مرة ثانية.. الطرق يا محافظ القليوبية
هذا مقال جديد قديم، هذا ليس النداء الأول لمحافظ القليوبية ومن سبقه من محافظين حول سوء وخطورة الطرق الداخلية للمحافظة. لكن فاجعة زهرات الدائرى الإقليمى أعادت المخاوف مرة أخرى فى ضوء استمرار السكون التنفيذى من مسؤولى القليوبية على أوضاع الطرق بالمحافظة. الطرق الداخلية فى المحافظة بين المراكز وبين القرى بعضها البعض فى أسوء حالاتها. سواء فيما يتعلق بالصيانة أو إعادة التأهيل بشكل كامل، أو من حيث الرقابة على تلك الطرق. النماذج الأكثر سوء لهذه الطرق على مستوى المحافظة، الطريق الواصل من شبين القناطر حتى شبرا الخيمة، وتحديد المسافة ما بين قرية نوى حتى مزلقان قليوب، وهو شريان رئيسى يخدم نحو 9 وحدات محلية، و36 قرية، و148 عزبة وتابع، وأكثر من نصف مليون مواطن يستخدمون الطريق يوميا ذهابا وإيابا. أما الطريق الذى يحصل على المركز الأول فى ترتيب الطرق الأكثر سوءاً على مستوى القليوبية هو طريق شبين القناطر – بنها، وتحديدا المسافة من شبين حتى طوخ وبداية طريق اسكندرية الزراعى.
والسؤال للسيد المحافظ والأجهزة المعنية، هل ننتظر حادثا جديدا على شاكلة حادث الدائرى الإقليمى حتى تتحرك الأجهزة التنفيذية فى محافظة القليوبية؟!!. الطرق سابقة العرض هى طرق تقع فى نطاق وولاية السيد المحافظ، هى طرق داخلية لكنها تخدم كثافة سكانية مرتفعة من طلاب وموظفين وأهالى.
هذه الطرق، وما تم عليها من أعمال خلال تنفيذ مبادرة حياة كريمة بمركز شبين القناطر، خاصة الحفر لتوصيل الغاز المنزلى، وتنفيذ شبكة الصرف الصحى بقرى المركز وكلها مشروعات تنموية عظيمة كانت حلماً لقرى مركز شبين القناطر تأخر لسنوات وسنوات لكن منذ انتهاء هذه المشروعات فى 2020. وحالة الطرق على ما هى عليه. وبالفعل مشروعات المبادرة أحدثت نقلة نوعية كبيرة فى حياة أكثر من نصف مليون مواطن بمركز شبين القناطر، باستثناء ملفات الطرق، والنقل الداخلى الجماعى. وأرجو من المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية أن يتجول بشكل مفاجئ صباح أى يوم دراسى أو حتى يوم عادى دون سابق إنذار ليشاهد بنفسه تكدس المواطنين أمام كل القرية ومدى المعاناة اليومية للانتقال إلى أعمالهم ووظائفهم.
ما يدعو للدهشة أن السيد المحافظ، زار مركز شبين أكثر من مرة، فهل لم يسترع ويلفت انتباهه وهو مهندس قبل أن يكون محافظا فى أي من تلك الزيارات حالة تلك الطرق!!
استبشرنا خيراً أن وجود مهندس على رأس المحافظة سوف يكون نقطة تحوّل فى سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ وفاعلية المتابعة الفنية والمحاسبة الدقيقة. لكن حتى اللحظة، حالة الطرق السيئة لا تشوّه فقط منجزات مبادرة «حياة كريمة» المهمة فى قرى شبين القناطر، بل تهدد حياة الناس.
سيادة المحافظ نطلب حقاً لا ترفاً، وأن يكون على جدول زيارات المحافظ جميع مراكز المحافظة. سابقا القليوبية بالنسبة لأى محافظ تتلخص فى مدينتين فقط، الأولى بنها العاصمة والثانية شبرا العاصمة الإدارية الثانية. أما ما بينهما فغير موجود، ولولا «حياة كريمة» ما انتبه أحد لمركز شبين القناطر. اليوم يوجه السيد المحافظ معظم تركيزه ووقته لمدينة القناطر الخيرية، ولا ضير فى ذلك، لكن لمراكز وقرى المحافظة الأخرى حق يا سيادة المحافظ. فهل نشهد هذه المرة تحركاً جدياً من المحافظ وأجهزة المحافظة، أم نكون بحاجة لتكرار النداء مرة ثالثة ورابعة، رغم وضوح معاناة المواطنين وتكرار الشكوى من حالة الطرق واستغلال الميكروباص وغياب الرقابة، وهى معاناة لم تعد تحتمل مزيد من التجاهل.