بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لقاح جديد لسرطان الثدي يبعث الأمل في القضاء عليه

سرطان الثدي
سرطان الثدي

سرطان الثدي .. في تطور طبي واعد، أظهرت نتائج المرحلة الأولى من تجربة سريرية للقاح مبتكر ضد سرطان الثدي نتائج مشجعة، حيث سجل أكثر من 75% من المشاركات استجابات مناعية قوية. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يعزز هذا الإنجاز الآمال بأن يُصبح اللقاح أداة فعالة للوقاية والعلاج، وربما القضاء على المرض بحلول عام 2030.

استهداف دقيق لبروتين قاتل

يعتمد اللقاح، الذي طورته شركة Anixa Biosciences بالتعاون مع عيادة كليفلاند في ولاية أوهايو، على استهداف بروتين يدعى ألفا لاكتالبومين. 

ويوجد هذا البروتين بشكل طبيعي فقط أثناء الحمل والرضاعة، لكنه يظهر بكثافة في خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو أحد أكثر الأنواع عدوانية وصعوبة في العلاج.

وصمم الباحثون اللقاح خصيصًا لاستهداف هذا البروتين النادر في الجسم، ما يقلل احتمالات التأثير على الأنسجة السليمة ويزيد من دقة الاستجابة المناعية ضد الخلايا السرطانية.

نتائج مشجعة واستجابات قوية

خلال التجربة السريرية الأولى، تم إعطاء اللقاح لـ 35 امرأة، غالبيتهن مصابات أو معرضات وراثيًا للإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي. 

وبعد تلقي التطعيم، أظهرت فحوصات الدم أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركات طورن أجسامًا مضادة قوية ضد البروتين المستهدف. هذه الاستجابة تعني أن جهاز المناعة قد تم تحفيزه لاكتشاف الخلايا المصابة وتدميرها.

واقتصرت الآثار الجانبية على تهيجات طفيفة في موقع الحقن، دون مضاعفات تذكر، ما يعزز من آمان اللقاح وفاعليته في الوقت نفسه.

آفاق واعدة ومستقبل واعد

ووصف الدكتور أميت كومار، الرئيس التنفيذي لشركة أنيكسا، النتائج بـ"المثيرة للغاية"، مشيرًا إلى أن اللقاح يمثل آلية جديدة كليًا في الوقاية من السرطان. 

وأضاف: "إذا تمكنا من منع الإصابة، فقد نقترب من القضاء على سرطان الثدي كما فعلنا مع شلل الأطفال".

التجارب ستنتقل إلى مرحلتها الثانية خلال العام المقبل، حيث سيُختبر اللقاح على شريحة أوسع من النساء، بما في ذلك أنواع مختلفة من سرطان الثدي.

تحديات لقاحات السرطان وتجاوزها

على عكس اللقاحات التقليدية التي تحارب العدوى، فإن لقاحات السرطان تواجه تحديًا كبيرًا لأنها تستهدف خلايا منشأها الجسم نفسه.

وفشلت المحاولات السابقة في كثير من الأحيان بسبب عدم دقة الأهداف، ما أدى إلى استجابات مناعية مضادة للأنسجة السليمة، لكن هذا اللقاح يتجنب هذه العقبة بذكاء من خلال استهداف بروتين غير موجود إلا في ظروف نادرة.

نحو عالم خالٍ من سرطان الثدي

ما بدأ كفكرة طُرحت منذ عقدين في عيادة كليفلاند، باستهداف بروتين لا يظهر إلا في ظروف محددة، تحول اليوم إلى مشروع علمي يُبشر بتغيير جذري في طرق الوقاية من أحد أخطر أنواع السرطان. 

ويأمل الباحثون أن يكون هذا اللقاح بداية النهاية للمرض الذي طالما أرّق الملايين حول العالم.