بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

السنة النبوية.. الدعاء المستحب بعد الوضوء وفضله العظيم

الوضوء
الوضوء

في سُنن النبي محمد ﷺ، يتجلى جمال الإسلام في تفاصيل العبادات اليومية التي يُثاب عليها المؤمن، ومنها الوضوء، الذي لا يقتصر فضله على الطهارة الحسية فقط، بل يشمل طهارة القلب والروح، ويفتح أبوابًا من الرحمة الإلهية.

 ومما ورد عن النبي ﷺ من هديٍ كريم، ما يُقال بعد الوضوء، وهو دعاءٌ عظيم القدر، فيه التوحيد والاستغفار، وطلب الطهارة المعنوية والجسدية.

الدعاء المستحب بعد الوضوء.. حديثٌ في أعلى درجات الصحة

روى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»رواه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيح، وأصل الحديث عند الإمام مسلم بدون زيادة الدعاء.

ويُفهم من الحديث الشريف أن هذا الذكر عقب الوضوء لا يُعدّ فقط دعاءً مأثورًا، بل عبادة عظيمة تُوجب على المؤمن أن لا يفرط فيها، لما فيها من تعظيم للتوحيد وطلبٍ للقبول والمغفرة والطهارة.

أقوال الصحابة والسلف في الدعاء بعد الوضوء

لم يقتصر هذا الدعاء على النبي ﷺ فقط، بل التزمه كبار الصحابة والتابعين. فقد جاء عن سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول بعد وضوئه:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ».

رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في "مصنفيهما".

كما ورد عن الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مثل هذا الدعاء، مما يدل على أنه كان من الأمور التي توارثها السلف الصالح، وحرصوا على ملازمتها مع كل وضوء.

هل هناك أخرى أثناء الوضوء؟

نعم، ذكر الإمام النووي رحمه الله في كتابه "الأذكار"، أن الفقهاء استحسنوا أدعية يقولها المسلم أثناء غسل أعضاء الوضوء، رغم عدم ورودها مباشرة عن النبي ﷺ، إلا أنها مستنبطة من روح الشريعة.

ومن الأدعية التي وردت عن بعض السلف أثناء غسل الأعضاء:

عند غسل اليدين: «اللهم أعطني كتابي بيميني، ولا تعطنيه بشمالي»

عند غسل الوجه: «اللهم بيّض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه»

عند مسح الرأس: «اللهم حرّم شعري وبشري على النار»

عند غسل الرجلين: «اللهم ثبّت قدميّ على الصراط يوم تزل الأقدام»

من أدعية الوضوء الجامعة بعد الانتهاء:

إليك النص الكامل للدعاء الذي يسن قوله بعد الانتهاء من الوضوء، وهو من أعظم الأدعية التي تُفتح بها أبواب الجنة:«أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»

فضل هذا الدعاء العظيم:

قال العلماء إن هذا الذكر بعد الوضوء لا يقتصر فضله على رفع الدرجات فقط، بل هو سبب لفتح أبواب الجنة الثمانية، وهي منزلة لا ينالها إلا من جمع بين الطهارة الظاهرة والباطنة، والإخلاص في القول والعمل.

كما أن تكرار هذا الذكر يُكسب العبد صفة "التوابين" و"المتطهرين"، وهما من أحبّ الصفات عند الله عز وجل، كما جاء في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]