بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رحيل دروكمان يُربك مستقبل مسلسل "The Last of Us".. ونقطة تحوّل لصناعة الألعاب

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن مسلسل "The Last of Us" الذي أثار ضجة منذ انطلاقه على منصة HBO، يمرّ اليوم بمنعطف حاسم بعد إعلان نيل دروكمان، المؤلف المشارك للعبة والمسلسل، مغادرته المشروع قبيل التحضير للموسم الثالث، ليركّز بالكامل على العمل داخل استوديو الألعاب الشهير Naughty Dog.

قرار دروكمان المفاجئ، الذي تلاه إعلان الكاتبة هالي غروس – المشاركة في كتابة الموسم الثاني من المسلسل وجزء كبير من لعبة The Last of Us Part II – عن مغادرتها هي الأخرى، ترك المشهد الإبداعي للموسم القادم في حالة غموض واضطراب، خاصة في ظل ما اعتبره البعض "استقبالًا فاترًا" للموسم الثاني الذي اختتم مؤخرًا.

الجدل حول الموسم الثاني لم يتوقف منذ بدايته. فبين جمهور اللاعبين الغاضبين من التغييرات التي طرأت على القصة، والمشاهدين الجدد الذين لم يتفاعلوا بالشكل المتوقع مع الأحداث، بدا وكأن السلسلة – التي بُنيت على قاعدة جماهيرية قوية – تواجه أزمة هوية. بعضهم تساءل صراحة عن قدرة المسلسل على الاستمرار دون شخصية "جويل"، التي جسدها بيدرو باسكال، والتي غادرت السرد مبكرًا – بما يتماشى مع قصة اللعبة الأصلية، لكنه صدم فئة كبيرة من المتابعين.

في ظل هذا التوتر، جاء انسحاب دروكمان ليُغذي التكهنات حول وجود ضغوط داخلية أو مراجعات من HBO لسير المشروع. ومع أن بيانه الرسمي اكتفى بالإشارة إلى "تحوّل كامل في التركيز" نحو مشاريع الألعاب المقبلة – وفي مقدمتها لعبة Intergalactic: The Heretic Prophet – إلا أن النبرة الباهتة للتصريح بدت بعيدة عن الحماس الذي ميّز دروكمان في بدايات المسلسل.

رغم ذلك، يرى كثيرون أن عودة دروكمان الكاملة إلى Naughty Dog تُعد خطوة منطقية، في وقت تمرّ فيه صناعة الألعاب بفترة عدم استقرار حاد. فبينما تستمر استوديوهات PlayStation في تقديم ألعاب مميزة، إلا أن وتيرة الإنتاج في عصر PS5 كانت أبطأ من المتوقع. فعلى مدار خمس سنوات، لم تُصدر Naughty Dog سوى لعبة رئيسية واحدة منذ Uncharted: The Lost Legacy عام 2017، وهي The Last of Us Part II في 2020.

أما على صعيد المسلسل، فإن المنتج التنفيذي كريج مازن لا يزال يقود المشروع، ويُقال إنه يمتلك خارطة واضحة للحبكة في الموسم الثالث، ما قد يُخفف من أثر غياب دروكمان، خاصة بعد أن أصبحت ملامح القصة مُحددة بناءً على أحداث اللعبة الثانية. لكن غياب العقل الإبداعي وراء السلسلة يفتح الباب لتساؤلات حول مدى قدرة HBO على الحفاظ على روح العمل الأصلي.

وبينما تتخبط صناعة التلفزيون في زخم المحتوى، فإن قطاع الألعاب يواجه تحديات من نوع آخر، لا سيما بعد موجات تسريح واسعة طالت استوديوهات كبرى مثل Xbox في الأيام الماضية. من هنا، يُنظر إلى قرار دروكمان كمؤشر على أن المرحلة القادمة تتطلب "قيادات إبداعية" تعيد ضخ الدماء في المشاريع التي تعوّل عليها Sony في معركة الجيل الجديد.

في نهاية المطاف، قد يكون رحيل دروكمان بمثابة خسارة لسردية The Last of Us التلفزيونية، لكنه أيضًا فرصة لبداية جديدة – ربما أكثر تأثيرًا – في مستقبل ألعاب Naughty Dog التي لا تزال تُعد من أعمدة الصناعة الحديثة.