خلعت زوجي 3 مرات.. هل يجوز الرجوع إليه؟ الدكتور عطية لاشين يوضح
أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الحكم الشرعي في واقعة وردت إليه عبر رسالة من سائلة تقول فيها:"خالعت زوجي مرتين، وفي كل مرة كان يعيدني إليه بعقد ومهر جديدين، ثم خالعته للمرة الثالثة، ويريد الآن أن يعقد عليّ من جديد، فهل له ذلك؟"
الخلع في الشريعة الإسلامية
وفي رده المفصل، أكد الدكتور لاشين أن الخلع في الشريعة الإسلامية مشروع كحل أخير في حال استحالة استمرار الحياة الزوجية، مشيرًا إلى قول الله تعالى:"فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ" [البقرة: 229]،
واستشهد كذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع امرأة ثابت بن قيس حين قال لها:
"أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فردتها عليه، وأمره ففارقها".
وأوضح الدكتور عطية أن الزواج شرعه الإسلام لأهداف سامية منها العفة، وغض البصر، واستمرار النسل، وبقاء الكون عامرًا بالعبادة، وتنشئة الأجيال على القيم الإسلامية، مبينًا أن الطلاق أحيانًا يكون الحل الأمثل حينما لا تتحقق مقاصد الزواج.
الرجوع بعد الخلع ثلاث مرات
أما عن واقعة السؤال، فقد أشار إلى أن العلماء اختلفوا في اعتبار الخلع طلاقًا أم فسخًا، ولكل رأي أدلته الشرعية القوية.
غير أن قانون الأحوال الشخصية المصري رقم 1 لسنة 2000 تبنى القول بأن الخلع طلاق بائن، وليس فسخًا، وهو ما يُعد فصلًا في المسائل الخلافية.
وبناءً عليه، أكد لاشين أن الخلع إذا تكرر ثلاث مرات يُعامل معاملة الطلاق البائن بينونة كبرى، وعليه لا يجوز للزوج أن يعقد على زوجته مرة أخرى إلا إذا تزوجت بزوج آخر زواجًا شرعيًا مكتمل الأركان، ثم انفصلت عنه بعد ذلك، وفقًا لقوله تعالى:"فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ" [البقرة: 230].
وختم الدكتور عطية فتواه بقوله:"وعلى ذلك، ليس لزوجك أن يعقد عليكِ بعد الخلع للمرة الثالثة، لأن الخلع يُعد طلاقًا، وقد تم ثلاث مرات، فلا تحلين له إلا بعد زواجك من غيره، ثم انفصالك عنه. والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله."
