مصطفى الفقي: ثورة يوليو فجّرت الصراع العربي الإسرائيلي.. ومصر رهنت مصيرها بالقضية الفلسطينية

قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن مصر تبنت القضية الفلسطينية منذ بدايتها، حتى قبل قيام ثورة يوليو 1952، مشيرًا إلى أن حرب 1948 كانت فاصلة بالنسبة للموقف المصري، حيث شعرت كل الدول العربية بالخطر، وتحركت شعوبها، وظهر موقف واضح ضد اليهود، وساند عدد من ملوك العرب هذا التوجه، بينهم الملك فاروق، والملك عبد الله، والملك عبد العزيز آل سعود.
مصر تبنت القضية الفلسطينية منذ بدايتها
وأضاف "الفقي"، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المٌذاع عبر شاشة “أم بي سي مصر”، أن ثورة 1952 بلورت الروح الوطنية المصرية ضد إسرائيل، وكشفت المخططات الإسرائيلية تجاه العرب، مضيفًا أن التيار العام في مصر اتجه منذ ذلك الحين إلى المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وظهرت تعبيرات واضحة عن هذا العداء، موضحًا أن ثورة يوليو كانت نقطة التحول التي أظهرت الصراع بين العرب واليهود بشكل صريح.
وأشار إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر شعر منذ البداية بخطورة المخططات اليهودية تجاه مصر، موضحًا أن بعض الأطراف كانت تأمل في تسوية عبر وسطاء، لكن عبد الناصر كان أكثر وعيًا بحجم التهديد، وهو ما دفعه لتبني خطاب قومي عربي واضح.
واستعاد "الفقي" واقعة حضوره احتفال تأبين عبد الناصر في نقابة الصحفيين، والذي ألقى خلاله ياسر عرفات كلمة، قال فيها المترجم: "لقد كان رحيل عبد الناصر خسارة فاضحة للقضية الفلسطينية لا تعوّض"، مشيرًا إلى أنه كانت هناك محاولات لإحداث قطيعة بين الفلسطينيين وعبد الناصر، خاصة بعد أحداث "الجرش" في الأردن، لكن مصر لم تلوث يدها يومًا بدماء الفلسطينيين رغم كل ما جرى.
وأكد أن مصر قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، ورهنت جزءًا من وضعها السياسي والاقتصادي لصالحها، مضيفًا: "مصر يدها في النار وليست في الماء، وتدعم دائمًا الأشقاء في فلسطين".