إسرائيل تتفاوض بالنار ..ولابيد يطالب بالانسحاب

عشرات الشهداء والمصابين والأطفال المبتسرين يصارعون الموت

على الرغم من ثورة الشارع الإسرائيلى والأوساط السياسية المعارضة لاستمرار رئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» الغرق فى وحل غزة ومطالبته بترك القطاع وسحب القوات وإنجاز صفقة الأسرى، إلا أن نتنياهو يصر على استمرار التفاوض فى الدوحة واجتماعه مع الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بالبيت الأبيض على حساب الدم الفلسطينى.

ارتكبت قوات الاحتلال، مجزرتين بحق عائلتين فلسطينيتين بقطاع غزة، أسفرت عن عشرات الشهداء والمصابين.

وارتقى 10 آخرين جراء قصف الطيران الحربى بمسيرة مفخخة انتحارية خيمة نازحين من عائلة شعبان بمنطقة العطار بمواصى خان يونس، جنوب القطاع.

استهدفت طائرات الاحتلال منزل عائلة أبوجياب فى شارع 17 بدير البلح، وسط قطاع غزة، بعد إنذار سكانه بالإخلاء، ويقع المنزل قرب أرض أبوجميزة. واستشهد مدنى وأصيب 20 بقصف جنوب مدينة غزة. بينما ارتقى شهيد آخر قرب مفترق السنافور بحى التفاح شمال شرق المدينة.

كما استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة «أبوجهاد زقوت» فى أرض المفتى شمالى مخيم النصيرات وقصفت جوًا، برج الإرسال على برج شوا وحصرى فى شارع الوحدة بغزة، وموقعا فى محيط ملعب فلسطين بحى الرمال، ومنزلًا بمحيط المسجد العمرى فى البلدة القديمة. إلى جانب استهداف عمارة أبوشعبان بسوق الزاوية بالمدينة.

وأطلقت مروحيات إسرائيلية النار، تزامنًا مع قصف مدفعى وسط وشرق خان يونس بالإضافة لإطلاق قنابل دخانية وسط المدينة. وشهدت منطقة محيط جسر وادى غزة، شمال مخيم البريج، إطلاق نار وقصفا مدفعيا.

ونسف الاحتلال المنازل بمنطقة الكتيبة وسط خان يونس، تزامنًا مع قصف مدفعى. وأعلن الإسعاف والطوارئ بغزة، عن انتشال جثمانيّ شهيدين فى قصف إسرائيلى على جباليا البلد شمالى القطاع. بينما ارتقى ثالث متأثرًا بجراح أصيب بها مسبقًا فى قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين بمواصى خان يونس.

وانتشلت الطواقم الطبية، 6 شهداء وأكثر من 50 إصابة من منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح قرب نقطة «المساعدات الأمريكية- الإسرائيلية».

وحذر مدير مستشفى الشفاء فى غزة محمد أبوسلمية، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات المرضى فى القطاع، مؤكدًا أن جميع مستشفيات غزة مهددة بالخروج عن الخدمة خلال الساعات الثلاث المقبلة بسبب نفاد الوقود.

وقال أبوسلمية فى مؤتمر صحفى عقدته وزارة الصحة إن استمرار الاحتلال فى سياسة إدخال كميات محدودة جدا من الوقود بطريقة «التنقيط» لا يلبى الحد الأدنى من احتياجات المرافق الطبية.

وأشار إلى أن توقف المستشفيات عن العمل يعنى الحكم بالموت على مئات المرضى، بمن فيهم من هم فى غرف العناية المركزة وحضّانات الأطفال وغرف العمليات.

وطالب بضرورة إدخال الوقود بشكل عاجل إلى قطاع غزة خلال الساعات القادمة، ليس فقط لضمان استمرار عمل المستشفيات، بل أيضًا لتشغيل محطات المياه التى تعطلت بسبب انقطاع الطاقة.

وأشار إلى أن العجز فى المياه وصل إلى 90%، ما ينعكس سلبًا على الوضع الصحى بشكل خطير، داعيًا المجتمع الدولى إلى التدخل العاجل وتوفير وحدات دم للمستشفيات فى القطاع، فى ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التى يعيشها سكان غزة.

وحذر مدير المستشفيات الميدانية فى غزة مروان الهمص، من كارثة إنسانية وشيكة فى شمال القطاع، مؤكداً أن المئات من المرضى مهددون بالموت جراء نفاد الوقود فى المستشفيات.

وقال «الهمص» إن الوضع الصحى صعب للغاية، مع تزايد أعداد الجرحى الذين تتفاقم إصاباتهم فى ظل انتشار الأوبئة، مشيرًا إلى تفشى الحمى الشوكية وعدم قدرة الطواقم الطبية على التعامل معها بسبب نقص الإمكانات.

وأكد أن عدم إدخال الوقود بشكل عاجل سيؤدى إلى وفاة عشرات الأطفال الخدج خلال يومين فقط، لعدم قدرة الحضّانات على العمل، محذرًا من أن مصير مرضى غسيل الكلى والعناية المركزة سيكون الموت بسبب توقف الأجهزة الطبية التى تعتمد كليًا على الكهرباء.

وطالب المتحدث باسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان بضرورة إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية فورا إلى قطاع غزة. 

وأكد «الخيطان» فى تصريحات صحفية، أن إسرائيل لا تسمح إلا للقليل من المساعدات الأممية بدخول غزة، مضيفًا «شاهدنا جميعا إطلاق النار والقصف الجوى الذى يستهدف المدنيين قرب نقاط توزيع المساعدات».

ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى انسحاب الاحتلال من قطاع غزة والانتشار فى المنطقة العازلة لتأمين الحماية لمستوطنات الغلاف. مؤكدًا: «لا توجد أى فائدة من الحرب الآن لتل أبيب».

وأوضح: «نحن قررنا أن يكون هناك محور بين رفح وخان يونس (موراج)، هذا كان قرارا فى الميدان، لكن هل من المنطقى الاعتقاد أن هذا ما سيحسم مصير الأسرى المدفونين تحت الأرض؟ الآن فجأة أصبح محور موراج هو صخرة وجودنا؟». وعبّر عن أمله فى أن يؤدى لقاء نتنياهو وترمب إلى إتمام صفقة تبادل «لأن الإدارة الأمريكية معنية بذلك».

وأوضحت المصادر أن نتنياهو يصر على التمسك بالمحور بناء على طلب سموتريتش، بهدف دفع خطة تركيز سكان القطاع فى منطقة رفح ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية فى واشنطن، أن خطة «ترامب» لنقل أهالى القطاع إلى دول أخرى طويت، ولا يوجد أى عمل حكومى أمريكى نشط بشأنها.