بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعد ساعات من الانقطاع.. عودة تدريجية لخدمات الإنترنت والبنوك في الشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

بدأت بوادر العودة التدريجية في خدمات الإنترنت والاتصالات الإلكترونية في عدد من مراكز محافظة الشرقية، وذلك بعد ساعات من التوقف الذي أعقب الحريق الهائل الذي اندلع في مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، صباح الإثنين 7 يوليو 2025، وأسفر عن ارتباك واسع في خدمات الإنترنت الأرضي، وشبكات الاتصالات، والأنظمة الإلكترونية للبنوك.

وقد شهدت مراكز ومدن محافظة الشرقية، وخاصة في الزقازيق، بلبيس، أبو حماد، فاقوس، والعاشر من رمضان، ارتباكًا ملحوظًا في تعاملات المواطنين مع البنوك، خاصة عند استخدام ماكينات الصراف الآلي (ATM)، حيث تعطلت بعض ماكينات السحب والإيداع، مما تسبب في زحام شديد أمام الفروع البنكية، ووقوع مشادات بين العملاء والموظفين وأفراد الأمن.

كما اشتكى عدد من المواطنين من تعذر إجراء معاملات بنكية اعتيادية داخل البنوك، مثل فتح حسابات جديدة أو إجراء تحويلات مالية داخل الفروع، وذلك بسبب بطء أو تعطل أنظمة السيستم المرتبطة بشبكات الإنترنت المركزي التي تأثرت جراء الحريق.

وأفاد بعض المواطنين بتعرضهم لمواقف حرجة، بعد أن فوجئوا بتوقف الخدمة أثناء سحب الأموال، أو فشل عمليات الإيداع في الماكينات، وهو ما تسبب في حالة من القلق والارتباك، خاصة مع بدء الشهر الجديد وما يتطلبه من التزامات مالية.

ولم تقتصر تداعيات الحريق على القطاع البنكي فحسب، بل امتدت لتشمل أيضًا شبكات الهواتف المحمولة، حيث تأثرت تغطية شبكة «اتصالات مصر» في بعض المناطق بمحافظة الشرقية، سواء من حيث إجراء المكالمات أو خدمات الإنترنت، بينما ظلت تغطية بعض الشبكات الأخرى مستقرة نسبيًا.

ورغم التأثيرات الواسعة لحريق سنترال رمسيس على بعض الخدمات الإلكترونية، أكد الدكتور بهاء أبو شعيشع، وكيل مديرية الصحة بمحافظة الشرقية، أن المنظومة الصحية في المحافظة لم تتأثر، مشيرًا إلى أن جميع المستشفيات العامة والمركزية واصلت تقديم خدماتها للمواطنين بشكل طبيعي دون انقطاع.

وأوضح أبو شعيشع أن هذا الاستقرار جاء نتيجة تطبيق إجراءات احترازية مسبقة، شملت تفعيل خطط الطوارئ وتوفير بدائل للربط الإلكتروني، منها الاعتماد على خطوط اتصال احتياطية ونظام الربط الداخلي بين المنشآت الصحية.

وأشار إلى أنه تم التنسيق الفوري مع وزارة الصحة، وديوان عام المحافظة، ومرفق الإسعاف، وكافة الجهات المعنية لتأمين التواصل وضمان استمرار الخدمة دون تأثر. 

وأكد أن خدمات الطوارئ والرعاية العاجلة استمرت بكفاءة كاملة، مشددًا على أن غرفة الأزمات بالمديرية كانت في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع ميدانيًا والتدخل عند الضرورة.

واختتم وكيل وزارة الصحة تصريحه بالتأكيد على أن الأمور مرت بسلام، وتم رصد استقرار تام في أداء المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى المحافظة طوال فترة الأزمة.

وفي هذا السياق، وجّه البنك المركزي المصري البنوك العاملة في السوق المحلية بضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتيسير على العملاء، والحد من الزحام داخل الفروع، منها: إلغاء الرسوم مؤقتًا على عمليات السحب والإيداع والتحويلات، إلى جانب إصدار المحافظ الذكية والبطاقات مسبقة الدفع دون رسوم، في محاولة لتشجيع استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية.

من ناحية أخرى، يواصل رجال الحماية المدنية بالقاهرة جهودهم لليوم الثاني على التوالي في تنفيذ عمليات التبريد داخل مبنى سنترال رمسيس، بعد أن تم السيطرة على الحريق الضخم الذي استمر لساعات طويلة، ورغم تراجع كثافة النيران، إلا أن أعمدة الدخان ما تزال تتصاعد من بعض النقاط، ما يستدعي متابعة دقيقة ومستمرة لتفادي تجدد الاشتعال.

فيما تتواصل أعمال الحصر لتقدير حجم الخسائر المادية، إلى جانب التحقق من وجود أية إصابات أو حالات وفاة لم تُحسم أعدادها النهائية حتى لحظة كتابة الخبر.

يُذكر أن سنترال رمسيس يُعد واحدًا من أكبر المراكز المحورية لخدمات الاتصالات في مصر، ويغذي عددًا كبيرًا من المحافظات بخدمات الإنترنت الأرضي والربط الإلكتروني، ما جعل تأثير الحريق واسع النطاق، خاصة في المناطق المرتبطة بالربط الشبكي المركزي.

ومع استمرار عمليات الإصلاح، يأمل المواطنون في عودة الاستقرار الكامل للخدمات خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل تأكيدات المسؤولين على تكثيف الجهود لضمان عودة الخدمة بشكل آمن وسريع.