بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صواريخ

بريكس.. ومستقبل العالم

يشهد العالم صراعًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وتغيرات جيوسياسية، تهدف إلى التخلص من النظام العالمى - أحادى القطب» تحت الهيمنة الأمريكية، والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب تتشارك فيه الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والهند فى صناعة القرار الدولى والتخلص من النفوذ الأمريكى وسيطرته على المؤسسات الدولية والاقتصاد العالمى وتسخيرهم لخدمة مصالحه وأهدافه، وربما تسهم سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التصادمية فى تسريع وتيرة هذا التحول، بسبب تخلى أمريكا عن حلفائها- تحت شعار أمريكا أولاً - الذى تسبب فى شروخ عميقة مع الحلفاء والأصدقاء وعلى رأسه الاتحاد الأوروبى الذى يشكل إحدى القوى العالمية المهمة، وفوجئ بتغير السياسة الأمريكية تجاهه خاصة على المستوى العسكرى والاقتصادى، فى وقت لا تنقطع فيه أصوات المدافع الروسية على حدود أوروبا فى حربها مع أوكرانيا، وهو ما دعا الاتحاد الأوروبى لإعادة حساباته وتخصيص ميزانيات أكبر للجانب العسكرى وإعادة بناء جيوشه تحسبًا لحرب قادمة.

فى ظل كل هذه التوترات والأزمات والتحولات العالمية، يأتى الاجتماع الدورى السنوى لقمة- بريكس- فى البرازيل، والتى شارك فيها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، وتحدث فى محاور مهمة عن رؤية مصر للخروج من أزمات كبيرة وكثيرة منها ضرورة نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية كشرط أساسى لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، وأيضًا إصلاح النظام المالى العالمى، وتوفير المنظمة التمويل الميسر لدول المجموعة للتغلب على مشاكلها الاقتصادية ومواجهة آلية الدين الدولى، كما كانت القضية الفلسطينية ومإساة أبناء غزة حاضرة بقوة فى كلمة مصر عندما أكد مدبولى رفض مصر القاطع لأى خطط تهجير أو نقل سكان غزة بعيدًا عن وطنهم، مؤكدًا رؤية مصر بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لاستقرار منطقة الشرط الأوسط، كما دعا دول البريكس إلى دعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة بعد التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبالفعل دعا قادة دول البريكس فى بيان عقد إعمال اليوم الأول إلى وقف إطلاق نار غير مشروط فى قطاع غزة وإنهاء الحرب المتواصلة منذ 22 شهرًا، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وإنهاء الحصار والأزمة الإنسانية للشعب الفلسطينى.

الحقيقة أن مجموعة بريكس باتت تشكل نفوذًا عالميًا، وإحدى أهم أوراق الضغط على الولايات المتحدة بعد أن وصل حجم الناتج المحلى الاجمالى لها إلى 39٪ من الناتج العالمى، كما تشكل 45٪ من سكان العالم، وهو ما دعا الرئيس الروسى بوتن إلى الإعلان صراحة فى كلمته للقمة، أن النموذج الليبرالى للعولمة عفى عليه الزمن، وأن المستقبل سيكون للأسواق الناشئة سريعة النمو، كما دعا دول البريكس إلى تكثيف التعاون فيما بينها فى مجالات الموارد الطبيعية والخدمات اللوجستية والتجارة والتمويل، وفجر بوتن مفاجأة عندما طالب باستخدام العملات الوطنية المحلية فى التجارة بين دول المجموعة، فى استهداف واضح لضرب الدولار باعتباره العملة الدولية الأولى فى التجارة العالمية، ويعد اقتراح بوتن من العوامل التى تخدم الاقتصاد المصرى بقوة بسبب خلل الميزان التجارى بين مصر ودول المجموعة، حيث سجلت الإحصائيات أن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول المجموعة وصل إلى حوالى 51 مليار دولار عام 2024، منها 9.5 مليار دولار صادرات مصرية، وحوالى 41 مليار واردات مصرية، وفى جميع الأحوال فإن عضوية مصر بهذا التجمع تشكل مكاسب اقتصادية وسياسية، خاصة أنه يشكل مستقبل العالم.

حفظ الله مصر