بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة جديدة تكشف: لماذا يصاب الأولاد بالتوحد واضطراب فرط الحركة أكثر من الفتيات؟

التوحد وفرط الحركة
التوحد وفرط الحركة

 لماذا يصاب الأولاد بالتوحد؟..يبدو أن العلماء باتوا يقتربون من كشف أحد أكثر الألغاز الطبية إلحاحاً والمتعلق بارتفاع نسب إصابة الأولاد بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة بالفتيات. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أشارت دراسة حديثة من جامعة روتشستر الأمريكية إلى أن العوامل البيئية السامة قد تلعب دوراً محورياً في هذا التفاوت.

المواد الكيميائية الدائمة تحت المجهر

تسلط الدراسة الضوء على مجموعة من المواد المعروفة باسم "المواد الكيميائية الدائمة"، وهي مركبات شديدة الثبات توجد في منتجات كثيرة من حولنا مثل عبوات الطعام، الأقمشة المقاومة للبقع، الزجاجات البلاستيكية وحتى مياه الشرب. 

وتبقى هذه المواد، وعلى رأسها مادة تعرف باسم PFHxA، في البيئة والأنسجة البشرية لعقود قبل أن تتحلل، كما ربطت دراسات سابقة بينها وبين أمراض خطيرة مثل السرطان والعقم والتشوهات الخلقية.

تجارب صادمة على الفئران تكشف المستور

في إطار بحثهم، أجرى العلماء تجارب على فئران صغيرة تعرّضت أمهاتها لمادة PFHxA أثناء الحمل والرضاعة. 

وجاءت النتائج مثيرة للقلق، إذ أظهرت الفئران الذكور تغيرات سلوكية مقلقة، أبرزها زيادة القلق، انخفاض مستويات النشاط، ومشاكل في الذاكرة. 

وما لفت انتباه الباحثون أن هذع التغيرات لم تكن بنفس الحدة لدى الإناث، وهو ما يعزز فرضية أن الذكور أكثر تأثراً بهذه المواد خلال المراحل المبكرة من تطور أدمغتهم.

انعكاسات طويلة الأمد على الدماغ

وأوضح الباحثون أن آثار التعرض لهذه المواد لا تقتصر على المدى القصير، بل تستمر لسنوات، مسببة اضطرابات سلوكية تذكّر بأنماط التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. 

ووصفت البروفيسورة إليزابيث بلانك، المؤلفة الرئيسية للدراسة، النتائج بأنها مثيرة للقلق، مؤكدة ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة باستخدام هذه المواد في الصناعات المختلفة.

اضطرابات تنموية متحيزة للذكور أم فجوة في التشخيص؟

لطالما لاحظ الخبراء أن التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يظهران بمعدلات أعلى لدى الذكور، لكن جزءاً من هذا التفاوت قد يُعزى إلى صعوبة اكتشاف الأعراض لدى الفتيات، إذ تشير دراسات إلى أن الفتيات قد يُجِدن إخفاء العلامات من خلال تقليد سلوك الأطفال الآخرين، مما يقلل فرص التشخيص المبكر.

مخاوف متزايدة وتنبيهات رسمية

تتزامن هذه الاكتشافات مع ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بهذه الاضطرابات، حيث تشير تقديرات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى أن نحو 2.5 مليون شخص يعيشون مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فيما ينتظر قرابة 200 ألف شخص تقييم التوحد.

وسط هذه المؤشرات المثيرة للقلق، يتزايد الضغط على صانعي القرار لتشديد الرقابة على المواد الكيميائية الدائمة. 

ومن المقرر أن تقدم لجنة التدقيق البيئي في المملكة المتحدة توصياتها بهذا الشأن قبل نهاية العام، في محاولة للحد من المخاطر الصحية المحتملة وحماية الأجيال القادمة من تداعيات قد تبدأ منذ اللحظات الأولى لتطورهم داخل الأرحام.