بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبير أثري: الشعب المصري الحالي يتشابه بنسبة 88 % مع المصريين القدماء

د. أحمد عامر خبير
د. أحمد عامر خبير في علم البصريات

قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن مشروع الجينوم المصري الذي بدأته الدولة في عام 2024 يُعد من أهم المبادرات العلمية التي تسعى لتوثيق التسلسل الوراثي للمصريين القدماء، مؤكدًا أنه شارك في مراحل هذا المشروع، الذي أثبت أن هناك تطابقًا بنسبة 70% بين جينات المصريين الحاليين وأسلافهم في الحضارة القديمة.

تفاصيل مشروع الجينوم المصري 

وأضاف “عامر”، خلال حديثه عبر الإنترنت على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن مشروع الجينوم المصري يعتمد على دراسات متعمقة لعينات من المومياوات، من بينها مومياء الملك توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشرة، بالإضافة إلى 95 مومياء من منطقة أبو صير، وقد أظهرت النتائج تشابهًا وراثيًا بنسبة تجاوزت 88% مع المصريين الحاليين، وهو ما يدحض الادعاءات المغرضة التي تنفي أن المصريين الحاليين هم امتداد مباشر لبناة الحضارة الفرعونية.

وأشار إلى أن التغيرات في نسبة التطابق ناتجة عن عوامل طبيعية مثل المناخ والبيئة، والتي تؤثر على الصفات الشكلية والهياكل، لكنها لا تنفي الانتماء الجيني، موضحًا أن هناك محاولات خارجية – لا سيما من اتجاهات مثل “الأفروسنتريك” – للتشكيك في أصول الحضارة المصرية، لكن العلم الحديث، من خلال أدوات مثل الجينوم، يثبت بالأدلة أن المصريين القدماء هم من شيّدوا حضارتهم بأيديهم على امتداد وادي النيل والدلتا.

وأوضح أن العاصمة الموحدة الأولى لمصر القديمة كانت في "تل الفراعين" بمحافظة كفر الشيخ، تلتها جبانة منف التي ضمّت أعظم آثار الدولة المصرية، من أهرامات الجيزة وسقارة وأبو صير ودشور، مما يعزز من أهمية ربط الجينات بالسياق التاريخي والآثري للحضارة، منوهًا بأن المدافن غير التقليدية تُعد مصدرًا مهمًا لكشف أسرار جديدة، وأن أصغر الاكتشافات قد تفتح أبوابًا لمعرفة كبيرة، كما حدث في أبحاث الهرم الأكبر، حين أفضت بوابة صغيرة لاكتشافات عظيمة.

وقال إن تقدم أدوات البحث العلمي، مثل الأشعة السينية والدراسات التشريحية الدقيقة، مكّن الباحثين من تحليل تفاصيل مثل سبب وفاة توت عنخ آمون، الذي كانت تُحيط بها روايات متضاربة، مشيرًا إلى أن العلم لم يعد فقط أداة لإثبات ما نُقل، بل لفتح آفاق جديدة وإعادة تقييم الكثير من الفرضيات.