخصية «مورو» ضمن أحداث الفيلم، وكان لهذا الترشيح وقع خاص على قلبي، قرأت الدور بعناية شديدة، وبدأت فورًا فى رسم ملامح الشخصية وتفاصيلها النفسية بالتعاون مع المخرج بيتر ميمي، منذ اللحظة الأولى شعرت بأننى أمام مشروع مختلف وكبير، يجمع بين عناصر جذب عديدة، نجوم كبار، قصة مشوقة، دور جديد تمامًا بالنسبة لي، وهو ما جعلنى أتحمس للمشاركة بقوة، خاصة أن كل هذه العوامل توفر مناخًا إبداعيًا يحفز أى فنان على تقديم أفضل ما لديه.
• ما التحدى الأكبر الذى واجهته أثناء التحضير لدورك؟
- أكبر تحدٍ واجهته كان بلا شك إتقان اللغة الإيطالية، فهذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أتحدث فيها بهذه اللغة على الشاشة، كان لا بد من تعلمها بدقة حتى أظهر بالشكل المطلوب، وتقديم الدور بشكل مقنع وواقعي، اللغة الإيطالية معقدة فى نطقها وبنيتها، ولذلك حرصت على التدرّب المكثف حتى أتمكن من نطقها بطلاقة تحترم عقل المشاهد وتُضفى مصداقية على الشخصية، كانت تجربة مرهقة لكنها أثرتنى على المستوى المهنى والإنسانى.
• كيف تقيّم تجربة العمل مع النجم كريم عبدالعزيز؟
العمل إلى جانب نجم بحجم كريم عبدالعزيز كان بمثابة حلم تحقق، فهو ليس فقط فنانًا كبيرًا يمتلك موهبة استثنائية، بل هو إنسان رائع يتمتع بتواضع شديد، ويحرص دائمًا على بث الروح الإيجابية فى كواليس التصوير، تعلّمت منه الكثير خلال فترة التصوير، ولا يمكننى أن أنسى تشجيعه ودعمه لي، خاصة بعد العرض الخاص للفيلم، حيث عبّر عن سعادته بمشاركتى فى العمل، ونصحنى بأن أتمسك بالصبر والاجتهاد، هذه الكلمات ستظل راسخة فى قلبي، والتجربة كلها تمثل علامة مضيئة فى مسيرتى الفنية.
• كيف كانت تجربة تصوير مشاهد الأكشن وقيادة السيارات فى الفيلم؟
- مشاهد الأكشن كانت مليئة بالحماس والطاقة، وقد أبهرتنى طريقة تنفيذها تحت قيادة المخرج بيتر ميمي، الذى أبدع فى إخراجها بدقة واحتراف، شعرت برهبة شديدة، خاصة أثناء تصوير أحد المشاهد التى كنت أقود فيها سيارة لا أملكها، وهو ما زاد من إحساسى بالمسئولية، قلت لنفسى حينها: «لو العربية دى بتاعتي، كنت هتصرف براحة، لكن لما تبقى أمانة فى رقبتك، بتحس إنك لازم تحافظ عليها أكتر من نفسك»، رغم ذلك نجحنا فى تنفيذ جميع المشاهد بسلاسة، وبدون الاستعانة بـ«دوبلير»، وذلك بفضل فريق العمل المحترف الذى تولى تنفيذ مشاهد الأكشن بأعلى درجات الدقة.
ولا يمكننى أن أغفل عن توجيه الشكر للجهة المنتجة، التى وفرت كافة الإمكانات والإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه المشاهد بأقصى درجات الجودة، دون أى تهاون فى التفاصيل، ما ساعدنا جميعًا على إخراج العمل بالشكل الذى يليق بالجمهور.
• ما تعليقك على ما تردد بشأن ترشيحك لفيلم «تيتو 2»؟
- عندما قرأت أن النجم الكبير أحمد السقا رشحنى لتقديم دور فى الجزء الثانى من فيلم «تيتو»، شعرت بفرحة غامرة، الفيلم يُعد واحدًا من العلامات البارزة فى تاريخ السينما المصرية، ومن أقرب الأعمال إلى قلبى كمشاهد، نشأنا على أفلام أحمد السقا، وترشيحه لى هو شرف حقيقى ومسئولية أعتز بها كثيرًا، أن يتم ترشيحك من قبل فنان بحجمه، فهذه شهادة مهمة تدفعك لبذل المزيد من الجهد والالتزام.
• شاركت فى رمضان الماضى بمسلسل «قهوة المحطة».. كيف تصف هذه التجربة؟
- مسلسل «قهوة المحطة» كان تجربة مختلفة بكل المقاييس، والحمد لله على النجاح الكبير الذى حققه هذا العمل الدرامى التشويقى الاجتماعي، المسلسل طرح موضوعات متعددة بطريقة غير تقليدية، وهذا ما ميزه عن غيره من الأعمال الرمضانية، أشعر بفخر وسعادة حقيقية لمشاركتى فى هذا المشروع، خصوصًا أننى كنت محاطًا بنخبة من الفنانين الكبار، مثل الأستاذ بيومى فؤاد، رياض الخولي، وانتصار، بالإضافة إلى الفنان أحمد خالد صالح، قلتها من قبل وسأكررها دائمًا: «بحبكم جدًا، والتجربة دى هتفضل عايشة فى حياتى لآخر يوم».
• ما الذى جذبك لتجسيد شخصية «مؤمن الصاوى»؟
- «مؤمن الصاوي» من الشخصيات التى لمستنى بشدة منذ قراءتى الأولى للسيناريو، تأثرت بكل تفاصيله، وكنت أشعر بخوف حقيقى أثناء التحضير له، لأنه شخصية معقدة جدًا، تعيش حالة من التناقض الإنسانى والمواقف المتباينة، ما جعلنى أرتبط بها أكثر هو أننى شعرت بتقاطع كبير بين رحلتى الفنية ورحلة «مؤمن» فى المسلسل، كلاهما واجه تحديات وصعوبات فى طريقه، وكافح ليصل إلى حلمه، صحيح أن الأحداث مختلفة، لكن الإحساس الداخلى واحد، ولذلك كنت أؤدى الدور من أعماق قلبي.
• كيف استعددت لتقديم هذه الشخصية؟
- التحضير كان نفسيًا بالدرجة الأولى، قرأت النص مرارًا، وحرصت على تفكيك الطبقات النفسية لشخصية «مؤمن»، وفهم كل قرار يتخذه، وكل شعور يمر به، حتى أتمكن من تقديمه بشكل صادق وإنساني، وليس فقط بأداء تمثيلى تقني، كنت أطمح لأن يشعر المشاهد بما يشعر به «مؤمن»، وأن يرى فى معاناته شيئًا من الواقع.
• ما الذى يميز «قهوة المحطة» عن غيره من الأعمال؟
- تميز المسلسل فى تناوله العميق للقضايا الاجتماعية، حيث عُرضت بأسلوب إنسانى بعيد عن المباشرة أو النمطية، النص الذى كتبه المؤلف الكبير عبدالرحيم كمال جاء محكمًا، غنيًا بالتفاصيل، واستطاع أن يرسم الشخصيات بحرفية عالية جعلت كل شخصية لها منطقها ومكانها الحقيقى،
كما أن المخرج إسلام خيرى خلق بيئة عمل مريحة جدًا، ساعدت كل الفنانين على الإبداع وتقديم أفضل ما لديهم، وهو ما انعكس على جودة العمل ونجاحه.
• كيف ترى انطلاقتك الفنية المميزة فى الدراما والسينما؟
- أؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو من يفتح الطريق الحقيقى أمام أى فنان، ثم يأتى دور الجمهور، الذى يُعد صاحب الفضل الأكبر والدافع الأساسى لنا للاستمرار، نحن نبذل أقصى ما لدينا من جهد وفن لننال رضا الجمهور، فهم البوصلة الحقيقية التى توجه خطواتنا، طالما أن الجمهور راضٍ وسعيد، أشعر أنا أيضًا بالرضا، وهذه الحالة لا تأتى من فراغ، فلكل مجتهد نصيب، أسعى باستمرار لتطوير نفسى وأدائي، وهذا السعى يمنحنى شعورًا بالارتياح الداخلي، ترشيحى للمشاركة فى أكثر من عمل فى توقيت متقارب منحنى دفعة قوية للاستمرار، وكأنها رسالة من الله بأننى على الطريق الصحيح، وعليّ أن أواصل الاجتهاد والمثابرة.
• ما تطلعاتك فى المرحلة المقبلة من مسيرتك؟
- أرى أن على الممثل أن يسعى دائمًا للتطور والنمو الفني، وأتطلع خلال الفترة المقبلة لتقديم أدوار أكثر عمقًا وتحديًا، سواء على مستوى الدراما أو السينما، كما أتمنى العمل مع مخرجين كبار من مختلف أنحاء الوطن العربي، والوصول بأعمالى إلى الجمهور العالمي، وأوجه خالص شكرى للجمهور على دعمهم المتواصل، ففى كل مرة يخبرنى أحدهم بأنه أحب دورًا قدمته، أعتبر هذا بمثابة وسام شرف أعتز به كثيرًا، أعد الجمهور دائمًا بأن أقدم لهم أعمالًا تلامس عقولهم وتحرك مشاعرهم، بعيدًا عن السعى للانتشار فقط، بل بهدف تقديم فن حقيقى يُحترم.