"دعائي لا يُستجاب رغم كثرة الإلحاح".. يُسري جبر يكشف السبب

ردّ الداعية الإسلامي الدكتور يسري جبر على سؤال شائع يُشغل بال كثيرين، وهو: "أدعو الله كثيرًا بإلحاح، فلماذا لا يُستجاب دعائي؟"، موضحًا أن تأخير استجابة الدعاء لا تعني الإهمال من الله، بل هي شكل من أشكال الرحمة الإلهية.
الله لا يمكر بالمؤمن
وقال جبر:"الصلاة هي التي تُلهم الإنسان الدعاء، والله سبحانه وتعالى لا يمكر بالمؤمن أبداً، بل يمكر بالكافر فقط؛ لأن الكافر اتبع هواه ونفسه الأمّارة بالسوء، فاستحق أن يُستدرج للعقوبة، أما المؤمن، فالله يكرمه في كل الأحوال".
وأكد أن الله لا يمنع عن عبده المؤمن الدعاء، إلا لخيرٍ يعلمه وحده:"طالما ألهمك الدعاء وأنت مؤمن ومتعلق قلبك بالنبي ﷺ، فاعلم أن الله استجاب، لكن الله يستجيب كما يريد، لا كما تريد، وفي الوقت الذي يراه مناسبًا، لا في الوقت الذي تتصوره".
وشبّه جبر الأمر بولد يُلحّ على والده ليشتري له دراجة نارية، في حين أن الأب يعلم أن ابنه لا يستطيع حتى نزول السلم دون أن يتعثر:"ربما ما تطلبه يُضرك، والله يعلم ذلك، فيمنعك عنه رحمة بك، تمامًا كأب يحب ابنه، ويرفض طلبه لأنه يريد له الخير لا الضرر".
وأشار إلى أن أشكال استجابة الدعاء متعددة، منها:
- أن يؤخره الله إلى الآخرة ثوابًا عظيمًا.
- أو أن يبدلك الله شيئًا خيرًا مما دعوت به.
- أو أن يعطيك ما طلبت في وقتٍ تكون فيه أكثر قدرة على التعامل معه.
وشدّد جبر على أهمية تحقيق شروط استجابة الدعاء:"قال النبي ﷺ: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، يعني لازم يكون أكلك ولبسك ومشربك من الحلال، مينفعش تكون بتكسب من الحرام وتقول (يا رب) وتتوقع إجابة".
كما أوضح أن من أهم آداب الدعاء:
- أن تبدأ بالثناء على الله وحمده.
- أن تدعو بيقين وثقة.
- أن تكون خاشعًا ومتيقنًا بالإجابة.
- ألا تستعجل ولا تدعو بالشر، بل تسأل الله اللطف والهداية للجميع، حتى العصاة والظالمين.
وختم جبر حديثه قائلاً:"الله بيحبك لأنك دعوته، بيحبك لإيمانك، وعلشان كده بيمنع عنك الضرر. فاثبت على الدعاء، وكن على يقين أن الخير قادم، وإن تأخّر".