بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عميد كلية الحقوق جامعة أسبوط: التعليم القانوني ليس تلقينًا بل بناءٌ لعقولٍ تُمارس

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد الدكتور دويب حسين صابر، عميد كلية الحقوق جامعة أسيوط، علامة فارقة في مشهد القيادة الجامعية، ليس لأنه الأكثر حضورًا إعلاميًا، بل لأنه من القلائل الذين ترجمت أفعالهم أقوالهم، وصنعوا الأثر بصمت، وأحبّوا الوطن فبنوه من جذوره الأكاديمية.

يحمل الأستاذ الدكتور دويب حسين صابر درجة الدكتوراه في القانون العام، تخصص قانون دستوري، وهو التخصص الذي يُعَدّ عصب الدولة القانونية والضامن لاستقرار مؤسساتها.

بصفته أستاذًا في هذا المجال الحيوي، ومستشارًا قانونيًا لرئيس جامعة أسيوط، استطاع أن يجمع بين العمق الأكاديمي والممارسة الميدانية، ليُشكّل رؤية دقيقة تُسهم في صناعة سياسات جامعية رشيدة، تدفع الجامعة لمواكبة التغيير باحترافية ووعي.

مستشار للإصلاح التشريعي في الوطن العربي

امتد تأثيره ليشمل بيئات عربية سعت للاستفادة من خبراته القانونية في تطوير البنية التشريعية والدستورية.  

فقد عُهد إليه بمهام استشارية في إحدى الدول العربية الشقيقة ضمن مشروع وطني شامل لإعادة هندسة منظومة العدالة والحكم الرشيد، وهو ما يعكس ثقة إقليمية في الفكر المصري القانوني، وخصوصًا في شخصية الدكتور دويب التي جمعت بين التأصيل والابتكار.

التعليم القانوني ليس تلقينً بل بناء لعقول تمارس

رؤيته في التعليم القانوني تجاوزت الأساليب التقليدية، حيث أقام منظومة برامج تدريبية متكاملة، جعلت من كلية الحقوق بجامعة أسيوط مركزًا لإعداد رجال قانون يتحدثون لغة الواقع، لا فقط لغة الكتب.  
وقد صُممت هذه البرامج بالتعاون مع قامات قانونية بارزة من داخل مصر وخارجها، لضمان تقديم محتوى مهني بمستوى دولي، يواكب المتطلبات المتغيرة لسوق العمل القانوني.

ولم تكن هذه المبادرات نظرية الطابع أو مجرد أنشطة تكميلية، بل كانت نواة حقيقية لتغيير حياة كثير من الطلاب؛ إذ بفضل ما تلقوه من تدريب عملي ومهارات تطبيقية، استطاع بعضهم أن يحصل على فرص عمل خارج مصر، فيما ترقى آخرون في وظائفهم القانونية داخل الوطن بعد أن أثبتوا جدارتهم بفضل التأهيل المهني المسبق.

لقد أيقن الدكتور دويب مبكرًا أن التعليم النظري، مهما بلغ عمقه، إذا لم يُرفق بتطبيق حقيقي، لا يصنع خريجًا مؤهلًا، فأسس تجربته على معادلة بسيطة ولكنها فارقة: العلم دون ممارسة… لا يُنتج عدالة حقيقية ولا رجال قانون قادرين على خدمة الوطن.

من النظرية إلى التطبيق

من خلال الزيارات الميدانية المنظمة للمحاكم والنيابات والهيئات القضائية، أعاد الدكتور دويب تعريف العملية التعليمية، مؤمنًا أن الطالب لا يتخرّج بعلامة فقط، بل بقناعة وانتماء حقيقي للمهنة.  

فقد عاش الطلاب الواقع القضائي من الداخل، وتشرّبوا مبادئ العدالة عبر المشاهدة المباشرة، مما زرع فيهم طموحًا ناضجًا وشعورًا حقيقيًا بالانتماء إلى منظومة العدالة.

وجهة عربية للعلم

أصبحت الكلية في عهده مركز جذب للطلبة العرب، ليس فقط لجودة التعليم، بل لما لمسوه من احتراف إداري وعمق إنساني.  

وجد الطلاب الوافدون في قيادته نموذجًا يحتضن ويُحاور ويُمكّن، لا يُقصي ولا يُهمّش. وقد انعكس ذلك على تفاعلهم الإيجابي وتفوقهم الأكاديمي، وشكلوا مع زملائهم المصريين نسيجًا علميًا موحدًا، يصون العروبة ويترجمها إلى واقع حي داخل قاعات المحاضرات.

وقد باتت تجربة الكلية، بفضل قيادته، نموذجًا لجامعة عربية تنتمي لجميع طلابها، وتفتح ذراعيها لكل باحث عن معرفة تُبنى على الكرامة والتفوق.


رغم ابتعاده عن أضواء الكاميرات، إلا أن صدى إنجازاته يملأ أروقة الكلية.  

فمن تطوير إداري شامل، إلى استحداث آليات تقييم ومتابعة، إلى حوكمة شفافة تُشرك الجميع، استطاع أن يُعيد للكلية مكانتها العلمية، ويجعل من كل طالبٍ مشروع تميّز قادم.

ليس ما يقدّمه الدكتور دويب مجرّد نجاح شخصي، بل تجربة إدارية وفكرية تستحق أن تُدرس وأن تُفعّل على نطاق أوسع.