إعلامي: البهنسا تحتضن قبور 5000 صحابي وتُعرف بـ"البقيع الثاني"

أكد الإعلامي محمود الشريف، أن قرية البهنسا بمحافظة المنيا تُعد من أهم المواقع الدينية والتاريخية في مصر، حيث تحتضن عددًا من صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ممن شاركوا في غزوة بدر، مضيفًا أن لحظة دخول المنطقة كانت مؤثرة للغاية، إذ شعر الجميع برهبة وروحانيات فريدة وسط مشاهد القباب والقبور التي تحفز التأمل والوقوف تقديرًا لشهداء بدر.

وأشار "الشريف"، خلال تقديم برنامج “مراسي”، عبر شاشة “النهار”، إلى أن البهنسا تُعد متحفًا تاريخيًا مفتوحًا يعود إلى العصور الفرعونية، وتضم آثارًا تمثل مختلف الفترات التي مرت بها مصر حتى العصر الحديث، موضحًا أن الرحالة ابن بطوطة وصفها بأنها "مدينة كبيرة وبساتينها كثيرة، ويُصنع بها الصوف الجيد والثياب المزخرفة".

وأوضح أن المؤرخين ذكروا أن مدينة البهنسا شهدت وجود عشرة آلاف شخص ممن رأوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من بينهم سبعون صحابيًا شاركوا في غزوة بدر. أما عدد الأمراء والسادة وأصحاب الرايات المدفونين هناك فبلغ حوالي 1400، إضافة إلى نحو 5000 صحابي دُفنوا في أرضها، ما جعلها تُعرف بـ"البقيع الثاني".

وسرد "الشريف" جانبًا من تاريخ فتح المدينة، مبينًا أنها استعصت على جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص في البداية، ولم تُفتح إلا بعد سقوط عدد كبير من الشهداء من الصحابة والتابعين، مؤكدًا أن عدد القباب المنتشرة على أرض البهنسا دليل حي على هذا التاريخ، ومن بينها قباب تُنسب إلى شخصيات مثل محمد بن عقبة بن عامر الجهني، وزياد بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن أبي بكر.