صيغة السعادة البسيطة ..عادة يومية تسبب الفرح اليومي وتعزز الصحة النفسية

السعادة .. في دراسة علمية موسعة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، اكتشف فريق من الباحثين أن تخصيص بضع دقائق يوميًا لأداء ما يُعرف بـ"أعمال صغيرة من السعادة" يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في الصحة النفسية والبدنية للأفراد.
وشملت الدراسة ما يقرب من 18 ألف مشارك من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، ضمن مشروع عالمي يُعرف باسم "السعادة الكبيرة"، واستمرت على مدى عامين حتى عام 2024.
الدراسة التي نُشرت في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية طلبت من المشاركين تنفيذ سبع مهام بسيطة على مدار أسبوع، كل منها لا يستغرق أكثر من عشر دقائق، بهدف تحفيز مشاعر إيجابية مثل الأمل، الامتنان، الدهشة، المرح، والفكاهة.
أمور بسيطة... وأثر عميق
تضمنت الأنشطة أمورًا عادية لكنها فعالة، مثل الإعجاب بزهرة أثناء نزهة، الاستماع إلى الضحك، مشاركة لحظة احتفال مع أحد الأحباء، أو القيام بعمل طيب لصديق.
كما شملت إعداد قائمة امتنان يومية، ومشاهدة مقاطع فيديو ملهمة عن الطبيعة.
وقال البروفيسورة إليسا إيبيل، المشرفة على البحث وخبيرة التوتر والشيخوخة، إن النتائج كانت مدهشة: "تحسنت الصحة العاطفية للمشاركين بشكل يفوق توقعاتنا، وهي نتائج تعادل تلك التي تحققها برامج طويلة تتطلب أشهرًا من العمل المنتظم".
تغييرات واضحة على الحالة النفسية والجسدية
أظهر المشاركون تحسنًا ملموسًا في جودة النوم، وانخفاضًا في مستويات التوتر، إضافة إلى تحسن في الشعور بالرضا عن الحياة.
وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين التزموا بالأنشطة على مدار الأيام السبعة حققوا نتائج أفضل من أولئك الذين مارسوا الأنشطة لفترة أقصر.
كما لاحظ الباحثون أن الفوائد كانت أكثر وضوحًا لدى المشاركين من الأقليات العرقية مقارنة بالمشاركين البيض، وكذلك عند الشباب أكثر من كبار السن.
مفتاح السعادة في كسر التفكير السلبي
يُرجّح الباحثون أن لهذه الأفعال الصغيرة قدرة على كسر أنماط التفكير السلبية، مثل القلق المستمر أو جلد الذات، وتوجيه الانتباه نحو التجارب الإيجابية اليومية.
وتضيف إيبيل: "لسنا بحاجة إلى مناسبات كبرى كي نشعر بالسعادة. العيش بلحظات من الفرح، حتى وإن كانت قصيرة، يمكن أن يكون علاجًا فعالًا في زمن تتزايد فيه الضغوط".
السعادة ليست ترفًا
تختتم البروفيسورة حديثها بالتأكيد على أن مفاهيم الرفاهية النفسية يجب ألا تُعامل على أنها كماليات. تقول: "نحن نميل للاعتقاد بأن السعادة تأتي بعد الإنجاز، بعد النجاح أو التغيير الكبير، لكن الواقع أننا نحتاج إلى الفرح اليومي كوقود نستعين به لمواجهة تحديات الحياة".
إنها دعوة مفتوحة للجميع: ابحث عن الفرح في التفاصيل اليومية، فربما تكون السعادة أقرب مما تظن.