إيلون ماسك يتلقى صفعة قوية من ترامب بعد الموافقة على هذا المشروع

إيلون ماسك .. في خطوة لافتة قد تغيّر خريطة استكشاف الفضاء، أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الثلاثاء، نسخته من مشروع القانون الضخم للإنفاق وخفض الضرائب.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يتضمّن التشريع حزمة مالية ضخمة تبلغ 10 مليارات دولار، خصصت لدعم برنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر وتثبيت وجود دائم للولايات المتحدة هناك بحلول نهاية العقد الحالي.
ماسك على خلاف مع الرؤية الرسمية… القمر أم المريخ؟
وكان الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، إيلون ماسك، لا يزال معارضًا صريحًا لتركيز الجهود والموارد نحو القمر، حيث يرى أن الأولوية يجب أن تكون لاستعمار كوكب المريخ.
ولطالما مارس ماسك ضغوطًا على إدارة ترامب ووكالة ناسا لتسريع الخطط نحو الكوكب الأحمر، معتبرًا أن مستقبل البشرية يكمن هناك، لا على سطح القمر.
وفي حال توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القانون الجديد، فإن مليارات الدولارات ستذهب مباشرة لدعم نظام الإطلاق الفضائي (SLS)، وهو صاروخ ضخم ذو استخدام واحد، يُستخدم لإرسال مركبات أرتميس إلى القمر، وهو ما يتعارض كليًا مع فلسفة ماسك، الذي يراهن على الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام لتحقيق رحلات فضائية منخفضة التكلفة ومستدامة.
انهيار التفاهمات السابقة بين ترامب وماسك
وكانت العلاقة بين ترامب وماسك شهدت خلال السنوات الماضية لحظات انسجام، خصوصًا عندما أبدى الرئيس الأمريكي اهتمامًا بخفض ميزانية ناسا تدريجيًا، واستبدال صواريخ SLS بعد تنفيذ مهمة أرتميس الثالثة المخطط لها في عام 2027، لكن مشروع القانون الجديد، بقيادة الجمهوريين، أعاد الأولوية لمهام القمر، وترك حلم ماسك باستعمار المريخ معلقًا خارج أجندة الإدارة الأمريكية الحالية.
ماسك يهاجم القانون… ويصفه بـ"الكارثة"
إيلون ماسك لم يُخفِ انتقاده الشديد للقانون، حيث وصفه في منشورات متعددة على منصة "إكس" بأنه "إهدار فادح لأموال دافعي الضرائب"، مُشيرًا إلى أن تكلفة صاروخ SLS الواحد قد تصل إلى 2.5 مليار دولار.
وذهب ماسك أبعد من ذلك، واعتبر القانون "كارثة اقتصادية" تهدد الصناعات المستقبلية، وتكرّس الاعتماد على صناعات الفضاء التقليدية باهظة الثمن وغير المستدامة.
مكاسب جزئية لماسك… عقد لمحطة الفضاء الدولية
ورغم الخسائر الظاهرة لخطط ماسك، إلا أن القانون تضمّن بندًا لصالح سبيس إكس، حيث منحتها وكالة ناسا عقدًا بقيمة 843 مليون دولار لبناء مركبة إخراج من المدار، ستُستخدم لتوجيه محطة الفضاء الدولية بأمان نحو المحيط الهادئ بحلول عام 2030. ماسك دعا سابقًا إلى تسريع هذه العملية لما قبل عام 2027، معتبرًا أن استمرار تشغيل المحطة يشكل خطرًا محتملاً على سلامة الفضاء القريب من الأرض.
أرتميس مستمر… والمريخ مؤجل
منذ انطلاق برنامج أرتميس عام 2019، لم تُنفّذ سوى مهمة تجريبية واحدة غير مأهولة في عام 2022، ومن المنتظر إطلاق أرتميس 2 في 2026، يليها أرتميس 3 في 2027. ورغم التكلفة الباهظة، فإن الولايات المتحدة عازمة على استعادة مكانتها على سطح القمر، بينما يبقى حلم ماسك بالمريخ مؤجلًا، رهنًا بالقرارات السياسية وحجم التمويل المتاح.